استشهاد 9 مدنيين بتوغل إسرائيلي في درعا... ودمشق تدين العدوان

دمشق

عبد الله البشير

avata
عبد الله البشير
القدس المحتلة

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
عمّان

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
03 ابريل 2025
شهداء في درعا وضربات جوية.. إسرائيل تصعد عدوانها على سورية
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت منطقة درعا جنوب سورية تصعيدًا عسكريًا إسرائيليًا، حيث استهدفت القوات الإسرائيلية حرش سد الجبيلية، مما أدى إلى استشهاد تسعة مدنيين وإصابة آخرين، وتزامن ذلك مع توغل القوات الإسرائيلية في المنطقة.

- أدانت دول ومنظمات دولية وإقليمية، بما في ذلك سورية والأردن وقطر ومصر وحزب الله، الغارات الإسرائيلية واعتبرتها انتهاكًا للقانون الدولي، داعية المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها.

- أدى التصعيد الإسرائيلي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في جنوب سورية، مع تدهور الخدمات الأساسية وانعدام الاستقرار الأمني، وأثار مخاوف من توسع العمليات العسكرية، مع التأكيد على دعم سيادة سورية واستقلالها.

استشهد تسعة مدنيين من جراء قصف إسرائيلي استهدف حرش سد الجبيلية الواقع بين مدينة نوى وبلدة تسيل غرب درعا، جنوبي سورية، فيما أعلن جيش الاحتلال توغله مجدداً في جنوب سورية مدعياً قتله عدداً من المسلحين الذين أطلقوا النار على قواته. وأفادت محافظة درعا في بيان نقلته وكالة الأنباء السورية (سانا)، بـ"استشهاد تسعة مدنيين، وإصابة آخرين في حصيلة أولية، إثر قصف الاحتلال الإسرائيلي حرش سد الجبيلية"، مشيرة إلى أن "هناك استنفاراً وغضباً شعبياً كبيراً بعد هذه المجزرة، وخصوصاً في ظل توغل قوات الاحتلال لأول مرة إلى هذا العمق".

وقال محافظ درعا أنور طه الزعبي لـ"التلفزيون العربي"، إن قوات الاحتلال توغلت للمرة الأولى في مناطق زراعية بالمحافظة، قبل أن تنسحب من محورين. وأشار إلى أن الأهالي يرفضون أي تواصل مع الاحتلال الإسرائيلي، وسينظمون تجمعاً احتجاجياً ضد الانتهاكات الإسرائيلية، مؤكداً أن "القيادة في دمشق هي المخولة للحديث باسمنا".

من جهته، قال "تجمع أحرار حوران" (تجمع إعلاميين وحقوقيين في جنوب سورية)، في تقرير صدر عنه فجر اليوم الخميس، إن عدد الشهداء مرشح للارتفاع مع وجود عدد كبير من المصابين في مستشفى نوى، بعضهم في حالة حرجة. وأشار التجمع في تقريره إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي توغلت ليلة الخميس في ريف درعا الغربي، واستهدفت بقذائف المدفعية، بالتزامن مع القصف الجوي، مواقع تل الجموع، ومحيط مدينة نوى، وحرش الجبيلية (حرش تسيل)، ما أوقع شهداء وجرحى من المدنيين، وسط حالة استنفار شهدتها المنطقة.

بدوره، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان، إن قوات من اللواء 474 نفذت الليلة الماضية عملية بمنطقة تسيل جنوبي سورية و"صادرت وسائل قتالية ودمرت بنى تحتية إرهابية"، على حد زعمه، مشيراً إلى تعرّض هذه القوات لـ"عملية إطلاق نار من جانب عدد من المسلحين، قبل استهدافهم والقضاء على عدد منهم في قصف جوي وبري". وفيما نفى جيش الاحتلال وقوع إصابات في صفوفه، اعتبر أن "وجود وسائل قتالية في منطقة جنوب سورية يشكل تهديداً على إسرائيل"، متوعداً بعدم السماح بذلك.

