استياء إسرائيلي من الوضع الصحي للمحتجزين المفرج عنهم اليوم: فلنمضِ إلى مفاوضات المرحلة الثانية

08 فبراير 2025
خلال إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين، 8 فبراير 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعربت عائلات المحتجزين الإسرائيليين عن استيائها من تدهور حالتهم الصحية، وطالبت رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بإتمام صفقة الإفراج عن جميع المحتجزين، مشيرة إلى الظروف القاسية التي يعانون منها.
- انتقد يهودا كوهين الحكومة الإسرائيلية، محملاً إياها مسؤولية معاناة الأسرى، ودعا منتدى العائلات الإسرائيلية إلى التحرك الفوري لإطلاق سراح المحتجزين المتبقين.
- دعا يونتان شمريز إلى تشكيل لجنة تحقيق لمحاسبة المسؤولين عن الأخطاء الأمنية، بينما أكد يائير لبيد على ضرورة الإسراع في إطلاق سراح المختطفين.

على الرغم من ارتكاب إسرائيل على مدى عام وثلاثة أشهر إبادة بحق الفلسطينيين، شملت التجويع والتعطيش ومنع وصول المساعدات الإنسانية، أعربت عائلات المحتجزين الإسرائيليين المطلق سراحهم اليوم، عن استيائها من مشهد نحافتهم وشحوبهم، ما دفعها إلى مطالبة رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بالمضي قدماً نحو إتمام المرحلة الحالية من الصفقة، والاستمرار حتّى إعادة جميع المحتجزين.
وعقب المشاهد التي وصلت من غزة، علّق مكتب نتنياهو في بيان قائلاً إن "المشهد الفظيع الذي ظهر عليه المختطفون في غزة لن يمرَّ مرور الكرام". فيما تداولت وسائل إعلام إسرائيلية أن المفاوضين الإسرائيليين سيطالبون حماس بتوضيحات بشأن الوضع الصحي للأسرى الـ76 المتبقين لديها.

من جهتها، طالبت عيناف تسنغاؤوكير، والدة الأسير الإسرائيلي متان، نتنياهو بتطبيق مراحل الصفقة كافة، معتبرةً أن الهيئة التي بَدا فيها المحتجزون الإسرائيليون الثلاثة، الذين أطلق سراحهم في وقتٍ سابق من اليوم، تُشكل دليلاً إضافياً على أنه ينبغي المسارعة في إطلاق سراح من تبقى في أسر حماس.

وتساءلت تسنغاؤوكير، التي تُعد اسماً بارزاً في الحركة الاحتجاجية الإسرائيلية المطالبة بوقف الحرب واستعادة الأسرى، في رسالة وجهتها لنتنياهو: "هل رأيت كيف بدا المحتجزون اليوم؟ هل ترى تبِعات عرقلتك للصفقة؟" وتابعت: "منذ شهور ونحن نصرخ أنهم مجوّعون. ما الذي فكرت أنّه سيحصل عندما واصلت عرقلة الصفقة مرةً بعد أخرى؟ لا يمكن السماح بمواصلة هذا الجحيم أكثر. اليهود يمرّون بمحرقة، ومَن لا يخرج من هناك الآن، لن يصمد"، وأضافت: "في الوقت الذي يبكي شعبك كله على المشاهد الصادمة، أنت ترفّه عن نفسك في واشنطن، وتحاول عرقلة الصفقة بمرحلتها الثانية، والتي كان من المفترض أن تبدأ المفاوضات بشأنها قبل ستة أيام".
وطالبت تسنغاؤوكر الإسرائيليين بـ"الخروج إلى الشوارع، فلم يعد ثمّة وقت. ينبغي تنفيذ الاتفاق كلّه، وتقليص الجدول الزمني! علينا إخراجهم جميعاً من هناك بسرعة".

