استنفار دبلوماسي وعسكري لبناني لضبط الأمن على الحدود مع سورية

17 مارس 2025
جنود من الجيش اللبناني قرب الحدود مع سورية، 28 أغسطس 2017 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تصاعدت التوترات على الحدود اللبنانية السورية بعد مقتل عناصر من وزارة الدفاع السورية واتهام حزب الله، مما أدى إلى اشتباكات جديدة. طلب الرئيس اللبناني التواصل مع الوفد السوري لحل الأزمة، بينما عزز الجيش اللبناني انتشاره للرد على النيران.

- عقدت الحكومة اللبنانية جلسة لمناقشة الأوضاع الأمنية، وشكلت لجنة وزارية لضبط الحدود ومكافحة التهريب، مع التأكيد على التنسيق مع السلطات السورية. شهدت المنطقة نزوحًا بسبب القصف المتبادل.

- تناولت الحكومة التطورات على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة، مؤكدة على الجهود الدبلوماسية لإلزام إسرائيل بالانسحاب. أكد وزير الداخلية على معالجة المشاكل الآنية ودعم صمود المواطنين.

اتصل الرئيس اللبناني جوزاف عون، اليوم الاثنين، بوزير الخارجية يوسف رجّي الموجود في بروكسل وطلب منه التواصل مع الوفد السوري المُشارك في المؤتمر التاسع لدعم مستقبل سورية للعمل على معالجة المشكلة القائمة بأسرع وقت ممكن بما يضمن سيادة الدولتين ويحول دون تدهور الأوضاع. وأكد عون أنّ "ما يحصل على الحدود الشرقية والحدود الشمالية الشرقية لا يمكن أن يستمرّ ولن نقبل أن يستمرّ"، مشيراً إلى أنه "تابع الأوضاع الميدانية هناك منذ اندلاع الأحداث وحتى ساعات الصباح الأولى، ولا يزال يطلع على التطورات باستمرار وأعطى توجيهاته إلى قيادة الجيش للردّ على مصادر إطلاق النار".

وتجدّدت الاشتباكات على الحدود اللبنانية السورية بعد ظهر اليوم الاثنين بعد هدوء حذر خيّم على المنطقة خلال ساعات الصباح، وذلك في تطوّرات مستمرّة عقب مقتل ثلاثة عناصر من وزارة الدفاع السورية في منطقة القصر، أمس الأحد، واتهام مجموعة تتبع لحزب الله بتصفيتهم، وذلك فيما نفى الأخير علاقته بأي أحداث تجري داخل الأراضي السورية.

وقال مصدر في الجيش اللبناني لـ"العربي الجديد" إنّ الجيش اللبناني يردّ حالياً بالقصف على مصادر النيران من الجانب السوري، مشدداً على أنّ التوجيهات الرسمية واضحة بالردّ على مصادر إطلاق النار، وهناك تعزيزات أمنية استقدمت لهذه الغاية.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن مصدر في وزارة الدفاع السورية أمس الأحد قوله إنّ مجموعة تتبع حزب الله اختطفت بكمين على الحدود السورية اللبنانية ثلاثة عناصر من الجيش السوري. وأضافت أن المجموعة اقتادت العناصر الثلاثة إلى داخل الأراضي اللبنانية وقامت بتصفيتهم. وأكدت وزارة الدفاع أنها "ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة بعد هذا التصعيد الخطير من حزب الله اللبناني"، وفق قولها.

من جانبه، كشف وزير الدفاع اللبناني ميشال منسى عن سقوط ثلاثة قتلى لمهرّبين سوريين سُلِّمت جثثهم إلى السلطات السورية بواسطة الصليب الأحمر، متمنياً خلال جلسة عقدها مجلس الوزراء اللبناني اليوم الاثنين تعزيز التجاوب من السلطات السورية عند مخاطبتها بغية تجنّب وقوع أحداث أمنية مفاجئة أو إطلاق نار من الجانب السوري كما حصل الأمر الذي يضطر الجانب اللبناني للرد عليه حتى إسكات هذه النيران.

ونتيجة إطلاق النار من الجانب السوري، سقط طفلٌ شهيداً بالإضافة إلى جرح ستة أشخاص وتهجير للسكان المدنيين العزّل، وذلك بحسب وزير الإعلام بول مرقص خلال تلاوته مقرّرات الجلسة التي عُقدت للمرة الأولى في السرايا الحكومية برئاسة نواف سلام، بعدما عقدت الجلسات الماضية في قصر بعبدا الجمهوري. وخلال الجلسة، جرى الطلب تبعاً لاختصاص الوزير المعني بـ"رفع مستوى التنسيق مع السلطات السورية المختصة لبحث هذه الأمور ومعالجتها وأعطِيَت التعليمات اللازمة في التشدد بضبط الحدود".

كما شُكّلت لجنة وزارية برئاسة رئيس الحكومة نواف سلام وعضوية وزراء الداخلية والدفاع والمالية والأشغال العامة والعدل، لاقتراح التدابير اللازمة لضبط ومراقبة الحدود ومكافحة التهريب ورفع المقترحات لمجلس الوزراء. على صعيدٍ متصل، عقد رئيس الحكومة نواف سلام عصر اليوم اجتماعاً مع قائد الجيش العماد رودولف هيكل في حضور الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد المصطفى وعرض معه الأوضاع الأمنية في البلاد.

