استئناف مفاوضات فيينا اليوم وسط تصعيد أميركي وإسرائيلي ضد إيران

استئناف مفاوضات فيينا اليوم وسط تصعيد أميركي وإسرائيلي ضد إيران

09 ديسمبر 2021
وصل كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني إلى فيينا (جو كلامار/فرانس برس)
+ الخط -

بعد توقف دام خمسة أيام، تُستأنف الجولة السابعة من مفاوضات فيينا، اليوم الخميس، وسط إصرار إيران على مسودتي مقترحاتها ورفضهما من قبل الأميركيين والأطراف الأوروبية، وتحذيرات غربية من أنها "آخر فرصة" للعودة للاتفاق النووي، فضلاً عن تصعيد الولايات المتحدة وإسرائيل تهديداتهما ضد طهران، والحديث عن تدريبات عسكرية ضخمة وخطط لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية في حال فشل المفاوضات.

ويفترض أن يتلقى الوفد الإيراني، اليوم الخميس، رسمياً إجابات بقية الأطراف على مسودتي المقترحات بشأن رفع العقوبات والمسائل النووية، اللتين قدمهما الأسبوع الماضي.

ووصل كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني إلى فيينا، وسيلتقي، صباح الخميس، منسق المفاوضات نائب مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي أنريكي مورا، ورئيسي الوفدين الصيني والروسي.

وبعد هذه اللقاءات الثنائية، من المقرر أن تعقد اللجنة المشتركة للاتفاق النووي اجتماعاً في فندق "قصر كوبورغ"، ظهر الخميس، على مستوى رؤساء الوفود ونواب وزراء الخارجية للدول الأعضاء، وهي إيران وروسيا والصين، وفرنسا وبريطانيا وألمانيا. ويترأس الاجتماع أنريكي مورا، باعتباره منسق اللجنة والمفاوضات. 

اتصال بين بوريل وعبداللهيان

وقبيل استئناف مفاوضات فيينا بساعات، ولحساسية الموقف، أجرى مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، اتصالا هاتفيا مع وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، شرح فيها التحديات التي تواجهها المفاوضات، محذر من أنها "يمكن أن تضر بها". 

وأعرب بوريل عن أمله في أن "تسير المفاوضات نحو التوصل لاتفاق عبر مساع جميع الأطراف وتعاونهم"، مؤكداً أن "المفاوضات يجب أن تكون واقعية ويشعر فيها الطرفان بأنها تتقدم"، مع حديثه عن أنه أبلغ أيضاً الأطراف الأميركية والأوروبية بذلك. 

وأكد بوريل، وفق بيان للخارجية الإيرانية، على أهمية "التعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية"، مرحبا بـ"مواصلة الاتصالات والحوارات بين الطرفين". ودعا مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، إيران إلى "رفع المخاوف من برنامجها النووي". 

من جهته، أكد وزير الخارجية الإيراني أن بلاده لديها "حسن نية وجدية للتوصل إلى اتفاق جيد"، معلناً أنها تتعاون عن قرب مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وكاشفاً عن أن وفدا من منظمة الطاقة الذرية الإيرانية يقصد فيينا للقاء مسؤولي الوكالة. 

وانتقد أمير عبداللهيان مواقف الترويكا الأوروبية، فرنسا وبريطانيا وألمانيا، الشريكة في الاتفاق النووي، متهماً إياها باتخاذ "مواقف سياسية وإعلامية سلبية وغير بنّاءة"، مع تأكيده أنها "ستعقّد الوضع أكثر وستبطئ مسار الاتفاق". 

غير أن الوزير الإيراني أشاد بالمواقف الروسية والصينية، معتبراً أنها "واقعية وبنّاءة"، ومشيراً إلى مسودتي المقترحات التي قدمتها طهران الأسبوع الماضي لأطراف المفاوضات في فيينا، وقال إن "الزملاء الأوروبيين لو كانوا قد طالعوا هذه النصوص من دون أحكام مسبقة وبدقة لانتبهوا إلى أنها مقترحات في إطار الاتفاق النووي وتنبني على المباحثات غير المكتملة" خلال الجولات السابقة.  

وانتقد أمير عبداللهيان ما وصفه بأنه "استمرار نهج غير عملي للغرب حتى خلال مفاوضات فيينا"، مؤكداً: "لم نتلق بعد أي مقترح بنّاء للمضي إلى الأمام من الطرف الآخر، وهذا ما يتعارض مع إعلانهم أنهم يشاركون في المفاوضات بجدية". 

وواصل وزير الخارجية الإيراني انتقاداته للأطراف الغربية، قائلاً إنه "خلال السنوات الثماني الماضية، أطلقوا أقوالاً ووعوداً فارغة بقدر كاف، لكن اليوم قد حان وقت العمل، ونحن نسعى للوصول إلى اتفاق جيد وجاد". 

وبشأن برنامج إيران النووي ودعوة بوريل إلى رفع المخاوف بشأنها، أكد حسين أمير عبداللهيان أن هذا البرنامج "سلمي بالكامل، لكن رفع المخاوف النووية يرتبط مباشرة برفع كامل للعقوبات المرتبطة بالاتفاق النووي". 

