استشهاد شاب فلسطيني قرب قلقيلية وتصاعد وتيرة اعتداءات المستوطنين

استشهاد شاب فلسطيني قرب قلقيلية وتصاعد وتيرة اعتداءات المستوطنين

29 يناير 2023
يمعن الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون في اعتداءاتهم على الفلسطينيين (Getty)
+ الخط -

استشهد شاب فلسطيني، فجر اليوم الأحد، من قرية قوصين غرب نابلس شماليّ الضفة الغربية برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، بالقرب من مستوطنة "كدوميم" المقامة على أراضٍ في شرق قلقيلية شماليّ الضفة الغربية، بزعم محاولته التسلل إلى المستوطنة، وتنفيذ عملية إطلاق نار.

وقال رئيس مجلس قروي قوصين نائل سلمان، وهو قريب الشهيد، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "قوات الاحتلال قتلت الشاب كرم علي أحمد سلمان (18 عاماً) من قرية قوصين، واتصلت هاتفياً بوالد الشهيد واستدعته للمقابلة في مستوطنة كدوميم للتعرف إليه من خلال صورته على الهاتف، قبل إخباره بقتله، بزعم محاولته تنفيذ عملية إطلاق نار في المستوطنة".

وأشار سلمان إلى أن قوات الاحتلال تواصل حتى الآن احتجاز جثمان الشهيد، وهناك محاولات لطلب تسليم جثمانه من خلال الجهات المختصة.

ولفت إلى أن الشاب كرم أنهى الثانوية العامة العام الماضي، والتحق بدورة تدريبية في جهاز الشرطة الفلسطينية، وهو من عائلة مكونة من 5 أفراد، هم أب، وأم، والشهيد كرم، وشقيق وشقيقة، علماً بأنه الأكبر بين أشقائه.

من جانبه، أكد المتحدث باسم هيئة الشؤون المدنية الفلسطينية عماد قراقرة لـ"العربي الجديد"، أن قوات الاحتلال أبلغتهم باستشهاد الشاب كرم سلمان.

في الأثناء، أكدت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان لها الأحد، استشهاد الشاب عمر طارق علي السعدي (24 عاماً) متأثراً بجروح بالغة أصيب بها برصاص الاحتلال الحي في البطن، الخميس الماضي، خلال عدوان قوات الاحتلال على مخيم جنين، شمالي الضفة الغربية.

على صعيد منفصل، شددت قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ الليلة الماضية، وحتى صباح اليوم، من إجراءاتها العسكرية في محيط مدينة أريحا شرقيّ الضفة الغربية، بعد زعمها أن مقاومين أطلقوا النار على مطعم للمستوطنين قرب البحر الميت، ثم انسحبوا باتجاه أريحا، حيث لاحقتهم ووصلت إلى محيط مخيم عقبة جبر جنوب أريحا، بحسب ما أكدته لـ"العربي الجديد"، مصادر محلية هناك.

وأشارت المصادر إلى أن قوات الاحتلال وصلت إلى أطراف مخيم عقبة جبر، وفتشت المنطقة، بينما أغلق الشبان الفلسطينيون شوارع المخيم تحسباً لأي اقتحام، ثم انسحبت قوات الاحتلال من المنطقة، لكنها شددت من إجراءاتها في محيط أريحا.

تصاعد وتيرة اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية

في سياق آخر، نفذ المستوطنون الليلة الماضية، وفجر اليوم، سلسلة اعتداءات في مختلف أنحاء الضفة الغربية تركزت في نابلس ورام الله، حيث رشقوا المركبات الفلسطينية بالحجارة، وحاولوا الاعتداء على الفلسطينيين بغاز الفلفل، وأطلقوا الرصاص الحيّ باتجاه المنازل في الخليل، ودمروا بسطات خضار قرب مدخل قريتي عين البيضاء وبردلة بالأغوار الشمالية الفلسطينية.

وأحرق مستوطنون أجزاءً من منزل في بلدة ترمسعيا شرق رام الله، يعود لعائلة المرحوم عودة جبارة، بالإضافة إلى إحراق مركبتهم المتوقفة أمام المنزل، وتحطيم المستوطنين زجاج منازل عدة في المنطقة، وفق ما أكده الناشط عوض أبو سمرة لـ"العربي الجديد".

