استئناف مفاوضات فيينا النووية غداً وسط تفاؤل باتفاق محتمل

استئناف مفاوضات فيينا النووية غداً وسط تفاؤل باتفاق محتمل

16 يناير 2022
تستأنف مفاوضات فيينا على مستوى رؤساء الوفود (أليكس هلادا/فرانس برس)
+ الخط -

من المقرر أن تستأنف، غداً الإثنين، مفاوضات فيينا على مستوى رؤساء الوفود المشاركة فيها في إطار الجولة الثامنة، وسط تفاؤل بالتوصل إلى اتفاق محتمل.

وكان وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، قال يوم الجمعة، إن أجواء المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي باتت "أفضل" مما كانت عليه قبل عيد الميلاد، مشيراً إلى "احتمال" التوصل إلى اتفاق في فيينا.

وتوقفت المفاوضات على هذا المستوى، مساء الجمعة، بعدما اتفق كبار المفاوضين على العودة إلى بلدانهم للتشاور. لكن المفاوضات استمرت على مستوى لجان الخبراء لإيجاد حلول للقضايا الخلافية حول الملفات الأربعة، وهي رفع العقوبات والتعهدات النووية وآليات التحقق والضمانات.

وذكرت وكالة "نور نيوز" الإيرانية المقربة من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، اليوم الأحد، أن أطراف المفاوضات "على الرغم من وجود خلافات كثيرة في مختلف القضايا، نجحوا في التوصل إلى حلول ملحوظة لرفع هذه الخلافات". 

وأكدت الوكالة أنه "ما لم يتم الاتفاق على كل شيء فلن يحصل اتفاق على أي شيء". 

وكانت مصادر مطلعة قد كشفت، الجمعة الماضي، لـ"العربي الجديد"، أن رؤساء الوفود سيحملون معهم إلى العواصم ورقة "تفاهمات" حول بعض القضايا للتشاور بشأنها، من دون الكشف عن طبيعة هذه التفاهمات أو القضايا التي سيتم التشاور بشأنها.

وأوضحت المصادر أن رؤساء الوفود سيتشاورون أيضاً بشأن "حلول أكثر جدية" طرحت خلال الأيام الأخيرة بشأن القضايا الأكثر أهمية. 

وفي اليوم نفسه، قبل الاتفاق على وقف المفاوضات ليومين على مستوى رؤساء الوفود، كشفت مصادر مواكبة لمفاوضات فيينا لـ"العربي الجديد"، أن "المباحثات خلال اليوم الأخير (الخميس) عادت إلى مسار التقدم، بعدما راوحت إلى حد ما في مكانها لبضعة أيام"، مشيرة إلى أن الكثير من الأقواس (الخلافات) في المسودات ما زالت مفتوحة ولم تغلق". 

غير أن هذه المصادر، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، أشارت إلى "طرح حلول أكثر جدية من قبل، خلال يومي الخميس والجمعة الماضيين، لإغلاق المزيد من هذه الأقواس"، مضيفة أن "عددها في طور التراجع لكن العملية تتم ببطء". 

وأشارت إلى أن المفاوضات خلال اليوم الأخير بحثت "آليات تنفيذ أي اتفاق محتمل"، إلى جانب مناقشة "القضايا العالقة" المرتبطة بالملفات الأربعة. 

وأمس السبت، أكدت وكالة "إرنا" الإيرانية، صحة المعلومات التي نقلها "العربي الجديد"، فنقل مراسلها في فيينا عن "مصدر مطلع" أن "الوفود تتفاوض بشأن آليات التنفيذ والتسلسل للاتفاق المحتمل". 

وأضاف المصدر، الذي لم يكشف عن هويته، أن "الكثير من النقاط الخلافية خلال مفاوضات رفع العقوبات قد عولجت"، قائلاً إن "المفاوضات وصلت إلى مرحلة التفاوض بشأن القضايا الصعبة، وأنه كيف يمكننا تحويل الاتفاق المبدئي بشأن القضايا التي اتفقت عليها إلى كلمات وإدراجها في وثيقة". 

وانطلقت مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق النووي يوم الثاني من إبريل/نيسان الماضي. وتُعقد المفاوضات بالأساس بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، لكن بعد رفض الأولى إجراء أي مفاوضات مباشرة مع الثانية، يتفاوض الطرفان بشكل غير مباشر، إذ يجتمع الوفد الإيراني مع بقية وفود أعضاء الاتفاق النووي، الصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، في إطار اللجنة المشتركة للاتفاق برئاسة نائب مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، أنريكي مورا، فيقوم الأعضاء الخمسة بدور ساعي البريد بين طهران وواشنطن ويبادلون الرسائل بينهما، لتقريب وجهات النظر والتوصل إلى حل وسط. 

وانعقدت سبع جولات من المفاوضات حتى الآن وجولتها الثامنة بدأت منذ 27 الشهر الماضي وهي مستمرة حتى الآن وهي أطول الجولات. 

وتهدف المفاوضات إلى إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 من خلال عودة الولايات المتحدة إليه ورفعها العقوبات المفروضة على إيران منذ انسحابها من الاتفاق عام 2018، فضلاً عن عودة إيران إلى التزاماتها النووية التي أوقفتها خلال السنوات الأخيرة رداً على تداعيات الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي.