استمع إلى الملخص
- عبّر المحتفلون عن سعادتهم بالاحتفال دون خوف من النظام السابق، مؤكدين أن الدولة السورية الجديدة تعيد الحق للشعب وتواجه التحديات الداخلية والخارجية.
- شدد المشاركون على أهمية الحفاظ على مكتسبات الثورة ومواجهة أي تهديدات داخلية أو خارجية تهدف لتفتيت البلاد.
شهدت المدن السورية، اليوم السبت، حشوداً غفيرة لعشرات الآلاف من السوريين الذين احتشدوا في الساحات والميادين احتفاءً بالذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة السورية، التي تُعد الأولى منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي 2024.
واعتبر المحتفلون هذه المناسبة لحظةً تاريخيةً فارقة في مسيرة الشعب السوري، إذ تمكّن السوريون أخيراً من الاحتفال بالذكرى دون قيد أو خوف من بطش النظام السابق. وقال الدكتور عمار صنوبر في حديث مع "العربي الجديد"، "هذا اليوم هو حدث تاريخي، خاصة في العاصمة دمشق، ربما من كان في مناطق سيطرة المعارضة سابقاً لا يشعر بما نشعُرُ به نحن، كانت ذكرى الثورة بمثابة غصّة في قلوبنا، لأننا كنا لا نستطيع أن نحتفل أسوةً بإخوتنا السوريين الذين كانوا ضمن مناطق سيطرة المعارضة السورية".
وأضاف صنوبر: "عندما كنت سابقاً أشاهد الطائرات المروحية، كنت أعلم أن هناك بناءً سيتحول إلى ركام فوق رؤوس ساكنيه في بقعة ما من الأراضي السورية، وسيكون هناك شهداء وجرحى. هذه اللحظة اليوم لحظة سعيدة جداً بالنسبة لي ولحظة تاريخية"، من جانبه، قال محمد عساف في حديثه مع "العربي الجديد": "أنا اليوم أحتفل بحريتي.. الحمد لله انتصرنا وحرّرنا البلد من الاستبداد، كان الأمن سابقاً يلاحق الشعب ويطارده لاعتقاله وقتله وإذلاله، أما اليوم فالأمن هو لحمايتنا"، وأكد عساف "إنّنا نشعر اليوم بأن الدولة السورية بدأت دولة قوية، فالدولة تقوى بشعبها".
أما شادي زرقان، مهندس المعلوماتية، فقد عبّر عن سعادته خلال حديثه مع "العربي الجديد" بهذا اليوم، قائلاً: "اليوم أنا أحتفل بذكرى الثورة السورية التي بقيت 14 سنة تروي الأرض بدماء الشهداء، وهي الذكرى الأولى للثورة السورية بعد سقوط نظام بشار الأسد، وهذا الأمر دليل على أن إرادة الشعب هي التي انتصرت.. سورية واحدة وموحدة".
وأضاف زرقان: "الدولة السورية الجديدة أعادت الحق للشعب السوري، وأعادت لنا دمشق التي كانت وما زالت عاصمة للحضارة والثقافة، وليست مصدراً للرعب والقتل كما كانت سابقاً في عهد نظام بشار الأسد"، وأكد: "نحن ضد مشروع إيران وضدّ تقسيم سورية، ويجب دعم الدولة الجديدة في مواجهة فلول النظام، والمشاريع الخارجية التي تهدف إلى تفتيت البلاد".
من جهته، قال رافي مدرشي، وهو رجل ستيني، لـ"العربي الجديد": "منذ 50 عاماً وأنا أعاني من نظام آل الأسد، عشت حكم الأب والابن، وكان الحكمان قمعيين بامتياز.. قمع لكل شيء"، وأضاف: "اليوم في هذا العمر، أشعر لأول مرّة بالحرية.. أنا سعيد بهذا الشعور جداً، ولكن يجب أن نكون حذرين ونحافظ على مكتسبات الثورة السورية، من عصابات داخلية، أو قوى لا وطنية، أو دول خارجية عميلة".