الاحتلال يستأنف حرب غزة | شهداء بقصف منازل وخيام نازحين في مناطق مختلفة

تلقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، اتصالاً هاتفياً من رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، إذ تناول الاتصال الأوضاع الإقليمية في المنطقة، لا سيّما التطورات الجارية في قطاع غزة. واستعرض السيسي الجهود المصرية الرامية إلى وقف إطلاق النار في القطاع، مشدداً على رفض بلاده القاطع محاولات تهجير الفلسطينيين من أرضهم، وذلك وفق بيان صادر عن الرئاسة المصرية.

وشدد الجانبان على رفضهما القاطع للعمليات العسكرية الإسرائيلية الجارية في غزة، وضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، وإنهاء التوغل الإسرائيلي البري في القطاع، إلى جانب حتمية إنفاذ المساعدات الإنسانية. وحسب البيان الرئاسي، أعرب سانشيز عن ترحيب إسبانيا بالخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، وتوافق بلاده الكامل مع الموقف المصري الرافض لتهجير الفلسطينيين أو تصفية القضية الفلسطينية، وتوافق الجانبان على أهمية تنفيذ حل الدولتين ضماناً وحيداً لتحقيق الأمن والاستقرار لشعوب منطقة الشرق الأوسط.

وتناول الاتصال أيضاً الأوضاع في سورية ولبنان، مع التأكيد على أهمية الحفاظ على استقرار البلدين، ووحدة وسلامة أراضيهما، كما شهد الاتصال تأكيداً على عمق العلاقات المصرية – الإسبانية، والإشادة بالتطور الملحوظ الذي تشهده العلاقات بين البلدين، والرغبة في تعزيز التعاون في مختلف المجالات، وتكثيف التشاور والتنسيق بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

بحث العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة محمد بن زايد آل نهيان، في أبوظبي، اليوم الثلاثاء، المستجدات بالمنطقة، خاصة الجهود المبذولة لوقف الحرب على غزة، واستئناف دخول المساعدات الإنسانية، ووقف التصعيد في الضفة الغربية، ورفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أرضهم.

وبحسب الموقع الرسمي للديوان الملكي الأردني، فقد جرى التأكيد خلال اللقاء على إدامة التنسيق حيال مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما يحقق مصالح البلدَين ويسهم في تعزيز أمنهما واستقرارهما، وخدمة القضايا العربية، والحرص على توسيع آفاق التعاون، بما يحقق تطلعات شعبيهما الشقيقَين.

من جهة أخرى، أكد ملك الأردن خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، اليوم الثلاثاء، ضرورة تكثيف الجهود الدولية لوقف الهجمات الإسرائيلية على غزة فوراً، وشدد على ضرورة أن يتحرك المجتمع الدولي لإلزام إسرائيل باتفاق وقف إطلاق النار بغزة في جميع مراحله، واستئناف إيصال المساعدات الإنسانية.

وحذر من خطورة استمرار الحرب على حياة المدنيين الأبرياء، وتفاقم الوضع الإنساني الكارثي الذي يعيشه أهالي قطاع غزة، وتفجر الأوضاع في المنطقة، وأعاد التأكيد على موقف الأردن الرافض لتهجير الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، مبيناً أنه لا سلام ولا استقرار في المنطقة دون حل عادل للقضية الفلسطينية، على أساس حل الدولتين.

شهدت ولاية كوتاهيا غربي تركيا، الثلاثاء، تظاهرة منددة باستئناف إسرائيل حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة. وتجمع مواطنون وقياديون من حزب العدالة والتنمية الحاكم، أمام مقر الولاية، متوشحين الكوفية والعلم الفلسطيني.

وفي تصريحات صحافية أدلت بها خلال التظاهرة، دعت سودة نور قرة بجق تشاقيجي، رئيسة الفرع النسائي لحزب العدالة والتنمية بولاية كوتاهيا، إلى مواصلة مقاطعة منتجات الشركات الداعمة للحرب الإسرائيلية على غزة. وشددت على أهمية المقاطعة بوصفها حدى الوسائل لمواجهة الحرب الإسرائيلية. واختتم المشاركون التظاهرة بإطلاق بالونات في السماء بعد ربطها برسائل كتبوا فيها تمنياتهم بحرية فلسطين.

قالت متحدثة باسم الأمم المتحدة اليوم الثلاثاء إن المنظمة الدولية ستخفض عدد موظفيها الدوليين في غزة بنحو الثلث مشيرة إلى مخاوف تتعلق بالسلامة. وقالت أليساندرا فيلوتشي، المتحدثة باسم الأمم المتحدة، في مؤتمر صحافي بجنيف "نسعى لخفض عدد الموظفين الدوليين بنحو الثلث، والسبب في ذلك يعود في الواقع إلى أن الأمين العام (أنطونيوغوتيريس) لا يملك ضمان سلامة موظفي الأمم المتحدة"، وذكرت أن هذا يعني حوالي 30 من أصل 100 موظف دولي. وأضافت أن الوكالات ذات الصلة تشمل برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف".

عبّر الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ الثلاثاء عن صدمته من أن قضية المحتجزين في قطاع غزة لم تعد أولوية قصوى في الكيان. وقال هرتسوغ في مؤتمر بتل أبيب "أنا مصدوم حقاً كيف أن قضية الرهائن لم تعد في قمة أولوياتنا وفي مقدمة الأخبار فجأة". وأضاف "يجب علينا... ألا نفقد التركيز، (..) على كل ما يتعلق بإعادة الرهائن إلى ديارهم، حتى آخر واحد منهم". ولا يزال 58 محتجزاً من أصل 251 محتجزين في غزة بينهم 34 أعلن الجيش الإسرائيلي أنهم قضوا.

أعربت الكويت عن إدانتها واستنكارها "الشديدين" لإعلان سلطات الاحتلال الإسرائيلي إنشاء وكالة خاصة تهدف إلى تهجير الفلسطينيين قسراً من قطاع غزة، بالإضافة إلى المصادقة على فصل 13 حياً استيطانياً غير قانوني في الضفة الغربية، تمهيداً لشرعنتها بصفة مستوطنات استعمارية.

وقالت وزارة الخارجية في بيان، إن هذه الخطوات تمثل استمراراً لسياسات التهجير القسري والانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية، ولا سيما قرار مجلس الأمن رقم 2334 الذي يرفض صراحة الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية، ويدين محاولات تغيير الطابع الديمغرافي للأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية.

وشددت على ضرورة قيام المجتمع الدولي بـ"مسؤولياته القانونية والإنسانية لردع سلطات الاحتلال عن اعتداءاتها المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني الشقيق، والعمل الجاد لوقف هذه الانتهاكات ودعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو/ حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".

نفى وزير الاتصال الحكومي، الناطق باسم الحكومة الأردنية محمد المومني، تقديم الأردن مقترحاً لإخراج عدد من الفلسطينيين من غزة. وقال المومني في مؤتمر صحافي، إن الاتهام الذي وُجّه للأردن بأنه قدم هذا المقترح هو اتهام كاذب وغير صحيح.

وجرى خلال اليومين الماضيين تداول أخبار تفيد بأن الأردن اقترح خطة لإبعاد 3 آلاف عضو من "حماس" وجناحها العسـكري من قطاع غزة مقابل إنهاء العدوان المستمر على القطاع. وأضاف الناطق باسم الحكومة الأردنية، أن السياسة الأردنية واضحة، وهي تثبيت الفلسطينيين في أرضهم.

وتابع: "سياستنا جوهرها تثبيت الشعب الفلسطيني على أرضه، وهذا عنوان المرحلة، ومتطلب أساسي نحو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو/ حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وأن يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه الوطنية المشروعة، يعلوها على الإطلاق حقّه في تقرير المصير وإقامة دولته على ترابه الوطني.

استُشهد 26 فلسطينياً على الأقل وأصيب آخرون في سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت منازل وخيام نازحين وتجمعات مدنيين في مختلف مناطق قطاع غزة منذ فجر اليوم. وأفادت مصادر طبية وشهود عيان لـ"الأناضول"، باستشهاد 26 فلسطينياً وإصابة آخرين في هجمات إسرائيلية متواصلة ضمن تصعيد تل أبيب إبادتها الجماعية منذ 18 مارس/ آذار الحالي.

ففي محافظة خانيونس، جنوبي القطاع، قتلت إسرائيل 11 فلسطينياً وأصابت آخرين في أربع غارات على منزل وثلاثة خيم تؤوي نازحين، بحسب مصادر طبية وشهود عيان. واستهدفت الغارة الأولى خيمة لعائلة الإنشاصي في مدينة حمد (غرباً)، وأسفرت عن استشهاد خمسة فلسطينيين، فيما أسفرت الغارة الثانية التي استهدفت خيمة لعائلة ديب عن استشهاد فلسطينيين اثنين.

كما شنت مقاتلات إسرائيلية غارة ثالثة على خيمة في مدينة حمد أيضاً، ما أسفر عن استشهاد 3 فلسطينيين، فيما استُشهد فلسطيني في قصف إسرائيلي استهدف تجمعاً لمدنيين في شارع النص (غرباً). وقال شهود عيان إن الجيش الإسرائيلي استهدف منزلاً في حي أبو طعيمة في بلدة عبسان الكبيرة، شرقي خانيونس، ما أسفر عن وقوع إصابات.

وفي وسط القطاع، قتلت إسرائيل ثمانية فلسطينيين وأصابت آخرين في قصف على منزل لعائلة أبو الروس في مخيم البريج. أما في محافظة غزة، فاستشهد أربعة فلسطينيين وأصيب آخرون في غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً في حي الصبرة (جنوباً)، بحسب مصدر طبي. وأفاد شهود عيان بأن قصفاً إسرائيلياً استهدف عمارة سكنية في حي الزيتون قرب مسجد الفاروق، ما أسفر عن وقوع إصابات. وفي محافظة الشمال، قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي 3 فلسطينيين وأصاب آخرين في قصف على منزل لعائلة عليان في بلدة بيت لاهيا.

دعا مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير)، وسائل الإعلام في الولايات المتحدة إلى إدانة هجمات إسرائيل على الصحافيين بقطاع غزة. جاء ذلك في بيان صادر عن المجلس، عقب مقتل الصحافيين حسام شبات ومحمد منصور في هجمات إسرائيلية.

وأوضح البيان أن الصحافيين يتم استهدافهم وقتلهم في غزة لأنهم يسلطون الضوء على وحشية إسرائيل في القطاع. وأضاف: "يجب أن تكون حياة الصحافيين المسلمين والفلسطينيين وغير البيض مهمة بالنسبة للمنظمات الإعلامية، تماماً كما هي حياة الصحافيين البيض أو الأوروبيين أو المسيحيين".