وأشار أبو سمرة إلى أن الاعتداء حصل بحماية قوات الاحتلال، وبعد وقت قصير من اعتداءات المستوطنين على السيارات المارة قرب البلدة، لكن الأهالي تصدوا لهم، لافتاً إلى أنه كانت ستحدث مجزرة لو كانت العائلة في منزلها.

من جانبه، أكد مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس لـ"العربي الجديد"، أن "الاعتداءات تكثفت في جنوب نابلس، حيث حاول المستوطنون إقامة بؤرة استيطانية على أراضي قرى وبلدات عقربا، ومجدل بني فاضل، وقصرة، لكن الأهالي تصدوا لهم ووقعت مواجهات أصيب فيها عدد من الأهالي. وأحرق المستوطنون 9 مركبات واعتدوا على طواقم الإسعاف، فيما تمكن الأهالي من إجبار المستوطنين على إزالة البؤرة".

وتابع دغلس أن "المستوطنين اعتدوا كذلك على السيارات المارة في شوارع بلدات جنوب نابلس، وحطموا نوافذ أكثر من مائة سيارة، وحاولوا اقتحام عدة قرى هناك، وحطموا محتويات محال تجارية في بلدة حوارة جنوب نابلس".

إلى ذلك، أصيب فلسطيني بغاز الفلفل، مساء أمس السبت، وفتاة بجروح بالحجارة في هجوم للمستوطنين على منازل ومركبات المواطنين جنوب بيت لحم جنوب الضفة، كذلك أصيب عدد من الفلسطينيين بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع، مساء السبت، خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في قرية حوسان غرب بيت لحم.

في سياق آخر، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدداً من الفلسطينيين من مناطق متفرقة من الضفة الغربية.

مواجهات واعتداءات في القدس المحتلة

من جانب آخر، اندلعت مواجهات الليلة الماضية، على نطاق واسع، في معظم أحياء القدس المحتلة وبلداتها، بين الشبان الفلسطينيين من جهة، وجنود الاحتلال والمستوطنين من جهة أخرى.

فعند المدخل الجنوبي لبلدة شعفاط شمال القدس، اندفع العشرات من المستوطنين إلى مدخل البلدة، وشرعوا بالاعتداء على مركبات المواطنين، ولدى محاولة المواطنين التصدي لهم، اعتدت عليهم قوات الاحتلال واعتقلت أحد الشبان.

وشهد مخيم شعفاط مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال بعد مسيرة انطلقت مساء السبت، وسط المخيم باتجاه منزل عائلة الشهيد خيري علقم، حيث تقيم عائلته في المخيم قبل أن تنتقل منذ سنوات للعيش في بلدة الطور.

وخلال مواجهات مخيم شعفاط، أطلقت قوات الاحتلال الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع، في وقت رد عليها الشبان بالمفرقعات النارية.

وامتدت المواجهات إلى بلدات جبل المكبر وصور باهر والعيسوية، وسط اشتباكات عنيفة هناك وإطلاق للرصاص الحيّ والمطاطي.

وخرج المئات من المستوطنين المسلحين إلى شارع رقم واحد المتاخم لحيّ الشيخ جراح، وشرعوا بالاعتداء على المركبات الفلسطينية، وسط تحذيرات من ارتكاب هؤلاء جرائم قتل ضد الفلسطينيين.

وكان المواطن الفلسطيني أسامة جابر، الذي يعمل على حافلة، قد تعرض مساء السبت لاعتداء وحشي من قبل مستوطنين في مستوطنة "النبي يعقوب"، ما أدى إلى إصابته بجروح متوسطة نقل على إثرها إلى المستشفى، كذلك تعرّض عدد من العمال لاعتداءات من قبل مئات من المتطرفين اليهود في شارع يافا وسط القدس المحتلة.

في سياق متصل، أعلنت شرطة الاحتلال منع عمال فلسطينيين من الضفة الغربية من دخول المستوطنات الإسرائيلية في القدس المحتلة، ودعت المستوطنين إلى الإبلاغ عن أي شخص وصفته بـ"المشبوه" يدخل إلى مستوطناتهم.

المساهمون