استنفار للحوثيين إثر معارك الساحل: تحركات استباقية ودعوات للتعبئة

استنفار واسع للحوثيين إثر معارك الساحل: تحركات استباقية ودعوات للتعبئة

25 نوفمبر 2021
استنفرت جماعة الحوثيين قواعدها ودفعت بقيادات سياسية رفيعة من الحديدة وتعز (Getty)
+ الخط -

أجبرت المكاسب الميدانية التي أحرزتها القوات اليمنية المشتركة جماعة الحوثيين على الدخول في حالة طوارئ غير معلنة، وتنفيذ خطوات استباقية بمحافظتي تعز وإب تحسباً لهجمات محتملة قادمة من الساحل الغربي للبلاد.

وبعد أيام من تجاهل المكاسب التي حققتها القوات المشتركة في بلدات مختلفة من محافظتي الحديدة وتعز، استنفرت جماعة الحوثيين قواعدها ودفعت بقيادات سياسية رفيعة تتحدر من هذه المحافظات إلى الميدان لتدشين حملة تعبئة عامة للمقاتلين. 

ودفع الحوثيون بعضو المجلس السياسي الأعلى سلطان السامعي، وعضو مجلس الشورى عبده الجندي، و"نائب رئيس الوزراء" في حكومة الجماعة غير المعترف بها دولياً محمود الجنيد، و"وزير الخدمة المدنية" سليم المغلس، من العاصمة صنعاء إلى محافظة تعز، بهدف تولي زمام إدارة المعركة.

وأوردت وسائل إعلام حوثية، اليوم الخميس، سلسلة من الاجتماعات المكثفة لقيادات بارزة في الجماعة، حيث شهدت محافظة إب اجتماعا مشتركا شارك فيه "نائب رئيس البرلمان" التابع للجماعة، عبدالرحمن الجماعي، ومحافظو محافظات إب وتعز والحديدة، وذلك لمواجهة ما وصفوها بـ"مخططات قوى العدوان"، في إشارة للهجوم الذي تشنه القوات القادمة من الساحل الغربي. 

وحسب وكالة "سبأ" التابعة للحوثيين، فقد أقر الاجتماع الاستثنائي "إجراءات وتدابير للتنسيق بين المحافظات الثلاث، ومتابعة أعمال تحشيد المقاتلين" لمواجهة القوات المشتركة. 

وعلى الرغم من محاولة جماعة الحوثيين التقليل من مكاسب القوات الحكومية، بالقول إنها تبحث عن "انتصار وهمي يحفظ ماء الوجه"، إلا أن القلق بدا واضحا إثر ظهور اجتماعات متفرقة، وكذلك بالقرب من خطوط التماس بين محافظتي تعز والحديدة. 

ونفذ القيادي الحوثي، سليم مغلس، زيارات متفرقة إلى خطوط التماس في جبهات البرح ووادي نخلة في مديرية شرعب الرونة، حيث تحاول القوات المشتركة تحقيق اختراقات للتوغل نحو محافظتي تعز وإب.  

ويخشى الحوثيون من التفاف أبناء محافظة تعز مع القوات الحكومية القادمة من الساحل.

وفي خطوة استباقية، عقد "نائب رئيس الوزراء" في حكومة الجماعة، محمود الجنيد، الخميس، لقاءات مع مشايخ وأمناء قرى وبلدات تابعة للمحافظة، حيث دعاهم لـ"التآزر والاتحاد" لإفشال ما أسماها بـ"المؤامرات التي تحاك ضد تعز"، وفقاً لما أوردته وكالة "سبأ" التابعة للجماعة. 

وامتد الاستنفار الحوثي إلى المديريات الشرقية لمدينة تعز، حيث شارك القيادي الحوثي، سلطان السامعي، في اجتماع قبلي كُرس لـ"إعلان النفير والجهوزية وتحشيد المزيد من المقاتلين إلى جبهات القتال". 

وشن السامعي هجوماً على نجل شقيق الرئيس السابق طارق صالح، الذي يتزعم إحدى فصائل القوات المشتركة.

وقال السامعي: "على المدحورين والمهزومين، الذين لم يتمكنوا من الحفاظ على سلطتهم بالعاصمة صنعاء، ألا يعيدوا الكرَّة بمناطق أخرى"، في إشارة إلى الانتفاضة المسلحة التي أعلنها "حزب المؤتمر الشعبي العام" ضد الحوثيين أواخر العام 2017، وانتهت بمقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح. 

وفي موازاة الاستنفار الحوثي، تواصل القوات المشتركة تقدمها الميداني في جبهات تعز والحديدة من مسارات مختلفة، وفقاً لمصدر عسكري لـ"العربي الجديد". 

وأشار المصدر إلى أن العملية العسكرية تمضي وفق الخطط المدروسة وبوتيرة متصاعدة حتى تحقيق أهدافها بالضغط على الحوثيين لتحرير مديرية مقبنة غربي تعز والتوغل نحو محافظة إب. 

وأعلنت القوات المشتركة، مساء الخميس، السيطرة على جبل مغرم الراس، المطل على جمرك سقم في منطقة شمير بمديرية مقبنة وعدد من القرى المجاورة، وذلك بعد معارك عنيفة مع جماعة الحوثيين. 

وأشارت القوات، في بيان صحافي، إلى أنها تواصل التوغل أيضا في طريق العدين بمديرية جبل راس، حيث حققت اليوم الخميس تقدمات ميدانية تقدر بأكثر من 10 كيلومترات بعد معارك أسفرت عن خسائر بشرية في صفوف الحوثيين واغتنام دبابة وعتاد عسكري. 

وشنّ الطيران الحربي للتحالف الذي تقوده السعودية، الخميس، غارة واحدة على مديرية حيس في الحديدة، فضلاً عن 13 غارة على مسرح العمليات الرئيسية في محافظة مأرب.

وبعد 10 أيام من انسحاب مثير للجدل من تخوم مدينة الحديدة، حققت القوات المشتركة مكاسب ميدانية مختلفة، أبرزها السيطرة الكاملة على مديرية حيس وسلاسل جبلية في مديرية جبل راس ومنطقة البغيل بمديرية الجراحي في الحديدة، فضلاً عن قرى وسلاسل جبلية في مديرية مقبنة بمحافظة تعز.