استنفار بعد تحليق طائرات "درونز" مجهولة فوق مفاعلات السويد النووية

طائرات "درونز" غريبة فوق مفاعلات السويد النووية مع تصاعد التوتر بين روسيا والغرب

16 يناير 2022
تعزيز الدفاع السويدية لتواجدها العسكري في غوتلاند وأرخبيل استوكهولم (فرانس برس)
+ الخط -

كشفت استوكهولم، أمس السبت، أن مفاعلاتها النووية تعرضت لاختراق أجوائها من قبل "طائرات بدون طيار مجهولة الهوية"، وبشكل يبدو "منسقاً". 

وأشارت التقارير الأمنية إلى أن "طائرات بدون طيار كبيرة وكانت قادرة على مقاومة الرياح العاصفة، ليل الجمعة الماضية، حامت في وقت واحد فوق 3 من المحطات النووية السويدية"، وخصوصاً في جنوب غرب البلد، ما أدى إلى حالة استنفار أمني وعسكري. 

ورغم أن اثنتين من محطات الطاقة النووية (رينغهالس وبيرسباك) مغلقتان، إلا أن الحراس أفادوا برؤيتهم "أجساماً تطير فوق وقرب المحطتين".

وفي أجواء محطة أوسكارسهامن للطاقة النووية أمكن رصد "طائرة بدون طيار كبيرة الحجم وقادرة على المناورة بوجه الرياح الشديدة".

ولم تفلح محاولات حوامة للشرطة بالسيطرة على "الدرونز"، التي استطاعت الإفلات ومغادرة الأجواء السويدية. 

المتحدث باسم شرطة البلاد، بيتر إيلومكفيست، اعتبر خرق أجواء المفاعلات "أعمالا خطيرة"، مشدداً على أن التحقيق في ما جرى يتم من خلال "التنسيق الوطني"، وسط استنفار عسكري وأمني في البلد.  

وتشهد الأجواء السياسية والأمنية حالة توتر دفعت بالسلطات إلى نشر علني للجيش، إذ أمكن للمواطنين في ميناء جزيرة غوتلاند مشاهدة الدبابات والمدرعات.

واعتبرت وزارة الدفاع السويدية إقدامها على تلك الخطوات بمثابة "رسالة واضحة بأننا نمارس سيادتنا بالكامل".

ويأتي ذلك في سياق توتر غربي- روسي، وبعد إشارات من موسكو تتعلق بمعارضة كبيرة لانضمام استوكهولم إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).

تزايد الحديث عن "استفزازات" 

ومن الملاحظ أن تعزيز الدفاع السويدية لتواجدها العسكري في غوتلاند وأرخبيل استوكهولم جاء، بحسب تقارير محلية، في أعقاب ما يطلقون عليه "تزايد الاستفزازات الروسية في الأجواء وقبالة غوتلاند".

 وتحولت تلك "الاستفزازات" في الأسابيع الأخيرة إلى مادة شبه يومية في الصحافة السويدية، خصوصاً مع تكثف رصد حركة الغواصات والسفن والطائرات الروسية قربها. 

وغوتلاند تكتسب أهمية في البلطيق، مثلما هي جزيرة بورنهولم الدنماركية، لما تشكلانه من إطلالة على جيب كالينينغراد الروسي، بين بولندا ودول بحر البلطيق. 

وكانت وثائق سرية كشفت عنها الدنمارك أكدت على وجود خطط سوفييتية سابقة وضعت الجزيرة والدنمارك في مرمى اجتياح عسكري حال وقعت حرب مع الغرب، بل وأشارت الوثائق إلى أن حلف "وارسو" سابقاً كان يتدرب على محاكاة هجوم تستخدم فيه قنابل نووية تكتيكية، تستهدف قطع أوصال الشمال عن الحلف الغربي. 

ويبدو أن توتر الأجواء يستند إلى تاريخ طويل من المعرفة بالتكتيكات العسكرية الروسية، سابقة على التوتر المتصاعد الذي فجره تضارب الغرب وموسكو بشأن أوكرانيا، وغيرها. 

وفي السياق، أعلن وزير الدفاع السويدي، بيتر هولتكفيست، أمس السبت، رفض تدخل روسيا في خيارات بلاده الدفاعية.

وكانت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أعادت التأكيد، في أوائل يناير/كانون الثاني الحالي، على أن انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي "ستكون له عواقب سياسية وعسكرية خطيرة". 

يذكر أن عمليات الانتشار والتعزيز العسكري السويدي تجاوزت جزيرة غوتلاند لتشمل في الساعات الأخيرة منطقة أوسكارسهامن، التي تضم واحدة من أربع محطات نووية سويدية كبيرة.  

وأشارت وزارة الدفاع، أمس السبت، إلى أنها بصدد القيام بمزيد من الانتشار العسكري في سياق "تعديل الاستعداد للطوارئ"، حيث شدد وزير الدفاع، بيتر هولتكفيست؛ في سابقة تصدر عن يسار الوسط السويدي، على أن بلاده، التي انتهجت لعقود سياسة حيادية بين المعسكرين الغربي والشرقي سابقاً، بسبب الوضع الحالي المتعلق بالسياسة الأمنية، "ستجري تعديلات جديدة" في أنحاء البلاد. 

وأكد هولتكفيست مجدداً أن بلاده تريد أن توجه "إشارة واضحة إلى أننا نأخذ الأمور على محمل الجد"، دون أن يستبعد "وجود خطر لتعرض السويد لهجوم عسكري، فنحن في وضع متوتر، وهذا الأمر غير جيد".

المساهمون