استمع إلى الملخص
- في درعا، تمت تسوية عشائرية لاحتواء التوتر مع السويداء بعد اشتباكات محلية، حيث تم تسليم المتورطين وإطلاق سراح المحتجزين، مع تأكيد على ضرورة إصلاحات قانونية لتعزيز المحاسبة.
- شهدت جرمانا بريف دمشق احتجاجات شعبية تطالب بتحسين الخدمات الأساسية، خاصة الكهرباء والمياه، وسط أزمة خانقة وسوء إدارة يفاقم المعاناة.
في مشهد يعكس تعقيدات الواقع السوري جنوبي البلاد، شهدت محافظة القنيطرة اشتباكاً مسلحاً، اليوم السبت، بين شاب سوري ودورية إسرائيلية في قرية طرنجة شمالي المنطقة العازلة مع الجولان المحتل، وذلك عقب محاولة الدورية اعتقال الشاب، ما أسفر عن حصول تبادل لإطلاق النار قبل أن يتمكن عناصر الدورية من اعتقاله مع شخص آخر، يُرجح أنه من أقاربه، دون وقوع إصابات. وبينما زعمت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي أن "مجموعة من المسلحين السوريين" نفذت الهجوم، أكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن الحادث كان دفاعاً عن النفس من قِبل الشاب نافية وجود أي مجموعة مسلحة منظمة خلف العملية.
وقال الناشط سعيد المحمد من القنيطرة لـ"العربي الجديد" إن "الاحتلال يسعى لتضخيم الحدث لتبرير تعزيز وجوده العسكري في المنطقة"، مضيفاً أن "توسيع القواعد والتحصينات العسكرية الإسرائيلية في تل قرص النفل والتلول الحمر، دليل على نوايا الاحتلال ترسيخ سيطرته، بينما يغضّ المجتمع الدولي الطرف عن ذلك".
وفي الجنوب أيضاً، شهدت محافظة درعا تسوية عشائرية أمنية لاحتواء التوتر الذي تصاعد مؤخراً مع السويداء. وجاءت هذه الخطوة عقب اشتباكات محلية اندلعت في بلدة عرى أدت إلى إصابة شاب وأشعلت فتيل التوتر بين عشائر البدو وفصائل السويداء. ونتج عن جهود الوساطة اجتماع في بصر الحرير بحضور وجهاء من الطرفين، أسفر عن تسليم المتورطين وإطلاق سراح المحتجزين، تأكيداً على مبدأ "الفاعل بما فعل". وقال الناشط هاني عزام من السويداء لـ"العربي الجديد" إنه "بالرغم من أهمية التسوية إلا أن هذه الخطوات تبقى حلولاً مؤقتة ما لم تترافق مع إصلاحات قانونية جذرية تعزز ثقافة المحاسبة وتحد من الفوضى الأمنية".
وفي سياق متصل، شهدت مدينة جرمانا بريف دمشق احتجاجات شعبية، مساء أمس الجمعة، شارك فيها العشرات مطالبين بتحسين الخدمات الأساسية، خاصة الكهرباء والمياه. ورفع المتظاهرون شعارات تطالب الحكومة بتحمل مسؤولياتها، في ظل أزمة كهرباء خانقة لا تتجاوز ساعات التغذية فيها أربع ساعات يومياً، وقال أحد المحتجين لـ"العربي الجديد": "نعيش في عزّ الشتاء دون تدفئة، وندفع ثمن المياه رغم ضعف دخولنا. الأزمة نتاج سنوات من الحروب والعقوبات، لكن سوء الإدارة يفاقم المعاناة".