اختتام المباحثات الإيرانية الأوروبية وطهران تدعو لمنح فرصة للدبلوماسية

26 اغسطس 2025   |  آخر تحديث: 23:00 (توقيت القدس)
القنصلية الإيرانية في إسطنبول التي استضافت جولة المحادثات السابقة، 25 يوليو 2025 (رويترز)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- اختتمت مباحثات جنيف بين إيران والترويكا الأوروبية قبل انتهاء مهلة أغسطس لاستئناف المفاوضات مع أميركا، حيث هددت الدول الأوروبية بتفعيل آلية العقوبات إذا لم تستجب إيران، بينما دعت إيران لمنح الدبلوماسية الوقت.
- أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن رفع العقوبات هو الموضوع الرئيسي، مشددًا على بناء الثقة والشفافية في البرنامج النووي، مع التأكيد على أن المصالح الوطنية هي الخط الأحمر لطهران.
- تناولت المباحثات مشروع قرار روسي لتمديد القرار 2231، وأعربت إيران عن قلقها من تبعاته، مؤكدة عدم أحقية الأوروبيين في استخدام آلية "سناب باك".

اختتمت اليوم الثلاثاء جلسة مباحثات بين نواب وزراء خارجية إيران والترويكا الأوروبية، فرنسا وبريطانيا وألمانيا، في جنيف، وذلك قبل أيام من انقضاء مهلة نهاية أغسطس/ آب الحالي، التي سبق أن حدّدتها الدول الثلاث لإيران لاستئناف المفاوضات مع أميركا والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وهددت هذه الدول بأنه إذا لم تتجاوب طهران مع هذه المطالب، ستُفعَّل آلية إعادة فرض العقوبات والقرارات الأممية في مجلس الأمن.

وعقب المباحثات، قال نائب وزير الخارجية الإيراني كاظم غريب أبادي الذي شارك في الاجتماع في منشور على منصة "إكس" إن "على مجلس الأمن الدولي والدول الأوروبية الثلاث أن تمنح الدبلوماسية الوقت والمساحة"، مضيفاً أنه هو ونائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية محيد تخت روانجي قد عقدا اجتماعاً آخر مع المديرين السياسيين للدول الأوروبية الثلاث في جنيف وعرض الطرفان رؤيتهما بشأن القرار 2231.

وتابع أن إيران "لا تزال ملتزمة بالدبلوماسية وبحلّ دبلوماسي يعود بالنفع على الطرفين"، مؤكداً: "لقد حان الوقت لكي تتخذ الدول الأوروبية الثلاث ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة القرار الصحيح وتمنح الدبلوماسية الوقت والمساحة".

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، اليوم الثلاثاء، إنه "لم يحدث تغيير جوهري في موضوع المفاوضات مع أوروبا، وإنّ رفع العقوبات هو الموضوع الرئيسي للمفاوضات"، مضيفًا أنّه في هذه الظروف الخاصة "من الطبيعي أن يكون موضوع القرار 2231 والوضع المستقبلي المتعلق بهذا القرار، جزءاً من الحوار". وأكد أن "بناء الثقة والشفافية، التي كانت موجودة حتى الآن بشأن الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني، ستستمر، ومن هذه الناحية لم يحدث أي تغيير جوهري في موضوع المفاوضات". وشدد على أنّ الخط الأحمر لطهران في الحوار مع الأوروبيين هو "المصالح الوطنية".

كذلك أجاب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، رداً على سؤال بشأن ما يُقال عن إعداد روسيا لمشروع قرارٍ يمدد القرار 2231 لمجلس الأمن بغرض تقديمه إلى المجلس، بأنّ "إيران على علم بمسودة هذا القرار، وهي بصدد دراسة نصه، وستعلن مواقفها في هذا الصدد". وبحسب تقرير صحيفة وول ستريت جورنال، فإنّ روسيا قدّمت مشروع قرار إلى مجلس الأمن يهدف إلى تمديد القرار 2231، الذي تنتهي صلاحيته في 18 أكتوبر/ تشرين الأول من هذا العام.

وكتب لورانس نورمان، مراسل الصحيفة، عبر حسابه على شبكة إكس، أنّ مسودة النص الروسي تحتوي على بند ينصّ على أنه مع تمديد القرار، لا يجوز استخدام آلية الإعادة التلقائية للعقوبات مستقبلاً أو ما يعرف بآلية "سناب باك". وأضاف نورمان أنّ إدراج هذا البند قد يقضي على ثقة الدول الأوروبية الثلاث في نيات موسكو.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية اليوم، في مواصلة حديثه في مؤتمره الصحافي، إنّ الأطراف الأوروبية لا تملك الصلاحية القانونية ولا الأخلاقية للجوء إلى هذا الإجراء. وأضاف: "نحن لا نؤيد هذا العمل، لكننا أيضاً قلقون من تبعاته إذا ما نُفِّذ". وأوضح بقائي أنّه "ليس للطرف الأوروبي مثل هذا الحق، وهم غير مخوّلين باستخدام هذه الآلية، وقد وضعنا بلا شك برامج واضحة وجهوداً واسعة حتى لا يحدث مثل هذا الأمر، وإنّ محادثاتنا مع الأوروبيين، بما في ذلك محادثات وزير الخارجية (عباس عراقجي) يوم الجمعة، ومحادثات اليوم في جنيف، تأتي في هذا الصدد". وقال المتحدث باسم الخارجية في ختام تصريحه: "نأمل أن تكون نتائج الجهود المبذولة حالياً وإلى الآن، إيجابية".

ولاحقاً، صرّح بقائي للتلفزيون الإيراني بأنّ وفد بلاده قدم مطالبه بشأن رفع العقوبات والحقوق النووية "بشكل صريح وشفاف". وأضاف: "شرحنا للأوروبيين أنّه لأسباب قانونية، ليس لهم الحق في استخدام آلية سناب باك وإذا ما وقع مثل هذا الأمر فستكون له تبعات عليهم". ووفقاً للمتحدث الإيراني، فقد تقرّر استمرار الاتصالات بين الجانبين خلال الأيام المقبلة.