اعتقال إمام أوغلو بتهم فساد وحزبه يعتبره "انقلاباً"

19 مارس 2025
إمام أوغلو خلال احتجاج على اعتقال رئيس بلدية إسنيورت، 31 أكتوبر 2024 (رويترز)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- اعتقال أكرم إمام أوغلو، رئيس بلدية إسطنبول، بتهم الفساد ومساعدة جماعة إرهابية، أثار جدلاً سياسياً واسعاً، حيث يُعتبر مرشحاً محتملاً لمنافسة الرئيس أردوغان في الانتخابات المقبلة.

- تزامن الاعتقال مع إلغاء شهادته الجامعية وانتشار أمني مكثف في إسطنبول، مما زاد التوتر، وشمل التوقيفات مقربين منه، مما يعقد الوضع السياسي.

- إمام أوغلو أكد أن الشعب سيرد على "الأكاذيب"، بينما اعتبر حزب الشعب الجمهوري الإجراءات محاولة انقلاب ضد إرادة الشعب، داعياً للدفاع عن الديمقراطية وسيادة القانون.

اعتقلت السلطات التركية رئيس بلدية اسطنبول، أكرم إمام أوغلو، اليوم الأربعاء، بتهم تشمل الفساد ومساعدة جماعة إرهابية، في ما وصفه حزب المعارضة الرئيسي بأنه "محاولة انقلاب ضد رئيسنا القادم". ويواجه أوغلو، المنتمي إلى حزب الشعب الجمهوري، تحقيقين منفصلين يتضمّنان أيضاً تهماً بتزّعم منظمة إجرامية والرشوة والتلاعب في المناقصات.

وكان حزب إمام أوغلو على وشك ترشيحه خلال أيام لمنافسة أردوغان، الذي يحكم تركيا منذ أكثر من عقدين. ويُنظر على نطاق واسع إلى رئيس البلدية، الذي شغل المنصب لولايتين، باعتباره مرشحاً قوياً في أي انتخابات مستقبلية. وفي مقطع فيديو شاركه إمام أوغلو على حسابه على منصة إكس، قال إنه لن يستسلم وسيواصل التصدي للضغوط. وورد في بيان صادر عن مكتب المدعي العام في إسطنبول بشأن التحقيق الأول أنه يُشتبه في تورط 100 شخص إجمالاً، بينهم صحافيون ورجال أعمال، في الأنشطة الإجرامية المتعلقة ببعض المناقصات التي قامت البلدية بترسيتها.

وذكر البيان أن تحقيقاً ثانياً يتهم إمام أوغلو وستة آخرين بمساعدة حزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه تركيا وحلفاؤها الغربيون منظمة إرهابية. ويأتي الاعتقال بعد يوم من إلغاء جامعة إسطنبول شهادة إمام أوغلو العلمية، وفي حال تأييد الإلغاء سيمنعه ذلك من الترشّح للانتخابات الرئاسية. ومن المقرّر إجراء الانتخابات في 2028، إلا أنها يجب إجراؤها مبكراً إذا أراد أردوغان الترشّح مجدداً.

وجاء في بيان للنيابة العامة في إسطنبول "نتيجةً للتحقيق الذي أجراه مكتب المدعي العام بشأن لقطات الفيديو المنشورة للعامة تحت عنوان صور عدّ النقود في حزب الشعب الجمهوري، رُفعت دعوى قضائية وتم الاستماع إلى إفادات شهود بشأن حادثة جمع التبرعات غير القانونية، لا سيما في ما يتعلق برئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، والعديد من الأشخاص الآخرين، الذين أفادوا بأنهم أجبروا رجال أعمال على التبرع، وتعاونوا معاً في غسل الأموال التي حصلوا عليها من جرائم عن طريق الشراء والبيع من خلال وسطاء جنوا منهم أرباحاً غير مشروعة".

وتابع البيان أن هؤلاء "استخدموا مدنيين يُطلق عليهم اسم الخزائن السرية في تحويل الأموال وجمعها، كما فُتح تحقيق وفقا للتقرير الذي أعدته مفتشية الممتلكات بشأن مخالفات في المناقصات ومشتريات الخدمات والعقود الوهمية المتعلقة بوسائل الإعلان الخارجية". وأضاف البيان "نتيجة للتحقيق تبين أن أكرم إمام أوغلو هو زعيم المنظمة الإجرامية الربحية، وعيّن أشخاصاً كانوا معه وتابعين له منذ توليه منصب رئيس بلدية بيليك دوزو لرئاسة الأقسام والشركات التابعة لبلدية إسطنبول بعد أن أصبح رئيساً للبلدية، وأن المشتبه بهم شكلوا هياكل فرعية خاصة بهم من أجل ضمان استمرار عمل المنظمة الإجرامية، ونفذوا مناقصات غير نظامية، وارتكبوا أعمال رشوة وابتزاز بشكل منظم"، وتفاصيل أخرى، بحسب ما جاء في البيان.

