أكد سياسيون من الداخل الفلسطيني أن تصريحات وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو بشأن إلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة، وعدم وجود أبرياء في القطاع، تكشف حقيقة المؤسسة الصهيونية الإسرائيلية.
وجاءت تصريحات الوزير إلياهو، المنتمي إلى حزب الوزير المتطرف إيتمار بن غفير، خلال حديث لإذاعة "كول براما" الإسرائيلية، حينما سئل عما إذا كان يجب إلقاء قنبلة نووية على كل غزة، فأجاب: "هذا أحد الخيارات".
وفي حديث مع رئيس لجنة المتابعة العليا لفلسطينيي الداخل محمد بركة تعقيباً على تصريح الوزير إلياهو، قال: "هذا التصريح يكشف الخبايا، تفكير المؤسسة الصهيونية الإسرائيلية، التي لا يعلنها الآخرون، هذا كلام لا يمكن أن يندرج لا في العنصرية ولا في التوحش، إنما هذا هو التصريح الأقرب إلى العقلية النازية".
وأضاف بركة لـ"العربي الجديد": "حتى لو نُظفت إسرائيل من أشكال هذا الوزير، فتراكم مجموع الممارسات والتصريحات التي تدعو إلى الإبادة وإلى المحو وإلى القتل لا تبتعد كثيرا عن هذا الكلام".
وأشار بركة إلى "أننا لم نكن بحاجة الى هذا التصريح لنكتشف مستوى الانحطاط التي وصلت إليه هذه الحكومة، وهذا الشخص هو أحد وزرائها".
وفي السياق، عقّب النائب السابق عن التجمّع الوطني الديمقراطي سامي أبو شحادة لـ"العربي الجديد": "أول شيء من ناحية الحقائق ما قُصفت به غزة هو أكثر من القنبلة النووية، لكن كان ذلك من خلال إطلاق قنابل بالطن وبكميات كبيرة جدا على مدار شهر، وهذا لم يزعج أي تيار سياسي إسرائيلي، وكان هناك دعم لهذه الحرب ولهذه الجرائم من الأحزاب الصهيونية من الائتلاف والمعارضة".
وأضاف أبو شحادة أن "الأصوات التي نسمعها الآن هي بعض الأصوات القليلة والهامشية، تأتي لحماية المحتجزين الإسرائيليين، لأنهم لم يخرجوا ضد جرائم الحرب والإبادة حتى الآن".
وأشار: "يا للأسف، هذا النوع من الخطاب السياسي هو الذي قاد إسرائيل بجيشها وقيادتها السياسية في الشهر الأخير، حينما تحدثوا عن إبادة غزة وتسوية غزة بالأرض. أو الكلمات العسكرية التي استعملوها من Carpet bombing، كل ذلك نتائج ما تفعله القنبلة الذرية".
ولفت الأكاديمي الفلسطيني إلى أن "فقدان المجتمع الإسرائيلي إنسانيته بهذا الشكل هو أمر مخيف ومدمر لمستقبل العلاقات بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي".
واختتم أبو شحادة تصريحاته بالقول: "الأمر الإيجابي الوحيد من هذا التصريح البربري أنه وضع المجتمع الإسرائيلي والعالم أمام حقيقة ما حصل في غزة. نرجو بعد أن يفهموا معنى هذا الكلام أن يعمل الغرب (المتنور) على إيقاف هذه المجازر وهذه الحرب".
من جهتها، قالت النائبة عايدة توما سليمان، من قائمة "الجبهة العربية للتغيير"، لـ"العربي الجديد"، إنه "للأسف منذ بداية الحرب، تتبع الحكومة بشكل عام سياسة تحاول فيها إيهام العالم بأن غزة تساوي حماس. وحماس تساوي داعش، بالتالي كل شيء مشروع تجاه كل من هو موجود في غزة".
وأضافت سليمان: "عمليا هذا الوزير صرح بفظاظة أكثر عما يحصل حاليا"، مشيرة إلى أن "ما جرى إلقاؤه من متفجرات حتى الآن على غزة يساوي قنبلتين نوويتين فعليا. بالتالي، كما يبدو، من يتبع السياسة بصمت أنجح ِممّن يعربد ويقول الأشياء بصوت عال".
جنون عظمة
بدوره، قال الشيخ كمال خطيب، رئيس لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة، لـ"العربي الجديد": "واضح أن هناك حالة هيستيريا في القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية. يبدو أن هذا ما يسمى في المصطلح بجنون العظمة".