استقالة نادلر من الكونغرس: لحظة حاسمة لعلاقات إسرائيل والحزب الديمقراطي
استمع إلى الملخص
- انتقد نادلِر إسرائيل بشدة، رغم دعمه السابق لها، وأعلن عن نيته فرض حظر على توريد الأسلحة الهجومية إليها، بينما يستمر في دعم تمويل منظوماتها الدفاعية، ووجه انتقادات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
- أثار دعم نادلِر للمرشح زهران ممداني غضب الجالية اليهودية في نيويورك، ومن المتوقع أن تشعل استقالته معركة حامية على وراثته في المنطقة رقم 12 بمنهاتن.
أعلن جيري نادلِر، ممثل يهود الولايات المتحدة الأعرق على الإطلاق في الكونغرس الأميركي، و"الشخصية الأكثر التقاء مع الليبرالية النيويوركية على مدى أكثر من ثلاثة عقود"، كما وصفه موقع "واينت"، اليوم الثلاثاء، اعتزاله الحياة السياسية وعدم نيّته الترشح لولاية إضافية في الاستحقاق الانتخابي المقرر في نوفمبر/ تشرين الثاني 2026.
وبذلك ينهي نادلِر 34 عاماً من حياته السياسية التي تحوّل خلالها إلى واحد من أكثر السياسين البارزين في الحزب الديمقراطي، بعدما قاد إجراءات عدّة لعزل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وأدار حملات طويلة دفاعاً عن حقوق الإنسان، كما عدّ على مدى سنوات حليفاً وثيقاً لإسرائيل في واشنطن.
أسباب استقالته، كما كشف عنها نادلِر (78 عاماً) بنفسه في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز، تعود إلى تقدم سنّه، لكن الأهم هو التغيرات السياسية التي شهدها الحزب، ما أجبره على إعادة النظر من جديد في مكانته وموقعه؛ إذ أوضح أن "النظر عن قرب على ما حدث مع (الرئيس الأميركي السابق، جو) بايدن يثبت وجوب تغيير الأجيال في الحزب، وأنا أحترم ذلك". وبحسبه فإن "وريثاً شاباً يمكنه العمل ومساعدتنا بشكل أفضل". وشدد على أنه خصوصاً في المرحلة الراهنة التي يدفع فيها ترامب بالفاشية الفعلية فإن الحزب الديمقراطي يحتاج قيادة قادرة على مجابهة ذلك.
"سأعمل على فرض حظر أسلحة على إسرائيل"
وأتت أقوال نادلِر متسقة مع الخط الانتقادي الذي تبناه في السنوات الأخيرة، ضد رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، فقد وصفه في يوليو/ تموز من العام الماضي بأنه "القائد الأسوأ على الإطلاق في تاريخ الشعب اليهودي"، واتهمه بأنه "لم يقل الصدق يوماً". كما اعتبر أن نتنياهو يطيل أمد الحرب عمداً للحؤول دون الخضوع للتحقيق حول دوره في الفشل الذي أحاط بهجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأوّل 2023، وأنه يعوّق التوصل إلى صفقة تبادل أسرى لأن إطلاق سراحهم قد يفضي إلى إنهاء الحرب، وبالتالي تقديمه للمحاكمة أمام لجنة تحقيقات رسمية. وقال إن "نتنياهو يدعي أنه يريد السلام، ولكن مصلحته هي في الحفاظ على استمرار الحرب ما أمكن".
داعم لزهران ممداني
دعم نادلِر لممداني يُعد وفقاً لـ"واينت" مدعاة للغضب في إسرائيل، خصوصاً أن المُرشح الديمقراطي رفض إدانة الدعوة إلى تحويل الانتفاضة إلى عالمية، وعبّر عن دعمه لحركة المقاطعة "بي دي إس"، ويُعد منتقداً بارزاً لسياسات إسرائيل. ورغم أن نادلِر نفسه، اعتبر في السابق أن حركة المقاطعة هي "معاداة مجرمة للسامية"، فقد اختار في نهاية المطاف دعم ممداني. وبحسب ما أورده الموقع، فإنه "بوقوف نادلِر في صف ممداني يكون قد رمى الجالية اليهودية تحت عجلات الحافلة، وباعها بثمن بخس".