اعتقالات وقنابل وهراوات لتفريق تظاهرة مؤيدة لفلسطين في الدنمارك

اعتقالات وقنابل وهراوات لتفريق تظاهرة مؤيدة لفلسطين في الدنمارك

5698EA23-7F4D-47FA-B256-09D7BCA82E5A
ناصر السهلي
صحافي فلسطيني، مراسل موقع وصحيفة "العربي الجديد" في أوروبا.
15 مايو 2021
+ الخط -

تشهد الدنمارك، كغيرها من دول الشمال، تحركات تضامنية مع قطاع غزة ومنددة بما يجري من انتهاكات أخرى في القدس والضفة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، رغم إجراءات كورونا المشددة.

 وكانت أبرز التحركات التي شهدتها العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، مساء أمس الجمعة، تنظيم لجان تضامن مع فلسطين باتجاه السفارة الإسرائيلية. وبحسب مصادر الشرطة والمنظمين، فقد شارك نحو 4 آلاف في تظاهرات كوبنهاغن، وإن نحو 50 إلى 100 صنفوا من مثيري الشغب، بينهم دنماركيون، في مسيرة احتجاجية شهدت بعض الصدامات مع الشرطة التي حاولت منعهم الوصول إلى مبنى السفارة الإسرائيلية، في شمال من العاصمة كوبنهاغن.

تظاهرة مؤيدة لفلسطين في الدانمارك (العربي الجديد)

واستخدمت الشرطة الدنماركية قنابل مسيلة للدموع والهراوات لتفريق التظاهرة، التي خرجت رغم إجراءات كورونا المشددة بسبب الغضب من مشاهد القصف والقمع على يد العدوان الإسرائيلي، فيما تحولت الهتافات إلى تنديد بدولة الاحتلال باعتبارها "دولة أبرتهايد"، وشهدت استخدام بعض الشباب المتظاهرين للمفرقعات.

وبررت الشرطة توقيف الفعالية السلمية المتجهة إلى سفارة تل أبيب بخشيتها من "تحول الاحتجاج إلى عنف ضد المبنى". واتهمت الشرطة بعض مناهضي الفاشية، وأغلبهم شباب وشابات دنماركيين من أقصى اليسار، بالتحضير لـ"العنف وتحول الاحتجاجات إلى صدام".

ورغم حصول منظمين التظاهرة على تصريح قانوني للتوجه إلى السفارة في منطقة هيلروب، غير بعيد عن وسط كوبنهاغن، إلا أن تفريقها من قبل الشرطة جاء بعد أن أوقفت الشرطة 3 أشخاص ثم أطلقت سراحهم على الفور، بحسب الناطق باسم الشرطة في كوبنهاغن هنريك ستورمر، الذي عاد ليؤكد في وقت لاحق من مساء أمس أنه لم تجر اعتقالات في صفوف "الحملة من أجل فلسطين"، المنظمة للفعالية.

ورأت إحدى المتظاهرات، وتدعى بيسان، أن الشرطة الدنماركية تسببت بتحول الحراك إلى العنف حين أطلقت قنابل مسيلة للدموع، "رغم وجود أطفال وكبار سن مشاركين في الفعالية".

واعتبر بعض الشباب المشاركين الذين ولدوا وكبروا في الدنمارك، ومن بينهم يوسف وبيسان مديبه، أن الفعالية "تهدف إلى إعادة التركيز على القضية الفلسطينية من الناحية التاريخية والواقع الحالي لفلسطين".

دولة "أبارتهايد"

من جهتها، رأت الناشطة في الحملة التضامنية لوته بيدرسن، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "إسرائيل باتت دولة أبرتهايد، ويجب تصنيفها على هذا الأساس من قبل برلمان بلدنا".

وعبر دنماركيون، وخصوصا فئات شابة ولدت بعد اتفاقية أوسلو في 1993، عن غضبهم في مدن دنماركية أخرى، مثل آرهوس وسط غرب البلد، بسبب "استمرار اضطهاد الشعب الفلسطيني من قبل نظام أبارتهايد إسرائيلي"، كما ذكرت ستيفاني سورنسن لـ"العربي الجديد". وطافت مسيرة في شارع المشاة الرئيس وسط آرهوس بمشاركة عربية ودنماركية، ركزت فيها الهتافات على دعم الفلسطينيين ونددت بنظام "الأبارتهايد".

وتشهد الدنمارك اليوم فعاليات مختلفة بمناسبة ذكرى النكبة الفلسطينية، إذ تجري لجان التضامن مع فلسطين لقاء مساء اليوم بمشاركة السفير الفلسطيني في الدنمارك مانويل حساسيان، وعضو المجلس الوطني الفلسطيني سهيل الناطور وعدد من البرلمانيين الدنماركيين، وذلك من خلال ندوة مفتوحة عبر الإنترنت، بحسب بيان صحافي لحملة التضامن مع فلسطين.

من جهة ثانية، ناشد بعض المشاركين بالفعاليات التضامنية مع فلسطين في الدنمارك، وفي عموم الدول الشمالية، "عدم استخدام الحجارة والصدام مع الشرطة المحلية والهتاف بالعربية، لأن ذلك يضر بالهدف من هذه الفعاليات"، مثل ما أكدت المتضامنة مع حملة فلسطين كاتيا بيدرسون لـ"العربي الجديد".

ووجه في السياق 3 من البرلمانيين من حزب "اللائحة الموحدة" اليساري رسالة مفتوحة لحكومة يسار الوسط بالدعوة إلى اجتماع برلماني يصنف دولة الاحتلال الإسرائيلي أنها نظام "أبارتهايد"، بكل ما يحمله ذلك من نتائج سياسية واقتصادية في علاقة كوبنهاغن وتل أبيب.

 ويأمل المتضامنون مع فلسطين أن تؤدي تحركاتهم في الشارع، وعلى وسائل الإعلام، إلى تصنيف إسرائيل دولةَ "أبارتهايد" والدعوة إلى مقاطعتها وفرض عقوبات عليها، وهو ما ينظر له أيضا الجيل القديم من الناشطين الدنماركيين ضد نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا سابقا، والمتضامنين اليوم مع فلسطين، ومن بينهم الناشط المعروف بتأييده قضية فلسطين جون غراوسغورد في مدينة آرهوس.

وتشهد مدن مختلفة في السويد والنرويج وألمانيا اليوم فعاليات تضامنية مع فلسطين بذكرى النكبة وتنديدا بالحرب الجارية على غزة، وضد إجراءات الاحتلال في حي الشيخ جراح في القدس المحتلة.

 وباتت صور قمع الفلسطينيين تحظى باهتمام شعبي كبير على وسائل التواصل الاجتماعي، وينشط عدد كبير من الأوروبيين في فضح ممارسات الاحتلال وتشبيهه بالتمييز العنصري، "وهو ما يساهم في زيادة الوعي بالقضية الفلسطينية"، بحسب الناشط في الحملة من أجل فلسطين في النرويج مارتن سبيلدوف.

المساهمون