استمرار أزمة جبل طارق بين إسبانيا وبريطانيا بعد "بريكست"

استمرار أزمة جبل طارق بين إسبانيا وبريطانيا بعد "بريكست"

28 ديسمبر 2020
لم يتم تضمين جبل طارق في صفقة "بريكست" (خورخي غيريرو/فرانس برس)
+ الخط -

رأى الاتفاق التجاري بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا النور، في نهاية ملحمة استمرّت أربع سنوات، تعرف باسم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، إلا أن هناك بقعة واحدة من الأراضي البريطانية لا تزال في طي النسيان.

لم يتم تضمين جبل طارق، وهي مستعمرة بريطانية تقع قبالة الطرف الجنوبي من البر الرئيسي لإسبانيا، في صفقة "بريكست" التي تم الإعلان عنها عشية عيد الميلاد بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، لإعادة تنظيم العلاقات التجارية والتجارية بين الكتلة المكونة من 27 عضواً حالياً وبين أول دولة خرجت من الاتحاد.

لا يزال الموعد النهائي لأزمة جبل طارق هو 1 يناير/كانون الثاني، عندما تنتهي فترة انتقالية تنظم الحدود القصيرة بين جبل طارق وإسبانيا. إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، فهناك مخاوف جدية من أن الحدود الصعبة قد تتسبب في تعطيل العمال والسائحين والاتصالات التجارية الرئيسية عبر الجانبين.

نجحت إسبانيا في إقناع الاتحاد الأوروبي بفصل قضية جبل طارق عن مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ما يعني أن مدريد تدير جميع المحادثات مباشرة مع نظرائها في جبل طارق ولندن.

وقالت وزيرة الخارجية الإسبانية أرانشا غونزاليس لايا الخميس، إنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، فإنها تخشى أن تتكرّر صفوف طويلة من سائقي الشاحنات الذين تقطعت بهم السبل، والذين شوهدوا عند عبور القنال الإنكليزية الأسبوع الماضي.

وأضافت غونزاليس لايا للتلفزيون الحكومي الإسباني (آر تي في إي) "ليس لدينا الكثير من الوقت، ويجب أن تذكرنا مشاهد الفوضى من المملكة المتحدة أننا بحاجة إلى مواصلة العمل للتوصل إلى اتفاق بشأن جبل طارق".

وأصرّت إسبانيا، طوال محادثات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، على أنها تريد أن يكون لها رأي في مستقبل جبل طارق.

وآلت المنطقة لبريطانيا عام 1713، لكن إسبانيا لم تتنازل عن مطالبتها بالسيادة عليها. على مدى ثلاثة قرون، سيطرت البحرية البريطانية على الممر البحري الضيق الممتد من البحر المتوسط إلى المحيط الأطلسي.

في هذا السياق، قالت غونزاليس لايا: "لن يتخلى أي من الجانبين عن مزاعمه بالسيادة، لكن يجب علينا تنحية ذلك جانباً، للتوصل إلى اتفاق يسهّل حياة أولئك الذين يعيشون على جانبي الحدود".

ويعيش أكثر من 15000 شخص في إسبانيا ويعملون في جبل طارق، ويشكلون نحو 50 بالمائة من القوى العاملة في جبل طارق.

وكان سكان جبل طارق البالغ عددهم حوالي 34000 نسمة يعارضون بشكل كبير مغادرة بريطانيا الاتحاد الأوروبي. في استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في المملكة المتحدة لعام 2016، أيّد 96 بالمائة من الناخبين في جبل طارق البقاء في الكتلة القارية التي يشعرون أنها تمنحهم المزيد من النفوذ للتعامل مع الحكومة في مدريد.

ولا تزال المنطقة تتذكر كيف أغلق الديكتاتور الإسباني الجنرال فرانسيسكو فرانكو عام 1969 الحدود في محاولة لتدمير اقتصاد جبل طارق.

وقال رئيس وزراء جبل طارق، فابيان بيكاردو، إن اتفاق التجارة بعد بريكست "يمثل ارتياحاً كبيراً، نظراً للصعوبات المحتملة التي قد يخلقها بريكست بدون اتفاق للمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي". لكنه أضاف أن أراضيه لا تزال في خطر.

(أسوشييتد برس)