وأضاف: "نشك في أنه إذا كان الطرف الغربي مستعداً لرفع العقوبات، وعما إذا كان يسعى فقط لرفع مخاوفه من جانب واحد".

وقال وزير الخارجية الإيراني، في المحادثة الهاتفية مع بوريل، أن كبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري كني والوفد المرافق له، "سيبقون في فيينا إلى أي وقت يلزم للتفاوض مع مجموعة 1+4 للتوصل إلى اتفاق". 

إلى ذلك، أعلنت الخارجية الأميركية، مساء الأربعاء، أن المبعوث الأميركي للشأن الإيراني، روبرت مالي، سيشارك في مفاوضات فيينا للتفاوض غير المباشر بشأن الملف النووي الإيراني.

وأملت الخارجية الأميركية أن تقدم إيران "خطة جديدة" بعد استئناف المفاوضات، معلنة أنه "يجب علينا أن نعرف ما إذا كان الإيرانيون سيعودون إلى المفاوضات بحسن نية". وأكدت أن "الحل الدبلوماسي هو الأفضل" للتعامل مع الملف النووي الإيراني، معبّرة عن قناعتها بأن "العودة المتبادلة لتنفيذ الاتفاق النووي ما زال خياراً قابلاً للتطبيق".

الفرصة الأخيرة

وبعد توقف دام خمسة أشهر، استأنفت طهران وواشنطن المفاوضات غير المباشرة لإحياء الاتفاق النووي في فيينا، الاثنين الموافق لـ29 نوفمبر/تشرين الثاني، بواسطة أطراف الاتفاق المشكّلة من الصين وروسيا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا، وانتهت المفاوضات، الجمعة الماضي، من دون نتيجة، وسط امتعاض أميركي وأوروبي من المقترحات الإيرانية، على أن تستأنف المفاوضات اليوم الخميس في إطار الجولة السابعة، التي اعتبرتها وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تراس، أمس الأربعاء، "آخر فرصة" لطهران للعودة إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015. 

وشهدت الأيام الأخيرة تطورات وتحركات واتصالات مكثفة بين مختلف الأطراف، منذ الجمعة الماضي حين توقفت المفاوضات، منها زيارة كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني لروسيا، واتصالاته مع نائب رئيس مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي إنريكي مورا، فضلاً عن مناقشة الرئيسين الأميركي والروسي، جو بايدن وفلاديمير بوتين، الملف النووي الإيراني ومفاوضات فيينا خلال اتصالهما المرئي، قبل أمس الثلاثاء.

إضافة إلى فرض واشنطن، الثلاثاء، عقوبات جديدة على أشخاص وكيانات إيرانية في خطوة لها دلالاتها في هذا التوقيت قبيل استئناف المفاوضات في إطار الجولة الجديدة. غير أن إيران ردت عليها على لسان المتحدث باسم الخارجية سعيد خطيب زادة بالقول إنّ العقوبات الأحدث التي فرضتها الولايات المتحدة على كيانات إيرانية "لن تمنح ورقة ضغط، وتنبئ بانعدام الجدية وحسن النية".  

تهديدات أميركية إسرائيلية

وفي خطوة لافتة، تستأنف مفاوضات اليوم الخميس في فيينا على وقع تصاعد التهديدات الأميركية والإسرائيلية ضد البرنامج النووي الإيراني، خلال الساعات الأخيرة، حيث ذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية الرسمية (كان)، الليلة الماضية، أن سلاح الجو الإسرائيلي يستعد لإجراء تدريبات ضخمة ومكثفة ستنطلق في غضون ستة أشهر تحاكي هجوماً على إيران.

وفي تقرير أعده مراسلها العسكري روعي شارون، أشارت القناة إلى أن التدريبات التي ستشارك فيها عشرات الطائرات ستكون من أكبر التدريبات التي أجراها سلاح الجو الإسرائيلي منذ تأسيسه.

وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم"، الخميس، عن مسؤول أميركي قوله إن وزير الأمن الإسرائيلي بني غانتس، ووزير الدفاع الأميركي لويد أوستين، سيبحثان في لقائهما غداً في واشنطن إمكانية إجراء مناورة عسكرية مشتركة تحاكي هجوماً على المنشآت النووية الإيرانية.

في الأثناء، نقلت "رويترز"، الخميس، عن مسؤول أميركي قوله إن المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين سيبحثون تنفيذ تدريبات عسكرية مشتركة، مشيراً إلى أن الهدف منها هو التحضير لـ"تدمير" المنشآت النووية الإيرانية بحال حدوث "السيناريو الأسوأ".

وتابع المسؤول الأميركي، الذي لم تكشف هويته، أن "البنتاغون" الأميركي أطلع مستشار الأمن القومي جيك سوليفان على خطط وخيارات عسكرية لمهاجمة إيران، معتبراً أنها "تضمن منع إيران من إنتاج سلاح نووي". 

المساهمون