ازدهار سياحة المترشحين من حزب إلى آخر في المحليات الجزائرية

الجزائر.. ازدهار سياحة المترشحين من حزب إلى آخر في الانتخابات المحلية

16 نوفمبر 2021
بن قرينة: الحركة عملت على توسيع باب الترشح أمام كل الشباب والكفاءات(العربي الجديد)
+ الخط -

أظهرت قوائم الأحزاب السياسية والمترشحين في انتخابات المجالس البلدية والولائية في الجزائر، حالة من التجوال السياسي وتبادل المواقع بين المترشحين من حزب إلى آخر.

وأظهرت أحزاب سياسية انفتاحا كبيرا بضمها عددا كبيرا من المترشحين لم تكن لهم أية علاقة عضوية أو تنظيمية وسوابق نضالية بالأحزاب التي ترشحوا فيها، كما أن عددا من المترشحين ترشحوا لدواع انتخابية في قوائم أحزاب تتناقض تماما مع مواقفهم وقناعاتهم السياسية.

عدد من المترشحين ترشحوا لدواع انتخابية في قوائم أحزاب تتناقض تماماً مع مواقفهم وقناعاتهم السياسية

 

أكثر الأحزاب السياسية التي أبدت انفتاحا كبيراً واستقطبت مترشحين كانوا قد نشطوا أو ترشحوا في أحزاب أخرى، هي حركة "البناء الوطني"، (حزب إسلامي)، والتي ضمت في مجموع قوائمها مرشحين لا تربطهم علاقات نضالية بالحركة، في محاولة منها لاستيعاب الشباب والطلبة والكفاءات، بغض النظر عن بعض المعايير التي اعتادت الأحزاب الإسلامية تطبيقها عند تشكيل قوائمها. 

ودافع رئيس الحركة عبد القادر بن قرينة في تجمع انتخابي بمدينة بريكة شرقي الجزائر، على هذا الخيار، وقال إن الحركة عملت على توسيع باب الترشح أمام كل الشباب والكفاءات الجامعية والمهنية، مشيرا إلى أن القوائم التي أعدتها الحركة لم تتضمن أي مرشح من أصحاب المال.

ويرفض السكرتير الأول السابق لجبهة القوى الاشتراكية محمد حاج جيلاني وصف انتقاله للترشح في أكبر حزب موال للسلطة، جبهة التحرير الوطني، ويقدم مبررات لذلك بكونه دخل في حالة تحالف مع قائمة جبهة التحرير فقط، إلا أن حالته قدمت في المشهد الانتخابي في الجزائر، كأكبر حالة تجوال سياسي، بحكم منصبه السياسي السابق. 

ومثّل جيلاني، هناك الكثير من المترشحين الذين كانوا ترشحوا في الانتخابات النيابية الماضية في صفوف أحزاب سياسية قبل أن يغيروا دفة الترشح في الانتخابات المحلية إلى أحزاب أخرى.  

ويلمح رئيس حركة "مجتمع السلم"، كبرى الأحزاب الاسلامية في الجزائر، عبد الرزاق مقري، بشكل مستمر في مجموع خطاباته خلال الحملة الانتخابية، إلى ظاهرة التجوال السياسي بين الأحزاب في الانتخابات، لكنه يرى أن حزبه وضع معايير محددة للقبول بمرشحين في قوائم الحركة.

وقال مقري "جئنا بالرجال والبرامج، فنسجنا قوائمنا بخيوط الشورى والتبصر لنخرج للجزائريين الأفضل والأكفأ والأصلح، ولا نتدخل في اختيار الأسماء والقوائم، بل نعطي توجيهات ونركز على مشاورة المواطنين ونثق في قادتنا المحليين في الاختيار، والذين ترشحوا في قوائم الحركة من غير مناضليها رجال يشبهوننا ونشبههم، اختاروا الحركة لقيمها وفكرتها وبرنامجها فمرحبا بهم، هم منا ونحن منهم".

حزب "صوت الشعب" الذي أسس حديثا ويخوض للمرة الأولى انتخابات محلية، كان مضطرا في غياب قاعدة نضالية، إلى القبول بترشح أشخاص ينتمون إلى أحزاب أخرى، رفضت أحزابهم ترشحيهم أو قرروا لاعتبارات شخصية تغيير الحزب. 

وكشف رئيس الحزب لمين عصماني عن حالة تجوال سياسي لافتة، ضمن بيان كان وجهه إلى السلطة المستقلة للانتخابات، تتعلق بثلاثة من المترشحين في صفوف حزبه، تم رفضهم ليُفاجأ بوجودهم مترشّحين في حزب آخر، كما أن عددا من إطارات حزب جبهة التحرير الوطني الذين ترشحوا في قوائم مستقلة في الانتخابات النيابية الماضية، رفض الحزب السماح لهم هذه المرة بالترشح في قوائم الحزب، ما دفعهم إلى تقديم ترشحهم في أحزاب أخرى.

بلعيد: كثير من الأحزاب السياسية حدث لها نوع من الانكشاف السياسي بعد الحراك الشعبي

 

ويعتقد الباحث الجامعي كمال بلعيد أن ظاهرة التجوال الانتخابي برزت بشكل أكبر في الانتخابات البلدية الأخيرة، لعدة أسباب وهي أن كثيراً من الأحزاب السياسية حدث لها نوع من الانكشاف السياسي بعد الحراك الشعبي 2019، بحيث لم تعد الإطار الأمثل للترشح والعمل السياسي بالنسبة للشباب، وهذا شجع على انتقال المترشحين إلى القوائم المستقلة.

وأشار بلعيد إلى" وجود عامل آخر مرتبط بضعف المؤسسة الحزبية في الجزائر بشكل عام، إذ إن غالبية الأحزاب السياسية، ما عدا أحزاب قليلة جداً، ليست لها قواعد شعبية ثابتة ولا تمثل محضنا لتكوين الإطارات السياسية التي يمكن أن تستفيد منها في الاستحقاقات الانتخابية، وهو ما يدفعها إلى البحث عن مرشحين مهما كانت صفاتهم لتقديمهم باسمها".

المساهمون