ارتباك المشهد السياسي قبل "الحوار الوطني" في مصر

ارتباك المشهد السياسي قبل "الحوار الوطني" في مصر: اعتقال سياسية وإخلاء سبيل آخر

01 مايو 2023
قد يحسم اعتقال نجوى خشبة مقاطعة الحركة المدنية للحوار (Getty)
+ الخط -

حالة ارتباك في المشهد السياسي في مصر ظهرت قبل أيام معدودة من استئناف اجتماعات "الحوار الوطني"، الذي دعا إله الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتشارك فيه أحزاب وائتلافات وشخصيات سياسية وخبراء اقتصاد وممثلو مجتمع مدني؛ فقد تزامن الإعلان عن القبض على السياسية نجوى خشبة، عضو حزب الكرامة والمعروفة في أوساط الأحزاب المدنية، فجر أمس، مع إعلان إخلاء سبيل السياسي وعضو الحزب الديمقراطي المصري، نبيل جورج، اليوم الاثنين، من سجن أبو زعبل.

ومن المقرر أن تحسم "الحركة المدنية الديمقراطية، التي تضم أحزابًا مدنية"، قرار مشاركتها في الحوار الوطني اليوم الاثنين.

ويستأنف الحوار الوطني المصري جلساته يوم الأربعاء، 3 مايو/أيار المقبل، حول أولويات العمل الوطني في مصر، وذلك في إطار تكليف ومتابعة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وفي أثناء ذلك، أعلن نشطاء سياسيون أن قوات الأمن المصرية اقتحمت، فجر أمس، منزل السياسية نجوى خشبة، عضو حزب الكرامة والمعروفة وألقت القبض عليها، من دون توجيه أي اتهامات حتى اللحظة.

ونجوى هي أم لأربعة أبناء، وبعيدة عن الحياة السياسية منذ مدة. وأرجع البعض سبب القبض عليها لكتابة منشور عبر حسابها الخاص على موقع التواصل "فيسبوك" عن "ارتفاع الأسعار ومعاناة الفقراء".

في السياق نفسه، أعلنت منظمات حقوقية مصرية، من بينها المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، أن نيابة أمن الدولة قررت إخلاء سبيل نبيل جورج نظير، عضو الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي.

وتأكدت المبادرة المصرية من تنفيذ إخلاء سبيله -مع آخرين- من سجن أبو زعبل في الساعة الواحدة، فجر اليوم الأول من مايو/أيار 2023.

وكانت قوات الأمن قد ألقت القبض على جورج، البالغ من العمر 39 عامًا، من منزله بمنطقة الزاوية الحمراء في القاهرة يوم 15 فبراير/شباط الماضي، ثم استجوبته نيابة أمن الدولة بشأن فيديوهات على موقعي "يوتيوب" و"تيك توك" تتناول الشأن السياسي في مصر.

وحُبس جورج على ذمة القضية 325 لسنة 2023 بتهم "الانضمام إلى جماعة إرهابية، وتعمد نشر أخبار وبيانات كاذبة، وإساءة استخدام موقع على شبكة الإنترنت، وارتكاب جريمة من جرائم تمويل الإرهاب".

وكانت المبادرة المصرية قد طالبت بالإفراج الفوري عن نبيل جورج، خاصة أنه عضو في حزب سياسي شرعي خاض الانتخابات البرلمانية على "القائمة الوطنية"، ويشارك حاليًا في تنظيم الحوار الوطني وفي عضوية مجلس أمنائه.

كما طلب محامو المبادرة المصرية للحقوق الشخصية الحاضرون مع نبيل جورج من النيابة سرعة عرضه على طبيب متخصص في القلب والأوعية الدموية، حيث كان قد أجرى جراحة في القلب قبيل القبض عليه.

البعض رأى أن القبض على خشبة من المفترض أن يحسم عدم استمرار مشاركة الحركة المدنية في الحوار الوطني، الذي دعا إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي، والمقرر أن يستأنف مباحثاته بعد 72 ساعة، إذ تمثل واقعة القبض عليها "رسالة بعدم جدية الحوار وكونه مجرد مسرحية سياسية يجب تأديتها قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة".

في المقابل، رأى آخرون أن إخلاء سبيل جورج "رسالة لأحزاب الحركة المدنية من أجل حثهم على المشاركة، ووجوب التعامل معها باعتبارها بادرة يمكن البناء عليها، وستعقبها قرارات مماثلة بمجرد إعلان موقف الحركة".

المساهمون