استشهاد أسير من الخليل في مستشفى إسرائيلي بعد أيام من اعتقاله
استمع إلى الملخص
- حذرت هيئة شؤون الأسرى من تزايد استشهاد الأسرى بسبب الظروف القاسية، حيث بلغ عدد الشهداء 314 منذ 1967.
- تعرض فلسطيني لإصابة شمال القدس وتهديد بهدم منازل في بيت حنينا، مما يفاقم معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال.
استُشهد المعتقل الجريح مصعب عبد المنعم العيدة (20 عاماً)، في مستشفى "شعاري تصيدق"، بعد أيام من إصابته برصاص قوات الاحتلال في منطقة تل الرميدة بالخليل واعتقاله لاحقاً، وعقد جلسة تمديد اعتقال له يوم أمس الأحد، في "عوفر"، رغم إصابته البالغة. وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية ونادي الأسير الفلسطيني، اليوم الاثنين، إن الهيئة العامة للشؤون المدنية الفلسطينية أبلغتهما باستشهاد المعتقل العيدة من الخليل، كما أبلغت إدارة مستشفى "شعاري تصيدق" الإسرائيلي، عائلته.
وأوضحت الهيئة والنادي، في بيان صحافي، أنّ الشهيد العيدة تعرّض لجريمة إطلاق نار على يد قوات الاحتلال يوم الخميس الماضي 21 أغسطس/ آب 2025، بهدف إعدامه ميدانياً، قبل أن يتبيّن لاحقاً أنّه معتقل ومحتجز في مستشفى "شعاري تصيدق". وأكد البيان أنّ "جريمة استشهاد المعتقل العيدة تُضاف إلى سجل منظومة التوحش الإسرائيلية التي مارست، ولا تزال تمارس، أشكال الجرائم كافة، وفي مقدمتها الإعدامات الميدانية التي بلغت ذروتها مع استمرار حرب الإبادة منذ نحو عامين".
وشدّدت الهيئة والنادي على أنّ تصاعد وتيرة استشهاد الأسرى والمعتقلين بشكل غير مسبوق في إطار حرب الإبادة المستمرة، يؤكّد مجدداً أنّ "منظومة الاحتلال ماضية في توحشها واستهداف الوجود الفلسطيني بالسياسات والأساليب والأدوات كافة، وعلى رأسها منظومة السجون التي سخّرت كل ما تملك لقتل العشرات من الأسرى والمعتقلين".
وحذر البيان من استشهاد مزيد من الأسرى، في ظل الظروف التي تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، وتعرّضهم بشكل يومي لجرائم ممنهجة، أبرزها: التعذيب، والتجويع، والاعتداءات بمختلف أشكالها، والجرائم الطبية، والاعتداءات الجنسية، وفرض ظروف تؤدي عمداً إلى إصابتهم بأمراض خطيرة ومعدية، أبرزها مرض الجرب (السكابيوس)، فضلاً عن سياسات السلب والحرمان غير المسبوقة في حدتها.
ومع استشهاد المعتقل الجريح العيدة، يرتفع عدد الشهداء من الأسرى والمعتقلين منذ بدء حرب الإبادة إلى 77 شهيداً، في إحصائية تشمل فقط من عُرفت هوياتهم، في ظل استمرار جريمة الإخفاء القسري. وبحسب هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير، فإن "هذه المرحلة هي الأكثر دموية في تاريخ الحركة الأسيرة والشعب الفلسطيني، حيث بلغ عدد شهداء الحركة الأسيرة الموثّقة هوياتهم منذ عام 1967 حتى اليوم 314 شهيداً، وبذلك، فإن عدد جثامين الشهداء الأسرى المحتجزة لدى الاحتلال بلغ 85، من بينهم 74 بعد بدء الإبادة".
وحمّلت هيئة الأسرى ونادي الأسير سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد المعتقل العيدة، وجددتا مطالبهما للمنظومة الحقوقية الدولية بضرورة اتخاذ قرارات فاعلة لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائم الحرب المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني، وفرض عقوبات واضحة تعزل الاحتلال دولياً، وتعيد للمنظومة الحقوقية دورها الأساسي الذي أُنشئت من أجله، وتضع حداً لحالة العجز المرعبة التي أصابتها خلال حرب الإبادة، وإنهاء حالة الحصانة الاستثنائية التي ما زال يتمتع بها الاحتلال وكأنه فوق القانون والمساءلة.
إصابة فلسطيني جراء اعتداء للمستوطنين شمال القدس
أكد الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمه تعاملت مع إصابة لرجل يبلغ 50 عاماً جراء اعتداء المستوطنين في منطقة جبع قرب القدس، مشيراً إلى أن يجري نقله للمستشفى. وأكد المشرف العام لمنظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو والقرى المستهدفة في فلسطين، حسن مليحات، لـ"العربي الجديد" أن مجموعات من المستوطنين المسلحين، ترافقهم قوات الاحتلال الإسرائيلي، اقتحمت مساء اليوم، منازل المواطنين في تجمع بدو العراعرة قرب بلدة جبع شرق القدس، مُحدثة حالة من الرعب والهلع بين الأهالي، فيما أصيب عطالله عراعرة خلال الاعتداءات.
على صعيد آخر، أخطرت سلطات الاحتلال، مساء اليوم، بهدم ثلاث منازل لعائلات من عرب الكعابنة، تقطن شمال بلدة بيت حنينا غرب القدس، وتعود ملكية المنازل المخطرة بالهدم لثلاثة أشقاء من عرب الكعابنة يسكنون منذ ما يزيد عن 40 عاماً في المنطقة، بحسب مليحات، مشيراً إلى أن سلطات الاحتلال سلّمت هذه العائلات إخطارات سابقة قبل ما يقارب 15 يوماً.