كاتس: الغارات على سورية تحذير للمستقبل

وتعليقاً على القصف والتوغل الإسرائيليين في سورية، قال وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إن القوات الإسرائيلية ستبقى في المناطق العازلة داخل سورية، وستتحرك لـ"التصدي للتهديدات لأمنها"، مهدداً الحكومة السورية في بيان بـ"دفع ثمن باهظ إذا سمحت لقوات معادية لإسرائيل بالدخول" على حد تعبيره. وأضاف كاتس أن الضربات الجوية الليلة الماضية على حماة ودمشق "رسالة واضحة وتحذير للمستقبل... لن نسمح بأي ضرر يلحق بأمن إسرائيل"، على حد قوله.

وجاء التصعيد الإسرائيلي، وفق التجمع، بعد توغل القوات الإسرائيلية في عدة قرى بريف درعا والقنيطرة، مشيراً إلى أن "اقترابها من مدينة نوى، كبرى مدن درعا، يشير إلى تحول جديد في طبيعة هذه العمليات".

وقال التجمع في تقريره إن "المخاوف تتزايد بين الأهالي من احتمال توسع العمليات العسكرية، خصوصاً أن نوى تضم كثافة سكانية كبيرة. ومع استمرار القصف والتوغلات، تتفاقم الأوضاع الإنسانية، في ظل تدهور الخدمات الأساسية وانعدام الاستقرار الأمني في المنطقة".

وأكد مراسل "العربي الجديد" انسحاب القوات الإسرائيلية المتوغلة من حرش تسيل "في ظل حالة استنفار شعبي كبيرة في مدينة نوى والمناطق المحيطة بها"، مع الإشارة إلى أن أغلب الشهداء من أبناء مدينة نوى. وتشهد المدينة مراسم تشييع للشهداء التسعة ظهر اليوم بحسب محافظ درعا، وذلك تزامناً مع دعوات شعبية إلى مشاركة واسعة، تعبيراً عن الغضب من الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية المستمرة في أراضي المحافظة.

ووصل مساء أمس الأربعاء رتل عسكري إسرائيلي إلى تل الأحمر الغربي في ريف القنيطرة، قادماً من هضبة الجولان المحتلة عبر طريق شقّته قوات الاحتلال بعد تمددها في المنطقة، وفق ما أكدته مصادر ميدانية لـ"العربي الجديد". كذلك قصفت قوات الاحتلال بقذائف الدبابات تل الجموع بريف درعا الغربي. وتل الجموع هو التل الوحيد المرتفع في المنطقة، حيث يبلغ ارتفاع قمته نحو 200 متر، ويشرف على سهل منبسط من جهة الشرق يمتد حتى الشيخ مسكين بريف المحافظة الأوسط، ويشرف أيضاً على معظم مناطق وادي اليرموك من الجهة الجنوبية.

الخارجية السورية تدين القصف الإسرائيلي

إلى ذلك، أدانت وزارة الخارجية السورية بـ"أشد العبارات" سلسلة الغارات الإسرائيلية الأخيرة على سورية، داعية المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم والضغط على إسرائيل لوقف عدوانها والتزام القانون الدولي.

وقالت الخارجية في بيان نشرته عبر قناتها على تليغرام الخميس: "في انتهاك سافر للقانون الدولي ولسيادة الجمهورية العربية السورية، شنت القوات الإسرائيلية غارات جوية على خمس مناطق مختلفة في أنحاء البلاد خلال 30 دقيقة، مما أسفر عن تدمير شبه كامل لمطار حماة العسكري وإصابة عشرات المدنيين والعسكريين. ويشكل هذا التصعيد غير المبرر محاولة متعمدة لزعزعة استقرار سورية وإطالة معاناة شعبها".

وجاء في بيان الخارجية: "في الوقت الذي تسعى فيه سورية لإعادة الإعمار بعد 14 عاماً من الحرب، تأتي هذه الاعتداءات المتكررة في سياق محاولة إسرائيلية واضحة لتطبيع العنف مجدداً داخل البلاد، ما يقوّض جهود التعافي ويكرّس سياسة الإفلات من العقاب". ودعت الخارجية السورية المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم والضغط على إسرائيل لوقف عدوانها، والتزام القانون الدولي وتعهداتها بموجب اتفاقية فصل القوات لعام 1974، وحثت الأمم المتحدة وجميع الجهات الدولية المعنية على اتخاذ إجراءات فورية لوقف هذا التصعيد ومنع المزيد من الانتهاكات.

