اختتام أعمال مؤتمر "السلام بأفغانستان": دعوة للمصالحة الداخلية

اختتام أعمال مؤتمر "إرساء السلام في أفغانستان": دعوة للمصالحة الداخلية قبل تدهور الأوضاع

23 يونيو 2021
انعقد المؤتمر عبر الإنترنت على مدار 3 أيام (تويتر)
+ الخط -

حذرت عضو الوفد الحكومي الأفغاني لمفاوضات السلام في الدوحة فاطمة جيلاني، من تبعات كارثية على الشعب الأفغاني وعلى دول المنطقة إذا لم يجر التوصل إلى اتفاق سلام بين الحكومة الأفغانية وحركة "طالبان" ينهي عقودا طويلة من الحروب.

وقالت جيلاني، خلال مشاركتها في اليوم الأخير لمؤتمر "إرساء السلام في أفغانستان"، الذي نظمه عبر الإنترنت مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني والمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في واشنطن: "إذا لم نتفق على السلام ولم تمنح مفاوضات الدوحة الأمل للشعب الأفغاني، فعدد كبير من الدول التي قدمت الوعود لنا سيكون لها العذر لكي تترك الشأن الأفغاني".

وأضافت: "رأينا التبعات في الماضي، حينما تخلى عنا الجميع، ونحن لا نريد أن نحترق في حروب الآخرين، فلقد علقنا بها من قبل، ومن المهم أن يفهم جيراننا أن الأمن والسلام في أفغانستان مهم للجميع".

وقالت: "نريد السلام والمشاركة والعدالة للجميع، للرجل والمرأة، لكل العرقيات، للسنة والشيعة؛ كلنا نريد للعدالة أن تتحقق".

وحول مشاركة المرأة في المفاوضات، وفيما إذا كانت هناك ضمانات لتثبيت حقوقها مستقبلا، قالت جيلاني: "كنت جزءا من النساء اللاتي كتبن الدستور الحالي، كممثلة لجزء من الشعب الأفغاني، والنساء في أفغانستان، يعرفن حقوقهن ومارسنها خلال السنوات الماضية، وسيقاتلن من أجل تثبيت هذه الحقوق، ويردن أن يحظين بحقوقهن كنساء مسلمات وحقوقهن كبشر، ونحن لن نسمح بتكرار الحرب على حقوق النساء، وتهميش الأقليات الإثنية.

وأعربت جيلاني عن تفاؤلها بتحقيق السلام، رغم قولها: "إن معظم أفغانستان تحترق"، مضيفة "نحن بحاجة للجميع، لمساعدة أفغانستان على الخروج من هذه المعضلة، نريد السلام العادل والمستدام في بلادنا".

وفي معرض ردها على سؤال حول مسار المفاوضات الجارية بين الوفد الحكومي وحركة "طالبان"، وتأثير ما حققته "طالبان" على الأرض أخيرًا عليها، قالت إن "عملية السلام الجارية في الدوحة بطيئة، ولكن المهم أنها مستمرة، ويجب أن توضع الخصومات جانبا، وتأثير نتائج المعارك الأخيرة موجود، وقد رأينا ذلك يحدث سابقا، عندما سيطر المجاهدون على الحكومة وحلوا الجيش، وأنا أبذل جهدي كي نتوصل إلى اتفاق، ولكن لو وصلنا إلى الفوضى فإن تأثير الفوضى سيصل إلى الجميع".

وأضافت: "هناك أمران متفق عليهما بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان: الإسلام أولا، وثانيا أفغانستان، ويجب أن نتحدث مع بعضنا البعض للتوصل إلى وجهة نظر يقبلها الشعب الأفغاني. فلقد ارتكبت أخطاء في الماضي، ومن هذه الأخطاء استثناء حركة طالبان من المشاركة في الحكومة ومنعها من تبوء المناصب، وهذا خطأ، ولكن على طالبان أن تفهم أن النسيج الاجتماعي في البلاد قد تغير خلال الأعوام العشرين الماضية، وأن الجميع يجب أن يشارك في صياغة مستقبل البلاد".

وكان الرئيس الأفغاني أشرف غني قد دعا خلال جلسة يوم أمس الثلاثاء، حركة "طالبان" إلى وقف العنف والرضوخ لإرادة الشعب، مؤكداً استعداده إلى تقديم موعد الانتخابات وضمان انتقال السلطة بشكل منظم في أفغانستان.

وقال غني: "نحن لا ننظر إلى أفغانستان من منظور الماضي، بل الحاضر والمستقبل، والشعب الأفغاني يريد أن يعيش بسلام"، مضيفاً: "نحن نتمسك بالسلام ولسنا معنيين بالسلطة، وكبار العلماء المسلمين في أفغانستان وباكستان وفي السعودية أعلنوا مواقفهم، ودانوا القتال وقالوا عن ذلك إنه ليس من تعاليم الإسلام". 

المساهمون