تتصاعد نزعة الكراهية في أوساط اليهود الإسرائيليين تجاه الفلسطينيين في الداخل، بحسب استطلاع جديد للرأي أجراه معهد "أكورد" الإسرائيلي في الجامعة العبرية، بعد نحو أسبوعين من بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
ويعتقد نحو 90 بالمائة من الجمهور اليهودي في إسرائيل بوجود احتمالات كبيرة ومتوسطة بأن تندلع أحداث عنف مع الفلسطينيين في الداخل، على غرار ما جرى في أحداث هبّة الكرامة في مايو/أيار من عام 2021، عقب العدوان الإسرائيلي على غزة.
وبحسب ذات الاستطلاع، فإن النسبة في المجتمع العربي التي تتوقع اندلاع أحداث من هذا النوع تصل إلى 70%.
وخلصت نتائج الاستطلاع إلى أن التوتر بين العرب واليهود في إسرائيل يصل إلى أعلى مراحله، وأن الصدمة الجماعية التي يعيشها المجتمع الإسرائيلي جراء عملية "طوفان الأقصى" سترسم طبيعة العلاقات بين الطرفين لسنوات طويلة مقبلة، بحسب ما يقوله مؤسس مركز "أكورد" البروفيسور عيران هيلبرين.
ويعتقد الباحث الإسرائيلي، بحسب ما ذكره في محاضرة استعرض خلالها نتائج الاستطلاع، أن "العلاقات بين اليهود والعرب داخل المجتمع الإسرائيلي قد تتخذ اتجاهات مختلفة جداً قد تتخللها مواجهة داخلية شاملة".
وأضاف، بحسب ما نقله موقع "هآرتس" اليوم الأربعاء، أنه من الممكن أن "يخشى بعض العرب من التعبير عن رأيهم"، وبالتالي فإن الإحصائية التي تقيس تقديرات الجمهور العربي بشأن اندلاع أعمال عنف منخفضة مقارنة بالجمهور اليهودي.
ويعتقد 89 بالمائة من الإسرائيليين أن غالبية سكان غزة يؤيدون عملية "طوفان الأقصى"، كما يعتقد 84 بالمائة منهم أن معظم الفلسطينيين في الضفة الغربية يدعمون العملية، و54 بالمائة يعتقدون أن معظم فلسطينيي الداخل يؤيدونها.
ويقول هيلبرين، بحسب صحيفة "هآرتس"، إنّ المعطيات الأخيرة تكشف عن "ارتفاع كبير جداً في الكراهية في أوساط اليهود تجاه العرب في إسرائيل"، مضيفاً: "كان مستوى الكراهية قبل الحرب يصل إلى 2.5 (على سلم من 1-6)، ليرتفع الآن إلى ما فوق الـ4. وارتفعت درجة دعم تأييد اليهود للعنف ضد الفلسطينيين في الداخل من 1.37 في مارس/آذار الماضي، إلى 1.89 في أكتوبر/تشرين الأول. في المقابل، انخفض تأييد العرب للعنف ضد اليهود في نفس الفترة.
وقفزت درجة تأييد اليهود في إسرائيل للخطاب العدواني تجاه الفلسطينيين على شبكات التواصل الاجتماعي من 1.5 إلى 2.25 خلال هذه الفترة، بناءً على نفس المؤشر.
وأكد هيلبرن بأن "مئات الآلاف من الفلسطينيين في الداخل لا يستطيعون التعبير عن مشاعرهم الأساسية"، مضيفاً أن "العرب في إسرائيل يمنعون من القول إنهم ضد قتل ومعاناة الأطفال أو الأبرياء (...) هذه تجربة قاسية، وقد يكون تأثيرها هداماً على العلاقات اليهودية العربية".
ربع مليون طلب للحصول على سلاح شخصي
ويزداد الوضع خطورة وتعقيداً مع نشر المعطيات الإسرائيلية التي تشير إلى تقدّم الإسرائيليين بنحو ربع مليون طلب (236 ألفاً) للحصول على تراخيص لحمل سلاح شخصي، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وذكرت إذاعة "كان ريشت بيت"، العبرية، اليوم الأربعاء، أن هذا العدد من الطلبات في غضون شهر واحد يساوي تقريباً عدد الطلبات التي سُجلت على مدار العشرين سنة الأخيرة مجتمعة.
وذكرت الإذاعة أنه يتم إصدار 1700 رخصة سلاح يومياً، منذ شهر نوفمبر/تشرين الثاني الحالي.
ويأتي ذلك في ظل التسهيلات التي قدّمها وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير للحصول على سلاح بزعم أنه يحمي حياة الإسرائيليين، دون أي اكتراث بأن هذا من شأنه أن يعرض حياة الفلسطينيين إلى الخطر.