استشهاد أسير فلسطيني محرر بعد إصابته بالسرطان في سجون الاحتلال

استشهاد أسير فلسطيني محرر بعد إصابته بالسرطان في سجون الاحتلال

11 يناير 2021
الأسير الشهيد محمد عايد صلاح الدين (فيسبوك)
+ الخط -

استشهد الأسير الفلسطيني السابق في سجون الاحتلال الإسرائيلي محمد عايد صلاح الدين (20 عامًا)، مساء اليوم الاثنين، بعد صراع مع مرض السرطان الذي أُصيب به في سجون الاحتلال الإسرائيلي، قبل الإفراج عنه منذ عدة أشهر.

وأورد نادي الأسير، في بيان صحافي، وصلت نسخة منه إلى "العربي الجديد"، أن "الأسير صلاح الدين يُضاف إلى قائمة طويلة من الأسرى المحررين الذين قضوا بعد الإفراج عنهم، نتيجة لأمراض أُصيبوا بها جرّاء سياسات الاحتلال الممنهجة بحق الأسرى، والتي تهدف إلى قتلهم بشكلٍ بطيء، لا سيما سياسة الإهمال الطبي التي تُشكل أبرز سياسات (القتل البطيء)".

ويأتي استشهاد صلاح الدين في الوقت الذي يعاني مئات الأسرى في سجون الاحتلال من الأمراض المزمنة ومنها السرطان، وفي ظل الإعلان عن مزيد من الإصابات بالسرطان بين صفوفهم مؤخرًا.

يذكر أن صلاح الدين يبلغ من العمر 20 عامًا، وكان قد اعتقل في شهر إبريل/نيسان عام 2019، وحكم عليه الاحتلال بالسّجن مدة عامين، وفي شهر يوليو/تموز 2020 أعلن عن إصابته بالسرطان في سجون الاحتلال، وأفرج عنه في شهر أغسطس/آب 2020، بعد أن وصل إلى مرحلة صحية حرجة.

في سياق منفصل، ناشدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، في بيان لها اليوم الاثنين، ووصلت نسخة منه إلى "العربي الجديد"، مؤسسات المجتمع الدولي الحقوقية والقانونية والإنسانية ضرورة التدخل العاجل، والضغط على حكومة الاحتلال للإفراج عن الأسرى المرضى، لا سيما مرضى السرطان،وإنقاذ حياتهم.

يقبع حالياً داخل سجون الاحتلال ما يقارب 700 أسير مريض، من بينهم 300 أسير مصاب بأمراض مزمنة

وأوضحت الهيئة أنه يقبع حالياً داخل سجون الاحتلال ما يقارب 700 أسير مريض، من بينهم 300 أسير مصاب بأمراض مزمنة، وأكثر من اثني عشر أسيراً يعانون من مرض السرطان بدرجات متفاوتة.

وأشارت الهيئة إلى أنه تم الإعلان مؤخراً عن إصابة الأسير حسين مسالمة (37 عاماً)، من مدينة بيت لحم، بسرطان الدم (اللوكيميا)، ليرتفع بذلك عدد الأسرى المرضى المصابين بالسرطان داخل سجون الاحتلال.

وأعربت هيئة الأسرى عن قلقها من تدهور الحالة الصحية للأسير مسالمة، المعتقل منذ عام 2002 والمحكوم بالسجن 20 عاماً، خاصة أن الأسير كان يعاني في الفترة السابقة من آلام وأوجاع حادة في البطن، لكن إدارة المعتقل لم تكترث لوضعه وماطلت بتحويله للمستشفى لتشخيص حالته وتلقي العلاج، لتتبين إصابته بعد ذلك بالسرطان، وهو يقبع حالياً داخل مشفى "سوروكا" الإسرائيلي، وجرى نقله قبل أيام لتلقي أولى جلسات العلاج الكيميائي.

ولفتت الهيئة إلى أن إدارة سجون الاحتلال تمعن في انتهاك الأسرى المرضى طبياً في مختلف المعتقلات، فهي تتعمد استهدافهم بإهمال أوضاعهم الصحية وعدم تقديم العلاج الناجع لهم والاستهتار بأرواحهم. ومع تفشي فيروس كورونا وازدياد أعداد الإصابات بين صفوف الأسرى، أصبح هناك قلق واضح على مصير الأسرى المرضى ذوي المناعة المتهالكة، كحال مرضى السرطان، خاصة أن إدارة سجون الاحتلال تحتجزهم بأقسام تفتقر إلى أدنى شروط الصحة والسلامة وتعتبر بيئة حاضنة لانتشار الفيروس.

على صعيد آخر، قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية في بيان منفصل، اليوم الاثنين، "إن الأسير عمر فهمي خرواط يواجه العزل الانفرادي في زنازين معتقل (هشارون) منذ قرابة الشهر".

وأوضحت الهيئة أن إدارة سجون الاحتلال كانت أصدرت قراراً بتجديد أمر عزل الأسير خرواط، بعد 20 يوماً على إنهاء عزله الانفرادي السابق والذي استمر لأكثر من ثمانية أشهر، حيث، خلال شهر مارس/ آذار من عام 2020، أقدمت إدارة معتقلات الاحتلال على عزل أربعة أسرى من الهيئة التنظيمية لحركة "فتح" في معتقل "ريمون" بشكل تعسفي، وهم: حاتم القواسمة، وأسامة اسعيد، وإبراهيم عبد الحي، بالإضافة إلى الأسير عمر خرواط، وجرى نقلهم بعدها إلى سجون أخرى.

وأضافت الهيئة أن الأسير خرواط جرى عزله في البداية داخل معتقل "ريمون"، ومن ثم نُقل إلى عزل "أيالون-الرملة" وبعدها إلى زنازين "مجدو"، وفيما بعد صدر أمر بإنهاء عزله ونقله إلى أقسام الأسرى بمعتقل "شطة"، ليعيد الاحتلال بعدها عزله مرة أخرى لذرائع واهية.

ولفتت الهيئة إلى أن الأسير خرواط، بالرغم من الأوضاع الاعتقالية الصعبة التي يعيشها، إلا أنه بصحة جيدة ويتمتع بمعنويات عالية، لكنه محروم من الخروج إلى الفورة، وذلك لأن إدارة المعتقل تعمدت تخصيص ساعة الفورة له في ساعات مبكرة.

وأعربت الهيئة عن قلقها من استمرار سياسة العزل التي تتخذها إدارة معتقلات الاحتلال بحق الأسرى الفلسطينيين تحت حجج واهية، والتي تصاعدت في الآونة الأخيرة واستهدفت العديد من القادة والكوادر التنظيمية، مؤكدة أن زنازين العزل بمثابة قبور للأحياء، تنتهك الأسير جسدياً ومعنوياً وتُلحق الأذى به بشكل مبرمج وممنهج.

من الجدير ذكره أن الأسير خرواط (49 عاماً)، من الخليل جنوبي الضفة الغربية، معتقل منذ عام 2002، ومحكوم بالسجن المؤبد أربع مرات.