اختتام محادثات روسية أميركية في إسطنبول.. وبوتين يرى "بارقة أمل"

27 فبراير 2025
من جولة المحادثات الأميركية الروسية الأولى في الرياض، 18 فبراير 2025 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- اختتمت محادثات دبلوماسية بين روسيا والولايات المتحدة في إسطنبول، استمرت ست ساعات ونصف، وركزت على إنهاء الحرب في أوكرانيا وتعزيز العلاقات الثنائية، مع تأكيد أوروبي على أهمية دور أوروبا في تحقيق السلام.
- أكد الرئيس الروسي بوتين استعداد روسيا والولايات المتحدة للتعاون، رغم محاولات تقويض الحوار، مع تأكيد أن المناطق الأوكرانية التي ضمتها روسيا غير قابلة للتفاوض واهتمام بمشروعات اقتصادية مشتركة.
- أرسلت كوريا الشمالية قوات إضافية إلى روسيا، مما يثير تساؤلات حول دورها في الصراع الروسي الأوكراني، رغم عدم تأكيد موسكو أو بيونغ يانغ لهذه المعلومات.

اختتم مسؤولون روس وأميركيون محادثات عُقدت في مدينة إسطنبول التركية، اليوم الخميس، لحل مسائل دبلوماسية مرتبطة بسفارات الدولتين اللتين تعملان على إعادة العلاقات بينهما، وقالت وكالة الأنباء "ريا نوفستي" الروسية الرسمية إن المحادثات التي جرت في مقر إقامة القنصل العام الأميركي استمرت نحو ست ساعات ونصف، وأشارت إلى أن الوفد الروسي غادر على متن حافلة صغيرة من دون الإدلاء بأي تصريحات للصحافة.

وتعتبر هذه المحادثات هي الجولة الثانية التي يعقدها مسؤولون روس وأميركيون في أقل من عشرة أيام، بعدما استضافت الرياض جولة أولى بين الطرفين في 18 فبراير/شباط الحالي، تناولت العلاقات بين البلدين وسبل إنهاء الحرب في أوكرانيا، وسط تأكيد أوروبي بأن "السلام في أوكرانيا لا يمكن تحقيقه من دون أوروبا".

وتزامناً مع لقاء إسطنبول، أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جهاز الأمن الاتحادي اليوم الخميس، أن الاتصالات الأولية مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تبعث على الأمل. وقال بوتين في تعليقات نقلها التلفزيون إن روسيا والولايات المتحدة مستعدتان للتعاون، لكن بعض النخب الغربية ستسعى إلى تقويض الحوار بينهما.

وتأتي تصريحات بوتين بعد ساعات من تأكيد الكرملين أنه لا يتوقع قرارات "سهلة وسريعة" في العلاقات مع واشنطن، رغم التقارب المتسارع الجاري بين البلدين منذ أسبوعين، وفق ما أعلنه المتحدث باسمه دميتري بيسكوف، اليوم، قائلاً: "لا أحد يتوقع أن تكون القرارات سهلة وسريعة"، مضيفاً أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب "على استعداد للاستماع إلى الآخرين، وهذا مهم جداً". وأكد بيسكوف في معرض حديثه عن المحادثات الأميركية الروسية الجارية في إسطنبول، أن المناطق الأوكرانية التي أعلنت روسيا ضمها "غير مطروحة للتفاوض". وأضاف: "الأراضي التي أصبحت تابعة لروسيا الاتحادية مدرجة في دستور بلادنا، وهي جزء لا يتجزأ من بلادنا. هذا أمر لا جدل فيه وغير مطروح للتفاوض".

إلى ذلك، نقلت وكالة تاس عن مبعوث الرئيس الروسي الخاص للتعاون الاقتصادي والاستثماري، كيريل دميترييف، قوله إن روسيا والولايات المتحدة مهتمتان بالتوصل إلى مشروعات اقتصادية مشتركة. وعيّن بوتين، الأحد، دميترييف مبعوثاً خاصاً. ويُعتبر شخصية أساسية في مساعي موسكو لتحسين العلاقات مع الإدارة الجديدة للرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وجاءت المحادثات في وقت تواصل فيه الولايات المتحدة الضغط على أوكرانيا لتوقيع اتفاق المعادن، الذي يبدو أن صياغته اكتملت وتنتظر التوقيع، فيما تريد كييف انتزاع ضمانات أمنية أقوى. ويبقى التوقيع موضع شك، بانتظار تأكيد زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي إلى واشنطن غداً الجمعة.

وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس الأربعاء، أنّ اجتماعاً جديداً سيعقد بين دبلوماسيين روس وأميركيين، الخميس، في إسطنبول. وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي في الدوحة: "سيجتمع دبلوماسيون وخبراء رفيعو المستوى وسيبحثون المشكلات البنيوية التي تراكمت"، مضيفاً أنّ الاجتماع "سيجري غداً في إسطنبول، وأعتقد أن نتائجه ستظهر إلى أي مدى يمكننا المضي قدماً بسرعة وفعالية".

