اشتباكات على الحدود الإيرانية.. هذه أبرز الجماعات المسلحة

26 يوليو 2025   |  آخر تحديث: 19:21 (توقيت القدس)
من معرض لمنظمة مجاهدي خلق في ألبانيا، 4 مارس 2020 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تصاعدت الاشتباكات في المناطق الكردية والبلوشية بإيران، حيث هاجم مسلحون محكمة في زاهدان، وتبنت "جيش العدل" البلوشية العملية، بينما شهدت الحدود مع كردستان العراق هجمات من "بيجاك" الكردية.
- تنشط جماعات مسلحة محظورة مثل "جيش العدل" و"بيجاك"، مما يسبب توترات إقليمية، خاصة مع باكستان. تشمل الجماعات الكردية الأخرى "حزب حياة آزاد كردستان" و"كومله".
- تشمل الجماعات الأخرى "مجاهدي خلق" و"حركة النضال العربي لتحرير الأهواز" و"جمعية مملكة إيران"، التي تتبنى العنف لتحقيق أهدافها السياسية، مثل الانفصال أو إحياء الملكية.

شهدت الحدود الغربية والجنوبية الشرقية لإيران، في تطور لافت أعقب الحرب الإسرائيلية الأخيرة، تصاعدا في الاشتباكات بين مجموعات مسلحة من المعارضة والقوات الإيرانية النظامية، وذلك في المنطقتين الكردية والبلوشية من البلاد. وفي أحدث هذه المواجهات، هاجم مسلحون صباح اليوم السبت مبنى محكمة القضاء في مدينة زاهدان، مركز محافظة سيستان وبلوشستان، ما أسفر عن سقوط ستة قتلى و22 جريحًا.

وأفادت وكالات الأنباء الإيرانية بمقتل ثلاثة من المهاجمين، مشيرة إلى أنهم كانوا يرتدون أحزمة ناسفة. وأعلنت جماعة "جيش العدل" البلوشية المعارضة، في بيان، بدء عملية "ذراع العدل" عبر استهداف مبنى القضاء في زاهدان، مؤكدة في بيان ثانٍ بدء المرحلة الثانية من العملية، ومطالبة المدنيين بمغادرة موقع الاشتباك حفاظاً على سلامتهم.

من جهة أخرى، شهدت مناطق حدودية بين كردستان إيران والعراق اشتباكات خلال يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، أدت إلى مقتل ثلاثة من قوات حرس الحدود الإيرانية وإصابة آخرين في مناطق حدودية في قضاء بانة في محافظة كردستان إيران. وتبنت منظمة "بيجاك" الكردية المسلحة هذه الهجمات.

جماعات مسلحة إيرانية

تنشط في إيران عدة جماعات محظورة تصنفها السلطات "إرهابية"، تتركز غالبًا في المناطق الحدودية ومناطق الأقليات القومية: غربًا (المناطق الكردية)، جنوب شرق (البلوشية)، وجنوب غرب (العربية)، إضافة إلى منظمة "مجاهدي خلق" ومجموعات أخرى، كالجمعية الملكية التي نفذت خلال العقد الماضي عمليات تفجير في العمق الإيراني.

جماعة "جيش العدل"

تشكّلت المجموعة المعارضة، المصنفة في إيران "منظمة إرهابية"، عام 2010 عقب اعتقال زعيم "جند الله" عبد المالك ريغي الذي أُعدم بتهمة النشاط الإرهابي والتواطؤ ضد أمن الدولة. بينما تصفها إيران بأنها ذراع استخباراتية للسعودية والولايات المتحدة، تؤكد الجماعة أنها سنية بلوشية إيرانية تحمل السلاح "دفاعاً عن حقوق البلوش". أدرجتها الولايات المتحدة عام 2019 على قائمة الإرهاب، كما اتخذت اليابان ودول أخرى نفس الخطوة. 

تتحرك الجماعة على الشريط الحدودي مع باكستان في محافظة سيستان وبلوشستان المتاخمة لإقليم بلوشستان الباكستاني، وتنفذ عمليات متفرقة ضد القوات الإيرانية على الحدود وفي مدن المحافظة ذات الغالبية السنية. وتصاعدت هجماتها في السنوات الأخيرة. تسببت بعض الهجمات في توترات بين إيران وباكستان، أبرزها في يناير/كانون الثاني الماضي، حين أعلنت إيران ضرب مواقع الجماعة داخل بلوشستان الباكستانية، ما أدى إلى مقتل طفلين، وردت باكستان باستدعاء سفيرها من طهران وهجوم مشابه داخل إيران أوقع 9 قتلى، معظمهم نساء وأطفال باكستانيون.