الأردن: انتهاك صارخ لسيادة ووحدة سورية

في السياق، أدانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنيين، اليوم الخميس، بأشدّ العبارات العدوان الإسرائيلي الأخير على مناطق متفرّقة في سورية، الذي أدى إلى ارتقاء وإصابة عدد من الأشخاص، وعدته خرقاً فاضحاً للقانون الدولي، وانتهاكاً صارخاً لسيادة سورية ووحدتها، وتصعيداً خطيراً لن يسهم إلا في مزيد من الصراع والتوتر بالمنطقة.

وأكّد الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير سفيان القضاة في بيان، رفض بلاده المطلق، واستنكارها الشديد للاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على الأراضي السورية، في خرق واضح لاتفاقية فك الاشتباك لعام 1974 بين إسرائيل وسورية، مُجدِّداً وقوف المملكة وتضامنها الكامل مع سورية الشقيقة وأمنها واستقرارها وسيادتها. ودعا القضاة المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، وإلزام إسرائيل وقف اعتداءاتها الاستفزازية اللاشرعية على سورية، وإنهاء احتلال جزء من أراضيها، مشدّداً على ضرورة التزام إسرائيل قواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة التي تفرض احترام سيادة الدول، وعدم التدخّل في شؤونها.

قطر تدعو إلى إلزام إسرائيل بوقف الاعتداءات على سورية

من جهتها، دانت دولة قطر بشدة الغارات الإسرائيلية التي استهدفت خمس مناطق في سورية، وعدتها "اعتداءً صارخاً على سيادة ووحدة سورية وانتهاكاً سافراً للقانون الدولي". ودعت وزارة الخارجية القطرية، في بيان اليوم الخميس، "المجتمع الدولي إلى تحرك عاجل لإلزام إسرائيل بالامتثال للقوانين والأعراف الدولية ووقف الاعتداءات المتكررة على الأراضي السورية، بما يحول دون المزيد من التصعيد والتوتر في المنطقة"، وجددت "دعم دولة قطر الكامل لسيادة سورية واستقلالها وسلامة أراضيها وتطلعات شعبها الشقيق في الأمن".

حماس: جريمة جديدة تضاف لسجل الاحتلال الإرهابي

من جهتها، أدانت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) "بأشد العبارات العدوانَ الصهيونيَّ المتواصل على أراضي الجمهورية العربية السورية، والذي تصاعد في الساعات الأخيرة عبر قصفٍ جويّ استهدف مناطق في أرياف دمشق ودرعا وحماة وحمص، وتوغُّلِ دبابات الاحتلال في ريف درعا، وارتقاء شهداء من أبناء مدينة نوى بمحافظة درعا، من جرّاء قصف طيران الاحتلال الصهيوني حرش الجبيلية غربي المدينة، في جريمة جديدة تضاف إلى سجل الاحتلال الإرهابي الحافل بالعدوان والإجرام".

وأشادت الحركة "بالموقف البطولي لأهالي درعا الصامدين، الذين تصدّوا بشجاعة لتوغُّل قوات الاحتلال، وأثبتوا مجددًا إرادة الشعوب الحرة في مقاومة الاحتلال ورفض الهيمنة والعدوان"، مؤكدة أن "هذا التصعيد الصهيوني يأتي في سياق سياسة العربدة والغطرسة التي تنتهجها حكومة الإرهابي (بنيامين) نتنياهو، ويمثّل امتدادًا لعدوانها الفاشي على شعبنا الفلسطيني، في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، حيث تواصل حرب الإبادة والحصار والتجويع والتهجير". ودعت الحركة إلى "تضافر الجهود الوطنية والقومية والإسلامية، وتوحيد المواقف في مواجهة الاحتلال ومخططاته العدوانية، ومقاومته بكل السبل، حتى زواله عن أرضنا ومقدساتنا".

