احتفاء شعبي بنجاح صفقة الأسرى في اليمن.. واستبعاد غامض لـ25 محتجزا

احتفاء شعبي بنجاح صفقة الأسرى في اليمن.. واستبعاد غامض لـ25 محتجزا

16 أكتوبر 2020
1056 أسير حرب تمت عملية تبادلهم (Getty)
+ الخط -

شهدت اليمن، اليوم الجمعة، مهرجانات شعبية واستقبالات رسمية لـ1056 أسير حرب تم الانتهاء من عملية تبادلهم برعاية اللجنة الدولية للصليب الأحمر على مدار يومين، فيما تم إسقاط 25 أسيرا بشكل غامض عن القائمة المتفق عليها في جنيف.

ونظمت السلطات الحكومية بمأرب وعدن، وكذلك السلطات الحوثية، احتفالات حاشدة لاستقبال أنصارها المحررين، في ختام الجولة الثانية التي انتهت بإطلاق أطراف النزاع تأكيدات على المضي قدما بخطوات أوسع تقود لتبادل شامل لجميع الأسرى والمحتجزين.  

وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي قامت بتيسير العملية كوسيط محايد، مساء الجمعة، أنها نجحت في إعادة أكثر من ألف محتجز سابق على صلة بالنزاع في اليمن إلى مناطقهم الأصلية أو إلى بلدانهم الأصلية في أكبر عملية من نوعها خلال فترة الحرب التي امتدت خمس سنوات ونصف السنة. 

وذكرت اللجنة، في بيان صحافي، وصلت إلى "العربي الجديد" نسخة منه، أن العملية التي تمت يومي الخميس والجمعة، نُفّذت باستخدام 11 رحلة جوية تم تسييرها من وإلى خمس مدن في اليمن والمملكة العربية السعودية، وبلغ عدد المعتقلين المطلق سراحهم الذين جرى نقلهم 1056، أي بنقص 25 شخصا عن الرقم المتفق عليه بجنيف.  

ولم تكشف اللجنة عن الأسباب التي أدت لاستبعاد هذا العدد، لكن مصدرا على صلة بعملية الوساطة كشف لـ"العربي الجديد" أن البداية كانت من جماعة الحوثيين في صنعاء التي قامت بإسقاط 10 أسماء من القوائم المتفق عليها.  

وقال المصدر  الذي طلب عدم الكشف عن هويته: "فوجئنا بإسقاط الحوثيين 10 أسماء، لم نعرف هوياتهم، وفي المقابل، قامت الحكومة اليمنية بإسقاط عدد مماثل، لكن العملية بشكل عام مرت بنجاح كبير رغم كل الصعوبات التي سبقتها".  

وباستثناء الصحافيين الخمسة، خلت الصفقة الكبرى من شخصيات عسكرية أو مدنية، بعد رفض جماعة الحوثيين كافة العروض والتنازلات المقدمة من الحكومة الشرعية للإفراج عن شخصية واحدة، على الأقل من المشمولين بقرار مجلس الأمن الدولي، وعلى وجه التحديد وزير الدفاع السابق، محمود الصبيحي.  

ووصفت رئيسة بعثة اللجنة الدولية في اليمن، كاتارينا ريتز، في البيان الصحافي،  عملية التبادل التي تمت بأنها "مناسبة بالغة الأهمية في حرب حافلة بفصول من الألم والمعاناة".  

وأضافت المسؤولة الدولية "أمكن لنحو ألف عائلة أن تفرح بعد لمّ شملها بعودة أحبائها، ومع أننا سعداء للغاية لأجل هذه العائلات، إلا أنه لا يغيب عن أذهاننا أيضًا مئات العائلات الأخرى التي تنتظر لمّ شمل أفرادها، ونأمل أن تضيف هذه الخطوة طاقة للجهود المبذولة للإفراج عن المزيد من المحتجزين في المستقبل". 

وذكرت اللجنة الدولية، أن دورها في العملية اقتصر على العمل كوسيط محايد، في نقل المحتجزين السابقين، حيث تحدثت مع المحتجزين على انفراد وأجرت لهم فحوصات طبية قبل الإفراج عنهم للتأكد من رغبتهم في نقلهم إلى ديارهم وأنهم يتمتعون بصحة جيدة للقيام بالرحلة. 

وقال رئيس بعثة اللجنة الدولية في الكويت، عمر عودة: "هذا الإفراج، الذي جاء ثمرة مفاوضات متأنية بين الأطراف المشاركة في النزاع، لهو خطوة مشجعة".  

وأضاف في بيان له أن "إطلاق سراح هذا العدد من المحتجزين جعل هذه العملية تمثل تحديًا لوجستيًا معقدًا، لكن اللجنة الدولية يشرفها أن تضطلع بدور محايد يسهل لمّ شمل العائلات". 

وخلال اليومين الماضيين، أقلعت وهبطت 11 رحلة جوية في مطارين في المملكة العربية السعودية - هما أبها والرياض - وثلاثة مطارات في اليمن هي صنعاء وسيئون وعدن، حيث شهد اليوم الأخير، الجمعة، الجولة الثانية من المرحلة الأولى، عندما استقبل 151 أسيرا من القوات المشتركة المدعومة إماراتيا، فيما تم نقل 200 أسير حوثي إلى صنعاء.  

وأعلن الحوثيون استلامهم 7 جثامين لأسرى ضمن العملية، وأن جثة أسير ثامن ستصل يوم غدا السبت عن طريق البر بواسطة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، مرجحة أن يكونوا قد توفوا جراء التعذيب في سجون حلفاء الحكومة الشرعية، رغم تأكيدها أنها ستحيل الجثامين للطبيب الشرعي.  

ومع انتهاء صفقة التبادل التي وصفتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالأكبر على الإطلاق، رغم تنفيذها 6 عمليات قبلها، أبدت جماعة الحوثيين تأكيدها على الخوض في نقاشات وتفاوض مع الحكومة الشرعية للإفراج عن باقي الأسرى والمحتجزين.  

وقال المتحدث الرسمي للحوثيين، محمد عبدالسلام، في تدوينة على "تويتر": "تم استكمال المرحلة الأولى من عملية تبادل الأسرى والمعتقلين والتي بموجبها وصل إلى صنعاء 671 أسيرا، وسنواصل النقاش والحوار والتفاوض للإفراج عن البقية، وصولا للإفراج عن كل الأسرى والمعتقلين".  

وأطلقت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، أمس الخميس، عرضا مماثلا، أعلنت فيه استعدادها للخوض في نقاشات للإفراج عن جميع الأسرى وفقا لقاعدة "الكل مقابل الكل".  

دلالات

المساهمون