ارتفاع حصيلة الاشتباكات الطائفية في باكستان إلى 124 قتيلاً

30 نوفمبر 2024
جرحى في اشتباكات طائفية شمال غربي باكستان، 27 نوفمبر 2024 (ديلاور خان/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تصاعدت الاشتباكات الطائفية في كورام، شمال غرب باكستان، بين السنة والشيعة، مما أدى إلى مقتل 124 شخصًا، وسط نقص في الثقة بين الطرفين ورفض الامتثال لأوامر الحكومة بوقف العنف.
- بدأت الأحداث الأخيرة بهجوم على قافلتين شيعيتين تحت حماية الشرطة، مما أثار أعمال انتقامية شملت حرق مئات المتاجر والمنازل في الأحياء السنية.
- رغم الجهود الحكومية والشرطية لفرض النظام، تستمر الاشتباكات في المنطقة، حيث تسعى السلطات المحلية والفيدرالية لتهدئة الوضع عبر مجالس الجيرغا القبلية.

سبّبت الاشتباكات الجارية منذ عشرة أيام بين السنة والشيعة في شمال غرب باكستان سقوط 13 قتيلاً إضافياً، على ما أفاد مسؤول محلي اليوم السبت، ما يرفع الحصيلة الإجمالية لأعمال العنف إلى 124 قتيلاً.

وقال مسؤول في حكومة منطقة كورام في إقليم خيبر بختونخوا لوكالة فرانس برس، طالباً عدم ذكر اسمه، "هناك نقص خطير في الثقة بين الطرفين ولا تريد أي من الطائفتين الامتثال لأوامر الحكومة بوقف المواجهات"، مشيراً إلى قتيلين من السنة و11 قتيلاً من الشيعة. وبدأت أحدث أعمال عنف يوم الخميس من الأسبوع الماضي، عندما تعرضت قافلتان منفصلتان كانتا تسافران تحت حماية الشرطة، لكمين.

وأطلقت مجموعة من حوالي عشرة مسلحين النار على القافلتين اللتين كانتا تقلّان عائلات شيعية كانت تمرّ في منطقة سنّية بمواكبة من الشرطة كالعادة، ما أدى إلى اشتعال الأعمال الانتقامية في الإقليم. والقرى السنية والشيعية متداخلة في هذه المنطقة، ممّا يحتّم على الشرطة مواكبة تنقلات السكّان على الطرقات الرئيسية للحؤول دون تعرّضهم لاعتداءات طائفية. ورداً على الهجوم الذي استهدف القافلتين الشيعيّتين، هاجم شيعة غاضبون الجمعة والسبت، أحياء سنية، وأحرقوا مئات المتاجر والمنازل، بحسب ما أفاد سكان ومسؤولون.

وتبذل الشرطة جهوداً للسيطرة على العنف في كورام التي كانت ضمن المناطق القبلية شبه المستقلة التي تديرها الحكومة الاتحادية حتى تم دمجها في إقليم خيبر بختونخوا في 2018. وتستمرّ الاشتباكات في الإقليم رغم الحديث الأربعاء عن التوصل إلى هدنة جديدة، بعد هدنة أخرى أُعلنت مساء الأحد، لكنها انهارت صبيحة اليوم التالي. ومنذ يوليو/ تموز الماضي، تشهد كورام اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، ولا سيّما بقذائف الهاون، بين مسلحين من السنة وآخرين من الشيعة.

وتتكرّر في باكستان أعمال العنف الناجمة عن خلافات قبلية وطائفية ونزاعات على الأراضي. وما زالت الأعراف القبلية تسيطر في منطقة كورام، حيث تسعى الحكومة الفيدرالية وحتى حكومة الإقليم ومقرّها في بيشاور، لبسط سيطرتها. وتواجه قوات الأمن في هذه المنطقة صعوبات في فرض النظام. وباكستان ذات أغلبية سنية، لكنّ كورام القريبة من الحدود مع أفغانستان هي موطن لأعداد كبيرة من الشيعة، وقد شهدت طوال عقود مواجهات بين الطائفتين. وتحاول الحكومة والزعماء المحليون وضع حدّ لهذا النزاع من خلال مجالس الجيرغا القبلية.

(فرانس برس، أسوشييتد برس، العربي الجديد)