مصر تدين الغارات الإسرائيلية

وأدانت مصر الغارات الإسرائيلية على الأراضي السورية، معتبرة أنها تشكل انتهاكاً صارخاً جديداً للقانون الدولي، وتعدياً سافراً على سيادة الدولة السورية واستقلالها ووحدة أراضيها. وطالبت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم الخميس، الأطراف الدولية الفاعلة بالاضطلاع بمسؤولياتها تجاه التجاوزات الإسرائيلية المتكررة، وإلزام إسرائيل بإنهاء احتلالها للأراضي السورية.

حزب الله يدين العدوان الإسرائيلي على سورية واليمن ولبنان وغزة

دان حزب الله في بيان، الخميس، "العدوان الأميركي - الإسرائيلي الهمجي المتصاعد على كل من سورية واليمن ‏وغزة ولبنان"، معتبراً أنه "يشكل امتداداً للحرب المفتوحة التي يشنها محور الشر الأميركي-‏الصهيوني على شعوب المنطقة، مزعزعاً استقرار وأمن دولها ومستبيحاً سيادتها ومستنزفاً ‏لقدراتها وعوامل القوة لديها، لإخضاعها لمتطلبات هيمنته ومصالح الكيان الصهيوني لتكون ‏له اليد الطولى في المنطقة".

وقال الحزب إنه في ظل هذا التصعيد الخطير يؤكد أن "استهداف سورية عبر الغارات المتكررة والتوغلات المستمرة في أراضيها يندرج ‏في إطار إضعاف الدولة السورية ومنعها من استعادة عافيتها، ويمثل انتهاكاً فاضحاً ‏لسيادتها وأن التصدي البطولي لأبناء سورية الشرفاء للتوغل الصهيوني، الذي أدى إلى سقوط ‏شهداء وجرحى، دليلٌ على أن خيار الشعب السوري كان وما زال خيار المواجهة ‏والتصدي للمحتل، وأن روح المقاومة متجذرة في وجدان السوريين".

وأكد أن "استمرار العدوان الأميركي الهمجي على اليمن، وارتكاب المجازر بحق شعبه، هو ‏محاولة يائسة لثني الشعب اليمني الأبي الصامد عن استمراره في دعم غزة والمقاومة ‏في فلسطين، ودفعه إلى وقف عملياته البطولية.‏ وكما هو الحال في سورية واليمن، فإن العدوان الإسرائيلي الوحشي المتصاعد على ‏فلسطين وغزة، وحرب الإبادة المستمرة ومشاريع التهجير أمام مرأى ومسمع المجتمع ‏الدولي المتخاذل، يكشف عجز العدو عن كسر إرادة المقاومة وروح الصمود والتصدي ‏لدى الشعب الفلسطيني".

ذات صلة

الصورة
إسرائيل تطلق النار على وفد عربي أوروبي في جنين 21/5/2025 (الأناضول)

سياسة

أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، ظهر اليوم الأربعاء، النار على وفد دبلوماسي أوروبي وعربي أثناء زيارته محيط مخيم جنين شمالي الضفة الغربية، دون وقوع إصابات
الصورة
كايا كالاس مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، 20 مايو 2025 (جون ثيس/فرانس برس)

سياسة

يتجه وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي لمناقشة فرض عقوبات على دولة الاحتلال الإسرائيلي خلال اجتماعهم في بروكسل وإعادة النظر في اتفاقية الشراكة مع إسرائيل
الصورة
يائير غولان خلال تظاهرة في تل أبيب، 22 مارس 2025 (إيال وارشافسكي/Getty)

سياسة

قال رئيس حزب الديمقراطيين الإسرائيلي يئير غولان، اليوم الثلاثاء، بشأن حرب الإبادة على قطاع غزة إن "دولة عاقلة لا تقتل الأطفال هواية".
الصورة
معبر رفح في 15 فبراير 2025 (علي مصطفى/Getty)

سياسة

نظّم وفد إيطالي رفيع المستوى، اليوم الأحد، وقفة تضامنية أمام معبر رفح البري، دعمًا لأهالي قطاع غزة، ومطالبة بوقف الحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع.