اعتقالات وحظر تجول ليلي في وسط لوس أنجليس... وتكساس ستنشر الحرس الوطني

11 يونيو 2025   |  آخر تحديث: 13:27 (توقيت القدس)
أفراد الحرس الوطني خارج المبنى الفيدرالي في لوس أنجليس، 10 يونيو 2025 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت لوس أنجليس احتجاجات ضد سياسات الهجرة لإدارة ترامب، تخللتها أعمال نهب، مما أدى إلى فرض حظر تجول ونشر الحرس الوطني.
- دافع ترامب عن نشر الجيش لحماية الممتلكات وترحيل المهاجرين غير الشرعيين، مما أثار انتقادات واعتبره البعض رد فعل سياسي مبالغ فيه.
- طلب حاكم كاليفورنيا من المحكمة وقف استخدام الحرس الوطني في حملات الاعتقال، محذرًا من تفاقم الأوضاع، وسط ضغوط لإيجاد حلول سلمية.

بدأت شرطة لوس أنجليس توقيف أشخاص وسط المدينة في وقت متأخر الثلاثاء، بينما تجمّعت الحشود رغم حظر ليلي للتجوّل فُرض بعد خامس يوم من الاحتجاجات على حملة إدارة الرئيس دونالد ترامب

الأمنية ضد الهجرة. وتخللت عمليات نهب وتخريب في ثاني كبرى المدن الأميركية، الاحتجاجات السلمية إلى حد كبير ضد تكثيف عمليات التوقيف التي تنفذها سلطات الهجرة.

ودفعت التظاهرات التي بدأت الجمعة وأعمال عنف منعزلة، ترامب إلى القيام بخطوة استثنائية تتمثل بإرسال قوات الجيش، في خطوة عارضها حاكم الولاية. وعادت أعمال العنف ليل الثلاثاء، لكن بعد ساعة على دخول حظر التجول حيز التنفيذ، لم يبقَ غير مجموعة صغيرة من المتظاهرين وسط المدينة، حيث نفّذت الشرطة عدة عمليات توقيف، ودعت الموجودين إلى المغادرة.

وقالت شرطة لوس أنجليس على "إكس" في وقت متأخر الثلاثاء: "تواصل عدة مجموعات التجمّع في الشارع الأول بين سبرينغ وألاميدا. يتم التعامل مع هذه المجموعات وتُنفّذ عمليات توقيف واسعة". وأوقفت الشرطة 25 شخصاً بشبهة خرق حظر التجول ليل الثلاثاء، بحسب ما أفادت به "لوس أنجليس تايمز" نقلاً عن الشرطة. ويُتوقع أن يرتفع عدد الموقوفين، في وقت تتحرك قوات إنفاذ القانون لإبعاد باقي المحتجين عن المنطقة، بحسب الصحيفة.

ودخل قرار حظر التجوّل الليلي، الذي فرضته عمدة مدينة لوس أنجليس كارين باس في وسط المدينة، حيّز التنفيذ مساء الثلاثاء في الساعة 20:00 (03:00 بتوقيت غرينتش)، في حين أعلن حاكم تكساس الجمهوري غريغ أبوت بأن الولاية ستنشر حرسها الوطني "للمحافظة على النظام".

وقالت باس للصحافيين: "لقد أعلنتُ حالة طوارئ محلية وفرضتُ حظر تجوّل في وسط مدينة لوس أنجليس لوقف أعمال التخريب والنهب". وأضافت: "في الليلة الماضية، تعرّضت 23 شركة للنهب، وأعتقد أنّكم إذا قدتم سيارتكم في وسط مدينة لوس أنجليس، فإنّ الكتابات على الجدران منتشرة في كل مكان، وقد تسبّبت بأضرار جسيمة للشركات ولعدد من الممتلكات".

من جهته، دافع ترامب، أمس الثلاثاء، عن قراره نشر قوات في لوس أنجليس ضمن إجراءات تتعلق بالهجرة في خطوة ندد بها منتقدون ووصفوها بأنها رد فعل مبالغ فيه ولها دوافع سياسية. وقال ترامب مخاطباً مجموعة من الجنود في قاعدة عسكرية بفورت براج بولاية نورث كارولاينا: "أجيال من أبطال الجيش لم يريقوا دماءهم على الشواطئ البعيدة فقط ليشاهدوا بلادنا تُدمر بسبب الغزو وغياب القانون في العالم الثالث". وأضاف قائلاً: "ما تشهدونه في كاليفورنيا اعتداء شامل على السلام والنظام العام والسيادة الوطنية، يقوم به مثيرو شغب يحملون أعلاماً أجنبية"، مضيفاً أن إدارته "ستحرر لوس أنجليس".

