اعتراضات ألمانية على تحكم دول شرق أوروبا بسياسة الاتحاد تجاه روسيا

اعتراضات ألمانية على تحكم دول شرق أوروبا بسياسة الاتحاد تجاه روسيا

03 يوليو 2021
فشلت مساعي ماكرون وميركل بعقد قمة مع بوتين (إكسيل شميدت/فرانس برس)
+ الخط -

رفضت سبع دول من وسط وشرق أوروبا، خلال قمة الاتحاد الأوروبي التي انعقدت الأسبوع الماضي، المقترح الألماني الفرنسي بعقد قمة أوروبية مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وهو ما دفع بخبراء ألمان إلى التنديد بذلك، معتبرين أنّ سياسات التكتل الأوروبي باتت مكبلة بمواقف تلك الدول.

ويشعر القادة الأوروبيون أنّ هناك حاجة ملحة لعقد قمة مع روسيا، وأنه لا يمكن ترك الحوار المباشر مع بوتين للولايات المتحدة وحدها، بعد القمة التي جمعته مع نظيره الأميركي، جو بايدن، نهاية الشهر الماضي في سويسرا.

ودفع ذلك الدول المؤثرة داخل الاتحاد الأوروبي، وفي طليعتها ألمانيا وفرنسا، إلى المطالبة بمواصلة العمل من أجل عقد الحوار وربما خلق تغيير من خلال التقارب مع موسكو، وذلك بعدما مر على آخر قمة بين الجانبين سبع سنوات بسبب ضم روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014.

ومع إعلان موسكو عن أسفها لفشل الاتفاق بين دول التكتل لعقد قمة مع زعيم الكرملين وإبدائها أملاً بأن تنتصر الدول المؤيدة للحوار وتقليل التوترات، أبرز الكاتب السياسي الألماني، تيو سومر، أنّ "هناك ما يكفي من المشاكل لمناقشتها مع الجانب الروسي ومن الخطأ تجنب الحوار".

ودعا سومر، في مقال رأي له بصحيفة "دي تسايت" الألمانية، إلى "خلق آفاق مستقبلية، منها تسوية النزاع بمنطقة دونباس شرقي أوكرانيا، ثم قضايا جورجيا وترانسنيستريا (تنادي بالانفصال ومعترف بها كجزء من مولدوفيا)، وبحث الأمن والاستقرار الاستراتيجي، وكذا مستقبل التسلح في أوروبا، بما في ذلك احتواء المخاطر في الفضاء الإلكتروني".

كذلك دعا إلى "التباحث مع روسيا بشأن التضليل والتدخل في السياسة الداخلية الأوروبية وعمليات التجسس، وسبل احتواء فيروس كورونا، فضلاً عن معالجة المشاكل البيئية وتغير المناخ، ناهيك عن إحياء الاتفاق النووي الإيراني وإحباط التسلح الكوري الشمالي، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى سورية".

وخلص سومر إلى أنه "يجب على الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، أن يبحثا صيغة خاصة بهما، وأن يعملا بشكل متزايد على تسهيل اتخاذ قرارات بالأغلبية تخص السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، وذلك لمنع الأقلية من التحكم بالقرارات، وشل سياسة شرق أوروبا التكتل بأكمله".

وتشتكي جمهوريات البلطيق (إستونيا، ولاتفيا، وليتوانيا) وبولندا، من تهديدات موسكو، وبررت موقفها الرافض للحوار مع بوتين، بكون العلاقات تزداد سوءاً على خلفية "السلوك العدواني المستجد" من قبل روسيا، وزحف قواتها باتجاه الشرق.

وفي خضم ذلك، اعتبر المحلل السياسي، ميشائيل تومان، في مقال نشرته صحيفة "دي تسايت" الألمانية، الجمعة، أنّ الرئيس الروسي "لا يريد الحفاظ على ميثاق باريس لعام 1990 (أنهى الانقسام الأوروبي)، بل يريد أن يلغيه".

وأضاف أنّ "بوتين يعتقد أنّ توسع حلف شمال الأطلسي (ناتو) خيانة لروسيا، فيما الزعيم الصيني شي جين بينغ، يتصور أنّ الولايات المتحدة سيتراجع حضورها، وبالتالي فإنّ الطريق ستكون سالكة لبكين لتكون على قمة العالم". 

وفي هذا الصدد دعا تومان إلى "ألا يتفاجأ أحد من السلوك العدواني للصين وروسيا في الجوار، كما هو الحال مع تايوان وأوكرانيا اللتين تشعران بذلك".

ولفت تومان إلى أنه "مع الأنظمة المتعددة الأقطاب والأطراف، يتطلب الأمر الجلوس على الطاولة مع العديد من اللاعبين المؤثرين"، داعياً إلى إعادة النظر في المبادرة التي تقدمت بها ميركل وماكرون للتحدث مع بوتين، وفي المقام الأول بحث قضايا تتجاوز نقاط الخلاف الثنائية. كما دعا إلى إيلاء أهمية إلى الملفات السياسية الإقليمية "رغم أنه لم يتم التوصل إلى أي حل حتى الآن، مع استمرار النشاط الروسي في سورية". 

وبعد لقائها، منتصف الشهر الماضي، في برلين مع ماكرون، قالت ميركل إنّ أوروبا "تواجه تحديات كبيرة في التعامل مع روسيا"، داعية إلى الحوار معها "مهما كان ذلك صعباً". وشددت بالقول "علينا أن ندرك أننا جميعاً معرضون لهجمات، لكن من ناحية أخرى لدينا مصلحة كبيرة إذا أردنا الأمن والاستقرار في دول الاتحاد الأوروبي"، فيما رأى الرئيس الفرنسي أنه "من الواجب خلق توجه مشترك للتعاطي مع روسيا".