وقال مصدرٌ في الجيش اللبناني لـ"العربي الجديد"، إنّ "الجيش عزز من انتشاره على الحدود، وهناك تعليمات رسمية واضحة بالردّ على مصادر النيران، وعدم تعريض الأمن الداخلي للخطر، ومن واجب الجيش اللبناني حفظ الأمن والاستقرار وتأمين سلامة السكان".

وأشار المصدر إلى أنّ "هناك حركة نزوح سجّلت من بلدة القصر وتلك اللصيقة بها باتجاه الهرمل ومناطق أخرى أكثر أماناً، والوضع لا يزال دقيقاً، والاتصالات مستمرة مع الجانب السوري لضبط الأمن والحفاظ على الاستقرار في المنطقة الحدودية".

وأفاد الجيش اللبناني في بيان له، صباح الاثنين، بأنه "بتاريخ أمس، بعد مقتل سوريَّين وإصابة آخر عند الحدود اللبنانية السورية في محيط منطقة القصر - الهرمل، نُقل الجريح إلى أحد المستشفيات للمعالجة وما لبث أن فارق الحياة. على إثر ذلك، نفذ الجيش تدابير أمنية استثنائية، وأجرى اتصالات مكثفة منذ ليل الأحد - الاثنين حتى ساعات الصباح الأولى، وسلم بنتيجتها الجثامين الثلاثة إلى الجانب السوري".

وأضاف "في موازاة ذلك، تعرضت قرى وبلدات لبنانية في المنطقة للقصف من جهة الأراضي السورية، فردّت الوحدات العسكرية على مصادر النيران بالأسلحة المناسبة، وعمدت إلى تعزيز انتشارها وضبط الوضع الأمني"، مشدداً على أنّ "الاتصالات مستمرّة بين قيادة الجيش والسلطات السورية لضبط الأمن والحفاظ على الاستقرار في المنطقة الحدودية".

وقال الجيش اللبناني في بيان مساء اليوم إنه "إلحاقاً بالبيان السابق المتعلق بتعرّض قرى وبلدات لبنانية حدودية للقصف من جهة الأراضي السورية، تعرضت منطقة حوش السيد علي - الهرمل لقصف مركّز من الجانب السوري. وقد ردت الوحدات العسكرية على مصادر النيران بالأسلحة المناسبة، وتعمل على تعزيز تمركزها الدفاعي لوقف الاعتداءات على الأراضي اللبنانية. وتستمر الاتصالات بين قيادة الجيش والسلطات السورية لاستعادة الهدوء وضبط الوضع في المنطقة الحدودية".

في سياق متصل، قال عضو كتلة حزب الله البرلمانية ورئيس تكتل بعلبك الهرمل النائب حسين الحاج حسن لـ"العربي الجديد"، إنّ "هناك رواية رسمية واحدة يجب أن تكون لما حصل على الحدود مع سورية وعلى الجيش اللبناني إصدارها، إذ إن مسلحين كانوا في الأراضي اللبنانية وهم دخلوا الأراضي اللبنانية ومن ثم سلم الجيش جثثهم، ولا دور لنا ولسنا جزءاً مما يحصل من أحداث". ولفت الحاج حسن إلى أن "هناك قصفاً حتى الساعة من المسلّحين وهذا القصف على المنطقة يجب أن يتوقف".

الحكومة اللبنانية: لمضاعفة الجهود الدبلوماسية لإلزام إسرائيل الانسحاب التام

أما على صعيد التطورات على الحدود اللبنانية الجنوبية مع فلسطين المحتلة، فقد اعتبرت الحكومة في الجلسة أنّ القصف الذي يتعرّض له الجنوب من الاحتلال الإسرائيلي عمل يشكل انتهاكاً واضحاً لسيادة لبنان والقرار 1701 وللترتيبات المبرمة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وللتمديد الحاصل لهذه الترتيبات. وأفضى مجلس الوزراء إلى تقرير ضرورة الاستمرار في مضاعفة الجهود الدبلوماسية لإلزام إسرائيل باحترام هذه النصوص والانسحاب التام والكامل من الأراضي اللبنانية.

من جانبه، قال وزير الداخلية اللبناني أحمد الحجار إننا "باشرنا في الحكومة اللبنانية بمعالجة المشاكل الآنية ونعكف على وضع الخطط القريبة والمتوسطة والبعيدة المدى، للنهوض الوطني الكبير على مختلف الصعد بما ينسجم مع خطاب القسم لرئيس الجمهورية جوزاف عون ومضمون البيان الوزاري لحكومة الإصلاح والإنقاذ".

وجاء موقف الحجار خلال مراسم التسليم والتسلّم في قيادة المديرية العامة للأمن العام بين اللواء إلياس البيسري وخلفه المدير العام للأمن العام اللواء حسن شقير. وأشار الحجار إلى أنّه "يبقى همنا الأول، إزالة الاحتلال الإسرائيلي عن أرضنا الطاهرة في الجنوب، ودورنا ودوركم أساسيان في تثبيت أهلنا في قراهم ودعم صمودهم بالتنسيق الكامل مع المؤسسات الأمنية والعسكرية وفي مقدمها الجيش اللبناني. كما أننا نعمل في وزارة الداخلية والبلديات على التحضير المتواصل لإنجاز الانتخابات البلدية بمواعيدها، إضافة إلى العمل اليومي لترسيخ الأمن على كامل التراب الوطني".

المساهمون