وفي خطابه الذي اتّسم بنبرة شديدة، وصف الملياردير الجمهوري المتظاهرين بـ"الحيوانات"، متّهماً إيّاهم بأنّهم "يحملون أعلام دول أخرى بفخر". كذلك ندّد ترامب بحاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم وبالرئيس السابق جو بايدن. وقال الرئيس الجمهوري إن نشر الجيش كان ضرورياً لحماية الممتلكات الاتحادية والأفراد، وتعهد بترحيل أعداد قياسية من الأشخاص الموجودين في البلاد بشكل غير قانوني، وإغلاق الحدود الأميركية المكسيكية، وحدد لوكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك هدفاً يومياً باعتقال ما لا يقل عن 3000 مهاجر.

إلى ذلك، أعلن حاكم تكساس الجمهوري غريغ أبوت ليل الثلاثاء أن الولاية ستنشر حرسها الوطني "للمحافظة على النظام". وقال أبوت على منصة إكس، إنه "سيتم نشر حرس تكساس الوطني في مواقع في أنحاء الولاية لضمان السلم والنظام. التظاهر السلمي قانوني. إلحاق الأضرار بأشخاص أو ممتلكات أمر غير قانوني وسيقود إلى التوقيف". وتابع بأن "حرس تكساس سيستخدم كل الوسائل والاستراتيجيات الممكنة لمساعدة عناصر إنفاذ القانون في المحافظة على النظام".

وبدأت قوات الحرس الوطني، الثلاثاء، تقديم الحماية إلى عناصر إدارة الهجرة والجمارك الأميركية في أثناء تنفيذهم لعمليات اعتقال في لوس أنجليس، في توسع لدورهم الذي كان يقتصر سابقاً على حماية المنشآت الاتحادية فقط. ونشرت إدارة الهجرة صوراً تظهر أفراد الحرس الوطني وهم يقفون في محيط عناصر الهجرة في أثناء تنفيذهم للاعتقالات.

وقالت إدارة الهجرة في بيان إن "القوات توفر الحماية للمحيط والموظفين حول منشآتنا ولضباطنا الذين يشاركون في عمليات إنفاذ القانون اليومية". هذا التغيير يقرب دور الحرس الوطني أكثر من المشاركة المباشرة في عمليات إنفاذ القانون، مثل الترحيلات، وهو ما وعد به ترامب.

وكان مسؤولون أميركيون قد قالوا في وقت سابق الثلاثاء، إن أفراد الحرس الوطني فُوضوا بتوفير الحماية وتأمين الشوارع والمناطق المحيطة التي تُنفذ فيها عمليات إنفاذ القانون. وأوضح المسؤولون، الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة العمليات العسكرية، أن الحرس الوطني لا يشارك في تنفيذ الاعتقالات مباشرة، بل يقتصر دوره على تقديم الدعم الأمني في مهام في منطقة لوس أنجليس.

وكان حاكم كاليفورنيا، غافين نيوسوم، قد تقدم الثلاثاء بطلب طارئ إلى محكمة اتحادية لوقف استخدام إدارة ترامب لقوات الحرس الوطني ومشاة البحرية (المارينز) في دعم حملات الاعتقال المتعلقة بالهجرة في لوس أنجليس، محذراً من أن هذا الإجراء من شأنه تصعيد التوترات. وقدّم نيوسوم هذا الطلب بعد أن أمر ترامب بنشر حوالى 4000 جندي من الحرس الوطني و700 من المارينز في لوس أنجليس، في أعقاب الاحتجاجات التي اندلعت رفضاً لتكثيف تنفيذ قوانين الهجرة. وتركزت المظاهرات في المدينة التي يبلغ عدد سكانها نحو 4 ملايين نسمة، بشكل رئيسي في وسط المدينة.

(فرانس برس، أسوشييتد برس، العربي الجديد)

المساهمون