استمرار تداعيات "التسجيل المسرب": روحاني يحذر من الانقسام وظريف يأسف

استمرار تداعيات "التسجيل المسرب" بإيران: روحاني يحذر من الانقسام وظريف يأسف

28 ابريل 2021
ظريف يأسف لاستغلال تصريحاته المسربة (فرانس برس)
+ الخط -

لا تزال تداعيات "التسجيل المسرب" لمقابلة سرّية مع وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، تتفاعل في إيران وسط هجمات متصاعدة من أوساط محافظة، وصلت إلى حد الدعوة لمحاكمته وحتى إعدامه، فضلاً عن استمرار التساؤلات والتكهنات بشأن هوية المسربين وأهدافهم. 
واليوم الأربعاء، تطرق الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إلى هذا الملف الساخن الذي ألقى بظلاله على الساحة السياسية في إيران، متهماً المسربين بالسعي لإفشال مباحثات فيينا النووية والتسبب بالانقسام الداخلي من خلال هذه التسريبات. 
وأضاف روحاني أن التسجيل سُرّب "في وقت وصلت مباحثات فيينا إلى قمة النجاح"، متسائلاً عن عدم نشره قبل أسبوع، وعازياً الهدف من ذلك إلى "إيجاد الفرقة داخل البلاد وفي هذه الظروف بحثوا عن ذريعة أو قصة لإبرازها". 
ودعا الرئيس الإيراني وزارة الاستخبارات للوصول إلى المسربين ومحاكمة كل من ثبت تقصيره أو قصوره في الحادث، وقال إن ما حدث كان "سرقة". 
وأوضح أنه كان من المقرر نشر أجزاء من هذه المقابلات وإبقاء الأخرى سرية للأرشيف للاستفادة منها كوثائق لاحقاً، داعياً إلى الوحدة والانسجام في الداخل الإيراني. وأكد أنه "من خلال الفرقة والخلاف لا يمكن رفع العقوبات وحل مشاكل المواطنين". 

واتهم الرئيس الإيراني المسربين بأنهم معادون لإيران والشعب والمصالح الإيرانية. 
وفيما يتهم المحافظون وزير الخارجية بالتقليل من أهمية دور قائد "فيلق القدس" الراحل، قاسم سليماني، و"إهانته"، أشاد روحاني بسليماني ومسيرته، وقال إنه "أحبط مؤامرات الصهاينة والأميركيين في المنطقة". 
كما أكد أن الميدان والدبلوماسية "هما جناحان يتابعان تحقيق هدف واحد"، مضيفاً أنهما "ليسا في مواجهة بعضهما البعض". وقال إن سليماني "لم يكن يمارس نشاطاً عسكرياً ودفاعياً فقط، بل كان يمارس الدبلوماسية أيضاً". 
وأوضح روحاني أن "بعض المواضيع المطروحة لا تمثل وجهة نظر الحكومة أو رئيس الجمهورية، ويمكن أن يكون لأي شخص أو وزير رأي يخصه ويريد إبقاءه سراً". 
من جهته، نشر وزير الخارجية الإيراني، بيانا عبر "إنستغرام" رداً على الهجمات التي يتعرض لها، ليشير إلى صداقته لأكثر من عقدين مع الجنرال سليماني الذي يسميه قائد "الميدان" العسكري في التسجيل.
وقال إنه بعد وصوله إلى بغداد، يوم الإثنين، زار المكان الذي تعرض فيه هو وأبو مهدي المهندس لعملية الاغتيال بالقرب من مطار بغداد الدولي مطلع العام الماضي، مع إرفاق بيانه بشريط مصور لزيارة موقع الاغتيال. 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by Javad Zarif (@jzarif_ir)

غير أنه عبّر عن "أسف عميق" لتحول "مسألة نظرية سرية حول ضرورة التعاون بين الدبلوماسية والميدان إلى سجال داخلي وأنه تم تأطير نقد بعض المسارات بصدق على أنه انتقاد شخصي". 
وأشاد ظريف بسليماني وأكد أنه خلال العقود الأربعة الماضية حاول جاهداً تنفيذ سياسات بلاده والدفاع عنها بقوة، لكنه أضاف أنه "على صعيد التعبير عن الرأي المهني اعتبر أن المجاملات والرقابة الذاتية بمثابة خيانة". 

وأكد وزير الخارجية الإيراني أن "الدبلوماسية والميدان العسكري مكملان لبعضهما البعض وجناحا قوة الجمهورية الإسلامية"، داعياً إلى عدم إيجاد ثنائية العسكريين والدبلوماسيين. 
وكانت قناة "إيران إنترنشنال"، المتهمة من قبل طهران بأنها ممولة من قبل السعودية، ومقرها لندن، قد نشرت هذا التسجيل الصوتي، يوم الأحد، وسرعان ما وصل إلى العالم الافتراضي وتداولته مختلف المنصات الإعلامية. 
والتسجيل المسرب، مدته أكثر من 3 ساعات، وهو جزء من مقابلة مصورة مع ظريف، لسبع ساعات، أجراها معه الاقتصادي الإيراني، سعيد ليلاز، في فبراير/شباط الماضي، في إطار مشروع لـ"مركز الدراسات الاستراتيجية"، التابع للرئاسة الإيرانية لتسجيل التاريخ الشفاهي للحكومتين الإيرانيتين الأخيرتين برئاسة حسن روحاني الذي ستنتهي ولايته بعد نحو ثلاثة أشهر.

يتناول ظريف، في المقابلة المسربة "السرية" التي يشدد فيها عدة مرات على عدم نشرها، مواضيع متعددة مرتبطة بالسياسة الخارجية الإيرانية، منذ استلام روحاني السلطة عام 2013 وتوليه الخارجية في ذلك العام.
وكشف ظريف دوراً روسياً "تخريبياً" في المباحثات النووية التي توجت بالاتفاق النووي عام 2015 واتهمها بالسعي لإفشال هذه المباحثات، وتطرق لدور القائد السابق لـ"فيلق القدس" بالحرس الثوري الإيراني، الجنرال قاسم سليماني في السياسة الخارجية الإيرانية، وقضية مهاجمة السفارة السعودية في طهران عام 2016، والهجمات الإسرائيلية في سورية ضد مواقع إيرانية، فضلاً عن قضية إسقاط الطائرة الأوكرانية المدنية بالقرب من العاصمة طهران مطلع عام 2020.
وتحدث ظريف في المقابلة عن "الميدان" الذي كان يقوده سليماني في المنطقة، مؤكداً أن سليماني كانت له الكلمة الأولى في السياسة الخارجية.
وأوضح أن "الكثير من التكاليف الدبلوماسية التي تحملناها كان بسبب أن الميدان كانت له الأولوية للنظام وإلى هذا المستوى تمت التضحية بالدبلوماسية لأجل الميدان وهذا نتيجة أن يكون القرار بيد الميدان".   

المساهمون