وفي 12 فبراير/شباط الحالي، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب توصله إلى اتفاق مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين لبدء مفاوضات من أجل إنهاء الحرب في أوكرانيا. وعقب المباحثات الروسية الأميركية في الرياض، أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن المسؤولين الأميركيين والروس اتفقوا على تشكيل فريق رفيع المستوى لإجراء مفاوضات بشأن تحقيق السلام في أوكرانيا، وتعزيز التعاون الاقتصادي بين واشنطن وموسكو. وقال إنّه مقتنع بأنّ روسيا راغبة في الانخراط في عملية جادة لإنهاء الحرب في أوكرانيا، مؤكداً أن إنهاء الصراع في أوكرانيا يجب أن يكون مقبولاً من كل الأطراف المعنية، بما في ذلك أوكرانيا وأوروبا وروسيا.

وأكد الكرملين، أمس الأربعاء، أن تحضيرات تُجرى لجولة المباحثات الأميركية الروسية اليوم في إسطنبول، والتي يشارك فيها خبراء رفيعون، لمتابعة لقاء الرياض. وأوضح المتحدث باسمه ديمتري بيسكوف أن "هناك تفاهماً ويجب على ترامب وبوتين أن يلتقيا شخصياً بعد تحضيرات مكثفة، لكن لا توجد تفاصيل بعد حول اللقاء المحتمل ومكان انعقاده"، ولفت إلى أن ترامب وبوتين "بإمكانهما التحدث عبر الهاتف إذا وجدا ضرورة لذلك، ولكن لا خطط لذلك حالياً".

وتسعى تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، إلى تأدية دور بارز في المساعي لوضع حد للحرب في أوكرانيا، وسبق أن استضافت مرتين خلال عام 2022 مفاوضات مباشرة بين موسكو وكييف من دون أن تسفر عن نتيجة. وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد زار العاصمة التركية أنقرة في 18 فبراير الحالي (تزامناً مع المباحثات الأميركية الروسية في الرياض) بدعوة من نظيره التركي رجب طيب أردوغان، الذي قال أمامه زيلينسكي إن كييف لا تمانع في تحقيق السلام "إذا كانت هناك تفاهمات عادلة، وإذا كانت الولايات المتحدة على طاولة المفاوضات، وكذلك إذا كانت تركيا موجودة وسيطاً"، منتقداً حينها محادثات الرياض.

كوريا الشمالية ترسل قوات إضافية إلى روسيا

في سياق آخر متصل بالحرب الروسية على أوكرانيا، أكد مسؤول في وكالة الاستخبارات الكورية الجنوبية، لوكالة فرانس برس، اليوم الخميس، أنّ كوريا الشمالية أرسلت إلى روسيا قوات إضافية، نشرت بعضاً منهم على الخطوط الأمامية في مدينة كورسك الروسية الحدودية مع أوكرانيا. وقال المسؤول في وكالة الاستخبارات الوطنية في سيول إنّ "القوات الكورية الشمالية، بعد فترة هدوء استمرت نحو شهر، أعيد نشرها على خطوط المواجهة في كورسك... يبدو أنّ بعض عمليات نشر القوات الإضافية تمّت بالفعل"، مشيراً إلى أنّ "الحجم الدقيق للعملية لا يزال قيد التقييم".

وسبق لوكالات استخبارات كورية جنوبية وغربية أن قالت إنّ أكثر من عشرة آلاف جندي كوري شمالي تمّ إرسالهم إلى روسيا العام الماضي، لمساعدتها في صدّ هجوم أوكراني مباغت أتاح لقوات كييف أن تسيطر على أجزاء من منطقة كورسك الروسية الحدودية. لكنّ هذه المعلومات لم تؤكّدها موسكو ولا بيونغ يانغ اللتان وقّعتا اتفاقاً يتضمن بنداً للدفاع المشترك، وذلك عندما قام الرئيس فلاديمير بوتين العام الماضي بزيارة نادرة لكوريا الشمالية المسلحة نووياً.

وفي وقت سابق من فبراير/شباط الحالي، قالت سيول إن الجنود الكوريين الشماليين الذين قاتلوا إلى جانب الجيش الروسي على خط الجبهة في كورسك توقفوا عن المشاركة في القتال منذ منتصف يناير/كانون الثاني. بدورها، قالت أوكرانيا يومذاك إنّ الجنود الكوريين الشماليين انسحبوا من خط الجبهة بعدما تكبّدوا خسائر فادحة. ولم يصدر في الحال، الخميس، أيّ تعليق من جانب موسكو أو بيونغ يانغ على ما أعلنه المسؤول الكوري الجنوبي.

(العربي الجديد، فرانس برس)

المساهمون