أمّا والد الجندي المحتجز نمرود كوهين، يهودا كوهين، فقال إنه "ينبغي التذكير، أنه في الوقت الذي يُطلق فيه سراح المواطنون الإسرائيليون، تُذكر هيئاتهم بالناجين من المحرقة"، على حدّ تعبيره، وأضاف "نتنياهو المتهم بقضايا جنائية والمسؤول عن مذبحة السابع من أكتوبر، يقضي وقته في فندق فخم في واشنطن من حساب الضرائب التي يدفعها الإسرائيليون، وعلى حساب معاناة الأسرى".
واعتبر كوهين أنّ وضع نجله الصحي قد يكون أسوأ من أولئك الذين أُطلق سراحهم اليوم خصوصاً أنّه جنديٌّ، متهماً نتنياهو بأنه المسؤول عن الوضع الصحي الذي عاد فيه الأسرى الإسرائيليون اليوم. 

من جهته، طالب منتدى العائلات الإسرائيلية لإعادة المحتجزين بإخراج الأخيرين "حالاً" مما وصفه بـ"الجحيم". واعتبر في بيان له أن "المحتجزين يمرّون بمحرقة، وحياتهم معرضة للخطر. وما يحصل جريمة ضدّ الإنسانية"، مطالبين الحكومة الإسرائيلية بعدم السماح بتكرار المشهد، وقالوا: "إنّه من الممنوع أن تغادر صور الأسرى اليوم مخيلاتكم. عليكم أن تسارعوا في دمج الدفعات وإعادة جميع المحتجزين حالاً". ووجه المنتدى رسالة إلى الشارع الإسرائيلي طالبه فيها بالمشاركة في تظاهرة احتجاجية تنظم اليوم مساءاً في "ميدان المختطفين" بتل أبيب من أجل "إنقاذ الـ76 محتجزاً الذينَ ما زالوا في الأسر".

أمّا مؤسّس حركة "انهضوا" يونتان شمريز، الذي قتل الجيشُ الإسرائيلي شقيقه بإطلاق نار بـ"الخطأ" لدى محاولته الهروب من أسر حماس، فقال إنه "ينبغي إعادة الجميع حالاً!" مطالباً بلجنة تحقيق رسمية؛ كي يدفع كل مسؤولٍ عمّا حصل في هجوم "طوفان الأقصى"، الثمن عن أخطائه الأمنية والسياسية.

من جهته، اعتبر رئيس المعارضة الصهيونية، يائير لبيد أن "المشاهد الصعبة هذا الصباح تمزّق القلب وتؤكّد ضرورة المسارعة في إطلاق سراح المختطفين. لم يعد ثمّة وقت، لقد انقضى الوقت وعلينا إعادة جميعهم".

إلى ذلك، اعتبر "مجلس أكتوبر"، المؤلّف من عائلات القتلى والجرحى أن المشاهد الآتية من غزة هذا الصباح تُذكّر مرة جديدة بـ"الإخفاق الأفظع في تاريخ الدولة والذي ينبغي التحقيق فيه حتّى النهاية".

في هذه الأثناء، ودليلًا على سياسة الكيل بمكيالين التي تنتهجها الدول الغربية؛ قال وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، إن "المحتجزين الإسرائيليين (الذين خرجوا اليوم) عانوا صعوبات لا يمكن تخيّلها"، وتجاهل لامي الوضع الصحي المزري للأسرى الفلسطينيين الذين جُوّعوا على مدى عام ونصف العام، وخروجهم بوضع غير إنساني، فضلاً عن تهديدهم وقمعهم مع عائلاتهم.
أمّا السفير الألماني لدى إسرائيل، ستيفان زايبرت فقال إن "حقيقة إخضاع الرهائن الإسرائيليين لمقابلة من حماس (عندما تحدثوا باللغة العربية على منصة إطلاق سراحهم مطالبين حكومتهم بمتابعة مراحل الصفقة)، بينما هم شاحبون وهَزلون، تقريباً لا يمكن تحمّلها".

المساهمون