استشهاد الأسير المحرر والمبعد معتصم رداد بعد معاناة طويلة مع المرض

08 مايو 2025   |  آخر تحديث: 23:42 (توقيت القدس)
الشهيد الأسير معتصم رداد، 8 مايو 2025 (إكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- معتصم رداد، المناضل الفلسطيني، توفي في مصر بعد شهرين ونصف من الإفراج عنه ضمن صفقة تبادل، بعد أن أمضى 20 عامًا في سجون الاحتلال، حيث تعرض لجرائم طبية ممنهجة أدت إلى تدهور حالته الصحية.
- قضية رداد كشفت عن الجرائم الطبية في سجون الاحتلال، حيث حُرم الأسرى من العلاج وتحولت الرعاية الصحية إلى أداة تعذيب، مما أدى إلى استشهاد العديد منهم.
- استشهاد رداد يثير تساؤلات حول مصير الأسرى المرضى الآخرين، حيث يعانون من أمراض مزمنة وسط حرمان متعمد من العلاج.

نعت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، ومؤسسات الأسرى كافة، والأسرى في سجون الاحتلال، والمحررون في الوطن والمهجر، المناضل الجريح والأسير والمبعد والمحرر معتصم رداد (43 عاماً) من بلدة صيدا في طولكرم، الذي ارتقى مساء اليوم الخميس في مصر، بعد نحو شهرين ونصف من الإفراج عنه، ضمن الدفعة السابعة من المرحلة الأولى في صفقة التبادل التي جرت خلال شهر فبراير/ شباط من العام الجاري، وذلك بعد أن أمضى نحو 20 عاماً في سجون الاحتلال، حيث جرى إبعاده، إلى جانب العشرات من المحررين، إلى مصر.

وقالت الهيئة والنادي إنّ الشهيد رداد كان من أبرز الأسرى المرضى الذين واجهوا جرائم طبية مركّبة في سجون الاحتلال، إذ عانى من أمراض مزمنة، إلى جانب تعرّضه لعدة إصابات خلال اعتقاله عام 2006، وقد تفاقمت حالته الصحية جراء الظروف الاعتقالية القاسية التي واجهها على مدار سنوات اعتقاله. وأمضى غالبية هذه السنوات في ما يسمى بـ"عيادة سجن الرملة"، التي ارتقى فيها العديد من شهداء الحركة الأسيرة.

وأضافت الهيئة والنادي أن قضية الأسير رداد شكّلت واحدة من أبرز القضايا التي عرّت منظومة سجون الاحتلال، في استهدافها للأسرى من خلال الجرائم الطبية الممنهجة، وتحويل حقهم في العلاج إلى أداة تنكيل وتعذيب، عبر سياسات السلب والحرمان. وبلغت هذه الجرائم ذروتها منذ بدء الإبادة، إذ تعرّض رداد خلال الشهور الأخيرة من اعتقاله لعمليات تنكيل ممنهجة، كان الهدف منها قتله، حيث جرى قمعه ونقله من "عيادة سجن الرملة" إلى سجن "عوفر"، واحتُجز في زنزانة لا تتوفر فيها أدنى شروط الحياة الآدمية، ما ضاعف من تدهور وضعه الصحي. وكان رداد قد وجّه في الشهور الأخيرة من اعتقاله رسالة قال فيها: "أشعر بداخلي أنني الشهيد القادم".

ولفتت الهيئة والنادي إلى أن استشهاد رداد بعد تحرره بفترة وجيزة يعمّق التساؤل حول مصير مئات الأسرى المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة منذ سنوات، وقد تضاعف هذا التساؤل منذ بدء الإبادة، حيث شكّلت الجرائم الطبية، إلى جانب جرائم التعذيب والاعتداءات الجنسية، السبب المركزي في استشهاد العشرات من الأسرى. وأكدت أن جميع الأسرى في سجون الاحتلال يعانون من أمراض ومشكلات صحية بمستويات مختلفة، مع اتساع دائرة انتشار الأوبئة، واستمرار منظومة السجون في حرمانهم المتعمّد من العلاج، بهدف قتل المزيد منهم.

وحمّلت الهيئة والنادي الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسير المحرر والمبعد معتصم رداد الذي أصرّ الاحتلال على إبعاده رغم وضعه الصحي الصعب والحرج، وأكمل جريمته بحرمانه من عائلته إلى أن ارتقى اليوم بعيداً عن وطنه وأهله.