الجماعات الكردية المسلحة

قال الخبير الكردي الإيراني صلاح الدين خدیو لـ"العربي الجديد" إن معظم الأحزاب الكردية المعارضة للجمهورية الإسلامية تمتلك أذرعًا مسلحة، لكن نشاطها داخل إيران تراجع بوضوح منذ نهاية ثمانينيات القرن الماضي، واقتصر على عمليات متفرقة. وأوضح خدیو أن "حزب حياة آزاد كردستان" الذي يعرف اختصارا بـ"بيجاك"، هو الجناح الإيراني لحزب العمال الكردستاني التركي، وشكل أحد أبرز التحديات الأمنية لإيران خلال السنوات الأخيرة، مشيرا إلى أنه تأسس عام 2004 ونشط في إيلام وكرمانشاه، بالإضافة إلى مناطق مريوان في محافظة كردستان ومدينتي ماكو وخوي في محافظة أذربيجان الغربية.

وأشار إلى أن أعنف مواجهات "بيجاك" مع القوات الإيرانية كانت صيف 2011 واستمرت نحو ثلاثة أشهر، تم خلالها تطهير مرتفعات جاسوسان بسردشت من عناصره. ويُرجع بعض المراقبين نهاية الاشتباكات إلى تفاهمات سمحت بانتقال مقاتلي العمال الكردستاني إلى سورية تزامنا مع منح النظام السوري السيطرة على المدن الكردية للأكراد. وبعد إعلان الحزب الأم عن حل نفسه، شدد "بيجاك" على أنه لن ينحلّ ولن يسلم سلاحه، مع تأكيد دعمه لدعوة عبد الله أوجلان للحل الديمقراطي للقضية الكردية في تركيا والمنطقة. 

وأشار خدیو إلى "حزب حرية كردستان" الذي أسسه حسين يزدان‌ پناه عام 1991، وتحول إلى تيار قومي متشدد، مدعوم من الحزب الديمقراطي الكردستاني في العراق بقيادة مسعود بارزاني، واستخدم كواجهة ضغط، وشارك في معارك الموصل وكركوك ضد الجيش العراقي بين عامي 2016 و2017. ورغم أن معظم عناصر الحزب من بوكان ومهاباد، إلا أن نشاطه حسب الخبير خديو، يتركز بمحافظة إيلام غربي إيران، وقد تبنى عمليات اغتيال، بينها محاولة فاشلة ضد حشمت الله فلاحت‌ پيشه، رئيس لجنة الأمن القومي البرلمانية الأسبق. 

أما "منظمة خبات" الكردية، فهي فصيل صغير ذو جناح مسلح، تأسست عام 1980، لكنها فقدت فعليا أي وجود عسكري خلال السنوات الأخيرة. وأضاف الخبير أن "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، وهو من أكبر الأحزاب الكردية المعارضة، الذي تأسس عام 1946 وتوقف عن العمل المسلح لعقدين، عاد عام 2016 لإرسال مجموعات مسلحة إلى غرب إيران، ما أدى لاشتباكات دامية استمرت عامين وخلفت مئة قتيل من الجانبين.

وتابع أن هذه العودة إلى العمل المسلح تزامنت مع اشتداد التنافس الإقليمي بين إيران والمحور العربي بقيادة السعودية والإمارات، حين انخرط الحزب الديمقراطي الكردستاني في العراق في هذه المحاور، مع اتهامات بتلقي دعم سياسي ولوجستي من تركيا وبعض الدول العربية. وأكد أنه بعد ذلك انتهت تقريبا عمليات الحزب. وأشار خديو إلى ضربات صاروخية إيرانية العام الماضي على مواقع للحزب وإبرام اتفاق أمني بين طهران وحكومة إقليم كردستان العراق وبغداد لتضييق الخناق على الجماعات الكردية المسلحة في الإقليم. 

أما "كومله" فقد تأسست عام 1979 وبقي حضورها وفق خديو في مريوان وسنندج وبوكان، لكنها انقسمت لثلاثة تيارات، جميعها تمتلك أجنحة مسلحة، إلا أن نشاطها الميداني أخذ في التراجع وتركز على الاستعراض الرمزي والمنافسة الداخلية مع بقية الأحزاب والجماعات الكردية المعارضة.

