Skip to main content
اعتقالات أنصار نافالني بعيون الصحافة الروسية المستقلة: ترفع رهانات المواجهة بين المعارضة والكرملين
رامي القليوبي ــ موسكو
صحيفة: الكرملين يضع نافالني إلى جوار بوتين (Getty)

واصلت الصحافة المستقلة الروسية، اليوم الاثنين، تناولها لدلالات وتداعيات حملة الاعتقالات الواسعة التي تخللت التظاهرات الداعمة لأنصار المعارض السياسي المعتقل، مؤسس "صندوق مكافحة الفساد" أليكسي نافالني، في موسكو وغيرها من المدن الروسية في عطلة نهاية الأسبوع الماضي. 

وفي مقال بعنوان "لا دراما. الاحتجاج يعود إلى مجراه الاعتيادي"، اعتبر الصحافي الروسي المعارض أوليغ كاشين، بصحيفة "ريبابليك" الإلكترونية، أن تصرف السلطة رسم خطا واضحا بين "الخير"، و"الشر" الذي سمم نافالني وأقصاه من روسيا وسجنه لدى عودته، وهو ما يشكل علامة ضعف واضحة، وأن "الشر" يتكبد هزيمة أمام "الخير".

ورأى كاشين أن التطورات الأخيرة تؤدي إلى رفع الرهانات إلى مستويات غير مسبوقة لا تصل إلى درجة سقوط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ولكنها قد تكون أول خطوة نحو السقوط أو التحول إلى بيلاروسيا كبرى و"السادية البوليسية الكاملة"، على حد تعبيره. 

من جهتها، اعتبرت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" أن تطورات قضية نافالني أدت إلى الارتقاء بمكانته من "مدون" إلى سياسي يأتي ذكر اسمه إلى جوار اسم بوتين حتى في البيانات الرسمية. 

وفي مقال بعنوان "الكرملين يضع نافالني إلى جوار بوتين..."، لفتت الصحيفة إلى "انهيار المعاقل الإعلامية" حول نافالني، الذي لم يكن من الممكن بأي حال من الأحوال من قبل وضعه إلى جانب شخصية الرئيس إلى حد أن الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، نعته مطلع الأسبوع الماضي بـ"المدون الروسي المعتقل بمركز للحبس الاحتياطي". ولكن اسم نافالني بدأ يرد في البيانات الرسمية اللاحقة بعد أن كانت ترفض سابقا الاعتراف بأن عودة المعارض لا تستحق أي اهتمام أصلا. 

وبدوره، لفت رئيس تحرير موقع مركز "كارنيغي" ألكسندر باونوف إلى أن الاحتجاجات الأخيرة جاءت "مناهضة للسلطة والنخبة والفساد"، ولكن ليس بالضرورة "ليبرالية وموالية للغرب وديمقراطية".

وفي مقال بعنوان "خصائص المرحلة الجديدة من الاحتجاجات في روسيا"، نشر بموقع "كارنيغي"، أشار باونوف إلى أن "جمهور التظاهرات الحالية أوسع من الاحتجاجات الليبرالية العادية والتظاهرات العادية لأنصار نافالني"، إذ يشدد كثيرون على أن من أخرجهم إلى الشوارع ليس نافالني الذي لا يرونه زعيما مثاليا لا لروسيا ولا حتى المعارضة، وإنما رفضا لما فعلته معه السلطة من التسميم والاعتقال، معتبرين أنهم يحتجون على التعسف و"اغتصاب السلطة". 

في المقابل، سعى الكرملين على لسان بيسكوف للتقليل من أهمية عدد المشاركين في التظاهرات "غير المصرح بها"، معتبرا أنها لم تكن حاشدة مقارنة بعدد المصوتين لصالح بوتين والتعديلات الدستورية التي أسفرت عن "تصفير" عدد ولاياته وحزمة من الإصلاحات السياسية والاجتماعية.

يذكر أن مدنا روسية كبرى شهدت، أول أمس السبت، تظاهرات داعمة لنافالني تخللتها اعتقالات واشتباكات بين المتظاهرين وأفراد الأمن. وبحسب موقع "أو في دي إنفو" الحقوقي، تم اعتقال أكثر من 3500 شخص في عموم أنحاء البلاد، بمن فيهم نحو 1400 في موسكو.