وتشهد مدينة إسطنبول انتشاراً أمنياً كبيراً في المراكز الحساسة، إذ تم تضييق عمل منصات مواقع التواصل الاجتماعي منعاً من حصول تجمعات كبيرة، وخاصة أمام بلدية إسطنبول ومديرية أمن إسطنبول، فيما تجمع عشرات من عاملي وموظفي بلدية شيشلي وعدد من المواطنين أمام مبنى بلدية شيشلي. وأصدرت ولاية إسطنبول قراراً بتعطيل عمل خطوط المترو والمواصلات في المناطق المحيطة بمديرية الأمن وبلدية إسطنبول إلى وقت غير محدد، وأعلنت أيضا منع التظاهرات والتجمعات والاحتجاجات والمؤتمرات الصحافية في المدينة لأربعة أيام اعتباراً من اليوم.

وشملت التوقيفات أقرب الأشخاص إلى إمام أوغلو، من بينهم مستشاره الإعلامي مراد أونغون، ومستشاره السياسي نجاتي أوزكان، فضلا عن رئيس بلدية منطقة شيشلي رسول إمره شاهان، ورئيس بلدية منطقة بيليك دوزو محمد مراد تشالك. ونشر مستشار إمام أوغلو الإعلامي أونغون عبر حسابه خلال عملية توقيفه "تتم حالياً عملية توقيفي، يعتقدون أنه بإسكاتنا يستطيعون منعنا من الدفاع عن أكرم إمام أوغلو ودعمه، أدعو مواطنينا الذين لديهم حسابات على جميع منصات التواصل الاجتماعي وأقول من الآن وصاعداً، أكرم إمام أوغلو مؤتمن على الشعب التركي لحمايته ودعمه".

رئيس بلدية إسطنبول إمام أوغلو: الأتراك سيردون على "الأكاذيب والمؤامرات"

وقال أكرم إمام أوغلو في أول تعليق بعد اعتقاله، إن الشعب التركي سيرد الرد المناسب على "الأكاذيب والمؤامرات" بحقه. ونُشرت رسالة إمام أوغلو المكتوبة عبر حسابه على إكس بعد ساعات من اعتقاله. كما قالت ديلك إمام أوغلو، زوجة رئيس بلدية إسطنبول، في برنامج تلفزيوني: "جاءت فرق الشرطة بعد السحور، وكانت هناك فترة تعد بحقه، وبات مستعدا لكل شيء، أمس ألغيت شهادته الجامعية، ونمر بأيام غريبة مخيفة، ولم نكن نتوقع هذا لأننا لسنا دولة قانون على الورق، ولكننا نعيش ذلك حيث تتم عملية التوقيف وبعدها يتم جمع الأدلة".

رئيس حزب الشعب الجمهوري وزعيم المعارضة أوزغور أوزال قال عبر حسابه على "إكس": "اتخاذ القرارات نيابة عن الشعب، واستعمال القوة لاستبدال إرادة الشعب أو عرقلتها يعد انقلاباً، هناك حالياً قوة قائمة لمنع الشعب من اختيار الرئيس القادم"، وأضاف "نحن نواجه محاولة انقلاب ضد رئيسنا القادم، الشعب يحب بلاده، ولكن إذا عارضت الدولة الشعب فلن يسمح بذلك، القوة الحقيقية هي الشعب وهو من سينتصر، لن نستسلم".

من ناحيته، قال رئيس بلدية أنقرة منصور ياواش "يجب على كل من يدافع عن سيادة القانون والديمقراطية وإرادة الشعب في هذا البلد أن يعلم أن هذه المحاولات ضد رئيس بلدية منتخب غير مقبولة على الإطلاق"، وأكمل "إلغاء الشهادة أمس، وإجراءات التوقيف اليوم من قبل الشرطة مشهد لا يليق بدولة القانون، ورغم أن سبب الاحتجاز غير معروف، ما دلالة الإسراع اليوم في القبض على رئيس بلدية سبق أن ذهب إلى المحكمة وأدلى بشهادته؟".