استمع إلى الملخص
- تصاعدت الاحتجاجات بعد إعلان فوز حزب "الحلم الجورجي" الموالي لموسكو في الانتخابات، واتهامات بتزوير النتائج، مما دفع المعارضة للمطالبة بإجراء انتخابات جديدة تحت إشراف دولي.
- تعليق رئيس الوزراء محادثات الانضمام للاتحاد الأوروبي حتى 2028 زاد من حدة الاحتجاجات، وسط تطلعات 80٪ من الجورجيين للانضمام للاتحاد.
لجأت قوات الأمن إلى استخدام القوة المفرطة لتفريق المحتجين في تبليسي، عاصمة جورجيا، فجر اليوم السبت، وقامت بالاعتداء الجسدي على عدد من الصحافيين، واعتقال العشرات من النشطاء، بعد ليلة عنيفة من الاشتباكات بين آلاف المتظاهرين وعناصر الشرطة. التظاهرة التي بدأت مساء الجمعة شهدت محاولات لاقتحام مبنى البرلمان، ورشق عناصر الشرطة بالحجارة والألعاب النارية.
في المقابل، تدخلت القوات الخاصة لإجراء عمليات اعتقال سريعة لأبرز من وصفتهم "بالمحرّضين"، فيما تم استخدام مدافع المياه التي تم خلطها بمواد كيميائية، لتفريق الحشود التي كانت تهتف بالحرية لجورجيا، وتتهم الحكومة "بالخيانة"، و"بالتبعية للكرملين".
ورد سيرجي بزيشفيلي، أحد أهم المسؤولين الأمنيين في وزارة الداخلية، على أسئلة الصحافيين المحليين بعد تفريق المظاهرة بعبارة مقتضبة: "لم يحدث شيء". الاحتجاجات التي لا تزال مستمرة في هذا البلد القوقازي منذ نحو شهر، بدأت إثر إعلان لجنة الانتخابات المركزية فوز حزب "الحلم الجورجي" الحاكم، الموالي لموسكو، في الانتخابات النيابية بنسبة 54٪ من الأصوات، ما دفع رئيسة جورجيا سالومي زورابشفيلي، وائتلافات المعارضة السياسية الموالية للغرب، إلى اتهام هذا الحزب بتزوير نتائج الانتخابات، و"سرقة أصوات الجورجيين"، واصفين قادته "بأوليغارشية الحلم الروسي"، على حد تعبيرهم.
لكن وتيرة الاحتجاجات تصاعدت إثر قيام الحزب الحاكم بعقد أول جلسة للبرلمان، يوم الاثنين الماضي، رغم عدم بتّ المحكمة الدستورية في مطالبة قوى المعارضة السياسية بإلغاء نتائج تلك الانتخابات، وبإجراء انتخابات جديدة تحت إشراف دولي، بعد أن وصفت الانتخابات السابقة بأنها "اقتراع على الطريقة الروسية". وأدى إعلان رئيس الوزراء، إيراكلي كوباخيدزه، تعليق محادثات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي حتى عام 2028، إلى بلوغ الاحتجاجات أوجها في هذه الدولة السوفييتية السابقة، بعدما اتهم بروكسل بـ"ابتزاز" حزب "الحلم الجورجي" الحاكم، إذ قال: "قررنا عدم طرح قضية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي على جدول الأعمال حتى نهاية عام 2028"، علما بأن 80٪ من سكان جورجيا يطمحون إلى الانضمام للاتحاد الأوروبي، وفقا لاستطلاعات الرأي المحلية.
وعلقت زورابشفيلي على أحداث ليلة الأمس العنيفة عبر حسابها الرسمي على "فيسبوك" بقولها: "إن ما يحدث الآن في جادة روستافيلي (بالعاصمة تبليسي) أمر غير مقبول على الإطلاق.. اضطهاد واعتقال للمتظاهرين السلميين.. وعنف وحشي جسدي، واعتداءات واستهداف العاملين بوسائل الإعلام.. لكن رغم كل هذا العنف، لا بد وأن نشهد انتخابات جديدة، تعقب تلك الانتخابات المزورة".
ومن المرجح تواصل هذه الاحتجاجات، وكذلك استمرار محاولات اقتحام مبنى البرلمان، الأمر الذي قد يمنح كلا الكتلتين، الشرقية والغربية، "مبررات" للإمعان في تدخلاتها في شؤون هذا البلد الرازح تحت وطأة معركة الاستقطاب الدائرة رحاها بين روسيا والاتحاد الأوروبي.