استشهاد مسنّة في القدس وطفل في اليامون برصاص الاحتلال
استمع إلى الملخص
- اقتحامات واعتقالات في الضفة الغربية: اقتحمت قوات الاحتلال بلدة يعبد وفرضت منع تجول واحتجزت شباناً، بينما أحرق مستوطنون مسكناً في سوسيا وهاجموا كفر مالك، مما أدى لإصابة شاب بجروح خطيرة.
- اعتداءات المستوطنين في نابلس: أشعل مستوطنون النار قرب منازل في عصيرة القبلية وأعاقوا الدفاع المدني، وأضرموا النار في حقول القمح في بورين، ضمن هجمات تهدف لترهيب الفلسطينيين.
استُشهد طفل فلسطيني، عصر اليوم الأربعاء، برصاص الاحتلال في بلدة اليامون غرب جنين، شمالي الضفة الغربية، وهو الشهيد الثاني هذا اليوم بعد استشهاد مسنّة مقدسية، فجر الأربعاء، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحام مخيم شعفاط شمالي مدينة القدس المحتلة، بينما انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي من بلدة يعبد جنوب جنين التي اقتحمتها ليل أمس الثلاثاء.
وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني استشهاد الطفل الفلسطيني ريان ثامر حوشية (14 عاماً)، عصر اليوم الأربعاء، بعد إصابته برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامها بلدة اليامون، غرب جنين، شمال الضفة الغربية.
كما أفادت محافظة القدس باستشهاد المسنة زهية جودة العبيدي (66 عاماً)، متأثرة بإصابتها برصاصة في الرأس أطلقها جنود الاحتلال خلال اقتحام مخيم شعفاط، بينما استدعت مخابرات الاحتلال زوج الشهيدة العبيدي للتحقيق. كذلك أشارت محافظة القدس إلى أن آليات الاحتلال هدمت منزل المواطن المقدسي، متوكل الخطيب، المكون من طابقين في بلدة حزما، شمال شرقي المدينة، من دون سابق إنذار.
جيش الاحتلال يواصل هدم منزل من طابقين في بلدة حزما شمال شرق القدس المحتلة. pic.twitter.com/3OZc2WfqRC
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) June 25, 2025
وفي وقت لاحق، شيّع الفلسطينيون، جثماني العبيدي والطفل ريان تامر حوشية. وجرى تشييع الشهيدة المسنّة زهية العبيدي بمسقط رأسها في مخيم شعفاط، حيث ودّعها الأهالي. كما شيع الفلسطينيون مساء اليوم، جثمان الشهيد الطفل ريان حوشية في بلدة اليامون، الذي ارتقى بعد إصابته برصاص الاحتلال خلال اقتحام البلدة.
وخلال مراسم التشييع، ألقت عائلتا الشهيدين نظرة الوداع الأخيرة عليهما، قبل أداء صلاة الجنازة، ومن ثم مواراتهما في الثرى.
وقالت محافظة القدس في تقرير، الأربعاء، إن عدد المنازل والمنشآت التي هدمتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في المحافظة منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ارتفع إلى 623 منزلاً ومنشأة، بعد هدم منزل المواطن متوكل الخطيب. وبحسب التقرير، شملت عمليات الهدم منازل سكنية، بعضها مأهول منذ عقود، وأخرى قيد الإنشاء، بالإضافة إلى منشآت تجارية واقتصادية تشكّل مصدر رزق لعشرات العائلات المقدسية.
وأكدت المحافظة أن عمليات الهدم المتواصلة، وتحديداً ما يُجبر عليه المواطن من هدم ذاتي تحت التهديد بالغرامات أو الاعتقال، تُعد سياسة ممنهجة لإشراك الضحية في الجريمة، واستنزاف المقدسيين نفسياً ومادياً ودفعهم قسراً نحو الرحيل. ورغم أن غالبية العائلات المتضررة دفعت، على مدار سنوات طويلة، مخالفات وغرامات باهظة قد تتجاوز كلفة البناء نفسها، إلا أن سلطات الاحتلال واصلت حرمانهم الحصول على تراخيص بناء، أو فرضت شروطاً تعجيزية للحصول عليها، إذ لم تتجاوز نسبة الموافقات على طلبات الترخيص 2% من مجمل الطلبات، مقابل السماح للفلسطينيين بالبناء على ما لا يزيد على 13% من مساحة القدس الشرقية المحتلة.
وأوضحت محافظة القدس أن عمليات الهدم هذه لا يمكن فصلها عن السياسة الإسرائيلية الأشمل، التي ترمي إلى فرض الأمر الواقع، وتهويد المدينة، وتفريغها من سكانها الفلسطينيين، وتقليص الوجود العربي والإسلامي فيها، عبر سلسلة من الانتهاكات التي شملت مصادرة الأراضي، وتقييد التخطيط والبناء، وتشجيع الاستيطان، وكلها خطوات تتعارض بشكل صارخ مع القانون الدولي الإنساني، وقرارات الأمم المتحدة، واتفاقيات جنيف، التي تعتبر القدس الشرقية أرضاً فلسطينية محتلة.
ودعت المحافظة الهيئات الدولية كافة، بما في ذلك محكمة الجنايات الدولية، ومجلس حقوق الإنسان، والمقررين الخاصين، إلى التحرك العاجل من أجل وقف هذه الجرائم المتواصلة بحق شعبنا، ومحاسبة المسؤولين عنها، والعمل الجاد من أجل حماية حق المقدسي في العيش الكريم في مدينته، فوق أرضه، وبين أهله.
اقتحام بلدة يعبد
وعلى صعيد آخر، أعادت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الأربعاء، فتح أبواب كنيسة القيامة في القدس المحتلة أمام الزوّار والحجاج، وذلك بعد أكثر من 12 يوماً من الإغلاق نتيجة فرض حالة التأهب القصوى عقب التصعيد العسكري مع إيران. وبالتوازي تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي فرض قيود مشددة وإغلاق أبواب المسجد الأقصى منذ الحرب الإيرانية الاسرائيلية.
كذلك انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي من بلدة يعبد جنوب غرب جنين، شمال الضفة الغربية، بعد ظهر اليوم، بعد اقتحام استمر نحو 16 ساعة، وافرجت عن جميع المحتجزين الذين تم التحقيق معهم ميدانياً، وسبق ذلك تفتيش منازل وتخريب محتوياتها. وكان مدير بلدية يعبد، محمد عبادي، قال لـ"العربي الجديد" إنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت البلدة، جنوب غرب جنين شمالي الضفة الغربية، حوالي الساعة العاشرة من ليل أمس الثلاثاء. وأوضح عبادي أنّ قوات الاحتلال أبلغت الجانب الفلسطيني عبر الارتباط الفلسطيني بفرض منع تجول شامل في البلدة حتى إشعار آخر، مشيراً إلى أن قوات الاحتلال تواصل دهم المنازل والعبث بمحتوياتها، إلى جانب احتجاز عدد من الشبان والتحقيق معهم ميدانياً، واعتقال عدد آخر. وأكد عبادي أن نحو عشر أسر في بلدة يعبد أبلغت عن تعرض منازلها للسرقة، حيث فُقدت منها مصاغات ذهبية ومبالغ مالية خلال عمليات التفتيش من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
في سياق آخر، أحرق مستوطنون، اليوم الأربعاء، مسكناً بالكامل في قرية سوسيا ببلدة يطا جنوب الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، يعود للمواطن ناصر شريتح، ولم يُبلغ عن وقوع إصابات، وفق ما أكده لـ"العربي الجديد" الناشط ضد الاستيطان أسامة مخامرة.