منظمة "مجاهدي خلق" 

تأسست "مجاهدي خلق" عام 1966 على مستوى الدولة كحركة يسارية معارضة للشاه، وشاركت في الثورة قبل أن تدخل مواجهات دموية مع النظام الجديد. وتصفها إيران في خطابها الإعلامي والرسمي بـ"المنافقين". وقال الخبير الإيراني الإصلاحي داود حشمتي لـ"العربي الجديد" إن المنظمة قد تبنت العنف خيارا أساسيا، ما أدى لمقتل 17 إلى 18 ألفا في سلسلة عملياتها منذ انتصار الثورة الإسلامية عام 1979 وخاصة في عقدها الأول، منها اغتيالات استهدفت شخصيات بارزة كالرئيس الثاني محمد علي رجائي ورئيس الوزراء محمد جواد باهنر.

 

الصورة
زعيمة منظمة مجاهدي خلق خلال مؤتمر في ألبانيا، 13 يوليو 2019 (Getty)
زعيمة منظمة مجاهدي خلق مريم رجوي خلال مؤتمر في ألبانيا، 13 يوليو 2019 (Getty)

وأضاف الخبير حشمتي أن المنظمة اعتمدت السلاح منذ العهد الملكي، ورفضت تسليمه بعد الثورة، لتبدأ موجة اغتيالات في الثمانينيات، مؤكدا وجود دور للمنظمة خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على إيران، مشيرا إلى تحفّظ جميع الأطراف عن كشف هذا الدور للحفاظ على استمراريته من قبل إسرائيل وأميركا، مشيرا إلى أنها تملك علاقات وثيقة بإسرائيل ولعبت دورا في تزويدها هي والولايات المتحدة بمعلومات أمنية حول البرنامج النووي الإيراني. وحضر قياديون أميركيون بارزون مثل جون بولتون ومسؤولون إسرائيليون مؤتمرات المنظمة السنوية في باريس في السنوات الأخيرة.

جماعات عربية معارضة

تُعدّ "حركة النضال العربي لتحرير الأهواز"، أهم الجماعات العربية الإيرانية المعارضة، وهي مجموعة انفصالية تصنفها طهران "إرهابية"، وتدعو لانفصال منطقة الأهواز ذات الغالبية العربية. نفذت الحركة منذ 2005 عمليات عدة، منها اغتيال القاضي حسين شريفي (2017)، وتفجير خط لنقل الغاز جنوبي إيران وإحراق منشأة نفطية (2016). اغتيل رئيسها أحمد مولى في هولندا عام 2017، واتُهمت إيران بتنفيذ العملية. 

في سبتمبر/أيلول 2018، تبنّت الحركة هجومًا على عرض عسكري في الأهواز أسفر عن 25 قتيلاً و69 جريحاً، قبل أن يتبنّى "داعش" العملية لاحقًا. وفي مايو/أيار 2023، أعدمت إيران حبيب فرج الله جعب (حبيب أسيود) بتهمة "تشكيل وإدارة حركة إرهابية" أبرز عملياتها الهجوم المشار إليه عام 2018. ولم يُسجّل نشاط عسكري للحركة خلال السنوات الأخيرة.

جمعية مملكة إيران

تأسست "جمعية مملكة إيران" أو "تندر"، في كاليفورنيا عام 2004 على يد فتح الله منوجهري (فرود فولادوند) وأطلقت قناة معارضة لنشر مواقف الجمعية. اختفى مؤسس الجمعية فجأة عام 2006 مع قياديين آخرين في هكاري التركية، ورجّح البعض اختطافهم ونقلهم لإيران، فيما تحدثت تقارير أخرى عن وجوده في إسرائيل. 

تجاهر الجمعية بعدائها للإسلام وسعيها لإحياء الملكية في إيران، ما جعلها محل جدل وسط المعارضة بالخارج. ورغم ضعف وزنها السياسي، إلا أن توجهها المتشدد وعملياتها المسلحة جلبت الانتباه إليها. نفذت "تندر" أبرز عملياتها بتفجير شيراز (2008) الذي خلف 14 قتيلاً و215 جريحاً. وفي أكتوبر/تشرين الأول 2024 أعدم القضاء الإيراني رئيس الجمعية جمشيد شارمهد، الحامل للجنسية الألمانية، بتهمة الإرهاب. ولم يُسجّل للجمعية أنشطة مسلحة تذكر في الأعوام الأخيرة.

المساهمون