ارتياح ألماني لقرار بايدن تعليق خفض القوات الأميركية على أراضيها

ارتياح ألماني لقرار بايدن تعليق خفض القوات الأميركية على أراضيها

05 فبراير 2021
تعد ألمانيا ثاني أكبر مقر للقوات الأميركية في الخارج بعد اليابان (Getty)
+ الخط -

رحّبت الحكومة الألمانية، اليوم الجمعة، بقرار الرئيس الأميركي جو بايدن تعليق سحب جزء من القوات المسلحة الأميركية الموجودة على الأراضي الألمانية.

وأشار المتحدث باسم الحكومة شتيفان زايبرت، أمام الصحافيين، إلى أن "وجود هذه القوات في بلادنا كان محل قناعة دائمة من قبلنا بأنه يخدم الأمن في أوروبا وعبر ضفتي الأطلسي، وهذا يصب في مصلحتنا المشتركة".
وأضاف: سنواصل بالطبع مراقبة تطور القوات الأميركية في ألمانيا وأوروبا. وعلى ما يبدو، فإن بايدن أراد بهذا القرار إعادة إحياء العلاقات مع أقرب حلفائه بعد سنوات من الإهمال، واستعادة التعاون الدولي بدلاً من العمل الفردي على المستوى الوطني.

ويأتي الترحيب الألماني بعد أن أعلن بايدن، في خطاب ألقاه في وزارة الخارجية، أنه قرر، من جملة قرارات عدة، وقف خطة ترامب لخفض عديد الجنود الأميركيين في ألمانيا، داعياً إلى تعاون دولي أقوى بشأن المشكلات العالمية، مثل جائحة كورونا وتغير المناخ.

الارتياح الألماني من موقف بايدن أشار إليه كذلك منسق الحكومة الاتحادية عبر الأطلسي، المنتمي للمسيحي الديمقراطي، بيتر باير، حيث ذكر لوكالة الأنباء الألمانية أن بايدن "قال كل ما يريد المرء سماعه، وركز على استعادة الثقة المفقودة، ووصف ألمانيا بأنها من أقرب الأصدقاء، وهذه قفزة حقيقية إلى الأمام".

وأثار التجميد المؤقت لانسحاب الجنود الأميركيين آمالاً كبيرة في ولاية بافاريا، فاعتبر وزير المالية في الولاية ألبرت فوراكر، بهذا الخصوص، أنه لا ينبغي التخلي عن الصداقة العميقة من دون داعٍ. أما المتحدث باسم السياسة الخارجية في المسيحي الديمقراطي، فأشار في حديث صحافي إلى أن ما كان المقصود منه أن يكون إجراءات عقابية ضد ألمانيا لا يخدم المصالح الأمنية للولايات المتحدة، وكان سيشكل ضغطاً كبيراً على العلاقات عبر الأطلسي، مضيفاً أن ألمانيا سعيدة بأن تكون شريكاً للقوات الأميركية في أوروبا، وتوفر شروطاً ممتازة لتمركزها على أراضيها.

أما رئيس حزب المستشارة ميركل المنتخب حديثاً أرمين لاشيت؛ فأمل بإمكانية العمل بشكل جيد مع إدارة بايدن، ودعا في الوقت نفسه إلى خطوات ملموسة من ألمانيا وأوروبا، وطالب أميركا بمزيد من المسؤولية. كما ذكر أنه إذا كنت تريد التحدث بلغة القوة؛ فأنت بحاجة أيضاً إلى أدوات القوة، ولذلك فإن إنفاق نسبة 2% من الناتج المحلي الإجمالي على الجانب الدفاعي للحلف ليس فرضاً أميركياً، بقدر ما هو من مصلحتنا، إذ علينا تحسين قدراتنا.

وكان الرئيس السابق دونالد ترامب قد أعلن في يونيو/حزيران الماضي، ومن دون تشاور مسبق مع ألمانيا، عن نيته القيام بانسحاب جزئي للجنود الأميركيين من ألمانيا. وبرر هذه الخطوة، من بين أمور أخرى، بالإنفاق الدفاعي غير المقبول من قبل برلين على حلف الناتو.

وكان قرار ترامب سيطاول ثلاثة مواقع تتمركز فيها القوات الأميركية في ألمانيا، توجد في كل من ولايات بادن فورتمبيرغ وبافاريا وراينلاند بفالس، وقدر عدد الجنود الذين كان سيشملهم مشروع الانسحاب بـ12000 جندي من أصل 35000، قسم منهم كان سيغادر إلى الولايات المتحدة، فيما سيتمركز الآخرون في دول أوروبية أخرى، أعضاء في حلف الأطلسي كبلجيكا وبولندا. مع العلم أن ألمانيا تعد ثاني أكبر مقر للقوات الأميركية في الخارج بعد اليابان.

المساهمون