اعتقالات مع بدء العمل بآلية توزيع المساعدات الجديدة في غزة
استمع إلى الملخص
- ناشدت عائلة موسى للإفراج عن ابنها المعتقل، حيث تعرض لضغوط من المخابرات الإسرائيلية للحصول على معلومات، وأكدت وزارة الداخلية في غزة أن الاحتلال يستخدم الغذاء كسلاح للابتزاز.
- تأتي آلية التوزيع الجديدة ضمن خطة إسرائيلية للسيطرة على الفلسطينيين عبر التجويع، مع اشتراط "طهارة السجلات الأمنية"، وسط انتقادات لخطة توزيع المساعدات واستقالة المدير التنفيذي للمؤسسة.
إجراءات أمنية مشددة في نقطة التوزيع من ضمنها فحص بصمة العين
تضمّن الطرد الغذائي معلبات فول ومعكرونة وزيت طعام وسكراً ودقيقاً
تحذيرات من تحول نقاط استلام المساعدات إلى مراكز اعتقال
اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدداً من الفلسطينيين أثناء عملية تسلّم عشرات الأسر، اليوم الثلاثاء، الطرود الغذائية عبر آلية المساعدات الجديدة من خلال "مؤسّسة غزة الإنسانية" في منطقة تل السلطان غربي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة بعد أن باشرت المؤسّسة عملها. وأظهرت صور ومقاطع فيديو قام عدد من المواطنين الفلسطينيين بتوثيقها عمليات الاستلام من النقطة التي جرى تجهيزها مسبقاً، وعمليات توافد عشرات الأفراد وهم يتوجهون للاستلام. وتضمن الطرد الغذائي مجموعة من البقوليات مثل معلبات الفول بالإضافة للسكر والمعكرونة وزيت الطعام، ودقيق وأرز بكميات محدودة لا تكفي كثيراً من العائلات التي تعاني من الجوع نتيجة إغلاق الاحتلال الإسرائيلي المعابر أمام دخول المساعدات الإنسانية منذ 2 مارس/آذار الماضي.
توزيع المساعدات الشركة الامريكية،،نقطة تل السلطان غرب رفح.
— Basem pal #Gaza (@Basem_gaza1988) May 27, 2025
كمان شوي بيجيك ابن النننرموتة خالد صافي يقولك فوتوشوووووب pic.twitter.com/FXB3A1b72Y
ولا تعرف الآلية التي جرت من خلالها عملية توزيع الطرود الغذائية على المواطنين الذين ذهبوا لنقطة الاستلام، إذ اتجه عشرات الفلسطينيين من منطقة غرب خانيونس ورفح إلى نقطة التوزيع قبل أن يعودوا عبر مسار محدّد مسبقاً من الاحتلال. وأفادت مصادر ميدانية أن البوابة التي تتواجد بها نقطة التوزيع يوجد عليها إجراءات أمنية مشدّدة من ضمنها "بصمة للعين" خلال عملية المرور عبر البوابة الخارجية لنقطة التوزيع في منطقة رفح جنوبي القطاع. وذكرت المصادر أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت عدداً من الشبان الفلسطينيين خلال توجههم لمكان عمليات الاستلام، وهو ما سبق أن حذرت منه الجهات الحكومية والفصائلية بتحول نقاط الاستلام إلى مراكز اعتقال.
وأطلقت إحدى العائلات مناشدة تطالب فيها بالإفراج عن ابنها الذي تعرض للاعتقال خلال توجّهه من مدينة غزة لاستلام الطرد الغذائية عبر "مؤسسة غزة الإنسانية"، إذ قالت عائلة موسى إنه اعتقل خلال توجهه لمركز موراج. وأضافت العائلة في مناشدتها: "نحن عائلة الحاج محمد موسى سكان غزة نناشد الصليب الأحمر التدخل لإطلاق سراح والدنا الذي ذهب لمركز توزيع محور موراج وتفاجأنا فيه يتصل فينا ويطلب تحت التهديد من ضباط المخابرات الإسرائيلية معلومات عن أحد أقاربنا التي قطعنا التواصل معهم منذ بداية الحرب، وعندما لم نتمكن من تنفيذ ما يطلبه الجيش قطع التواصل معه بعد إبلاغنا بتحويله إلى مركز توقيف وأصبح في عداد المفقودين".
وأمس، الاثنين، قالت وزارة الداخلية في غزة إن الاحتلال الإسرائيلي يعتزم الشروع بآلية التفافية للسيطرة على توزيع المساعدات الإنسانية متجاوزاً مؤسّسات الأمم المتحدة وجميع المؤسّسات الدولية المعتمدة في هذا الشأن، وفي مقدمتها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، في مسعى لاستبدال النظام بالفوضى، واعتماد سياسة هندسة تجويع المدنيين الفلسطينيين، واستخدام الغذاء سلاحاً في وقت الحرب.
وأضافت الوزارة في بيان أن "الاحتلال الإسرائيلي، من خلال سيطرته على توزيع المساعدات الإنسانية بواسطة مؤسّسة مشبوهة مستحدثة مؤخراً، بمقاسات تخدم سياسات الاحتلال وأغراضه الأمنية؛ وبعد أكثر من 85 يوماً من التجويع الممنهج عبر الحصار الخانق لأهلنا في القطاع، وإغلاق المعابر كلياً ومنع دخول آلاف شاحنات المساعدات المكدّسة على الجانب الآخر منها؛ إنما يسعى من وراء ذلك لتحقيق أهدافه الخبيثة في تنفيذ مخططات التهجير، فضلاً عن الإيقاع بالمواطنين وابتزازهم لتحقيق أغراضٍ أمنية".
وتأتي آلية التوزيع الجديدة ضمن خطة إسرائيلية محكمة للسيطرة على حياة الفلسطينيين والتحكّم بمصيرهم، عبر استخدام التجويع سلاحَ حرب، ومن ثم اشتراط مدّهم بحقهم الأساسي في الحصول على الغذاء بـ"طهارة سجلاتهم الأمنية"، بعد تهجيرهم من بيوتهم. وأوضحت "مؤسسة غزة الإنسانية" الأميركية، التي خططت إسرائيل لإقامتها منذ الأسابيع الأولى لاندلاع الحرب طبقاً لما تكشّف أخيراً، أنه من المتوقع دخول شاحنات إضافية في الأيام القريبة المقبلة، لتوسيع نطاق التوزيع اليومي. وبموازاة ذلك، أعلنت المؤسّسة عن تعيين جون أكري مديراً مؤقتاً، بعد أن استقال المدير التنفيذي للمؤسسة جايك وود على نحوٍ مفاجئ، وشنّ هجوماً على خطة توزيع المساعدات، ملمحاً إلى تهديدات حول استقلالية المؤسسة.