احتدام معارك مأرب: 29 غارة جوية تستهدف مواقع للحوثيين

احتدام معارك مأرب: 29 غارة جوية تستهدف مواقع للحوثيين

21 يونيو 2021
مقتل 57 حوثياً بينهم قيادات عسكرية رفيعة منذ السبت الماضي (Getty)
+ الخط -

احتدمت المعارك الدائرة في الأطراف الغربية لمدينة مأرب النفطية، شرقي اليمن، لليوم الثالث على التوالي، وذلك بعد توسيع جماعة الحوثيين هجماتها على مواقع الجيش اليمني في أكثر من جبهة دون تحقيق أي تحول جوهري على الأرض. 

وشهدت جبهات البلق معارك هي الأعنف على الإطلاق بعد محاولة الحوثيين السيطرة على سلسلة جبال البلق الشمالية، لكن القوات الحكومية أشارت إلى أنها أحبطت كافة محاولات التسلل الحوثية إلى تلك المواقع. 

وقال مصدر عسكري في القوات الحكومية، لـ"العربي الجديد"، إن غالبية الهجمات الحوثية تتركز في جبهات رغوان وصولاً إلى المناطق الصحراوية التي تربط بين محافظتي مأرب والجوف، فضلاً عن هجمات أخرى من جبهات صرواح والكسارة والمشجح. 

وأشار المصدر إلى أن قوات الجيش الوطني ورجال القبائل أحبطوا كافة الهجمات الحوثية، وذلك بإسناد كبير من مقاتلات التحالف بقيادة السعودية التي هاجمت تعزيزات الحوثيين، ما أسفر عن خسائر بشرية كبيرة في صفوفهم.

وأعلن الجيش اليمني، مساء اليوم الإثنين، في بيانات منفصلة، أن قواته نفذت كميناً لمليشيا الحوثي بعد استدراجها إلى إحدى الشعاب في جبهة صرواح غربي مأرب، قبل استهدافها مباشرة بالنيران من جميع الاتجاهات، كما دمر سلاح المدفعية دوريتين للحوثيين حاولتا فك الحصار عن المليشيا، ما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها. 

واستهدف الجيش اليمني تجمعات حوثية على امتداد جبهتي المشجح والكسارة، حيث أدت الهجمات إلى إعطاب عدد من الدوريات العسكرية، فيما نجحت غارات جوية بتدمير دوريتين للمليشيا تحملان تعزيزات بشرية، وفقاً للجيش اليمني.  

ونشر الجيش اليمني لقطات من مسرح المعارك في وادي حلحلان غربي مأرب، أظهرت دوريات وقوات حكومية للقتال، فضلاً عن غارات جوية على مواقع حوثية على بُعد النظر، ما يكشف أن المعارك تدور على مسافات متقاربة.  

في المقابل، أحصت جماعة الحوثيين، مساء اليوم الإثنين، 29 غارة جوية على الأطراف الغربية لمحافظة مأرب، في معدل مرتفع يكشف ضراوة الهجمات البرية الحوثية التي يحاول الطيران التصدي لها.

وقالت قناة "المسيرة" الناطقة بلسان الحوثيين، إن الطيران الحربي للتحالف شن 24 غارة على مديرية صرواح، و5 غارات على مديريتي رغوان ومدغل غربي محافظة مأرب النفطية.  

وشن الطيران السعودي 3 غارات على مواقع حوثية في مديريتي البقع وكتاف بمحافظة صعدة قبالة الحدود السعودية، وكذلك على مديرية حرض بمحافظة حجة.

ولا يُعرف حجم الخسائر البشرية جراء معارك الإثنين. ففي حين تحدثت القوات الحكومية عن مقتل 26 عنصراً حوثياً، أشارت مصادر قبلية إلى سقوط أكثر من 10 مقاتلين من صفوف الجيش الوطني والمقاومة أثناء المعارك التي دارت في جبال البلق الشمالي.  

ومن الواضح أن النزيف البشري في صفوف الحوثيين هو الأكبر جراء الهجمات الانتحارية التي تتم تحت نيران مدفعية الجيش اليمني والغارات الجوية.

ووفقاً لبيانات رسمية حوثية رصدها "العربي الجديد"، فقد بلغت الخسائر في صفوف الجماعة منذ السبت الماضي 57 قتيلاً، بينهم قيادات عسكرية رفيعة، فيما تحدثت مصادر حكومية عن 25 قتيلاً في صفوف الجيش الوطني خلال الثلاثة أيام الماضية. 

سياسياً، تزايدت المخاوف لدى الحكومة اليمنية الشرعية من الهجوم الحوثي على مأرب، ووصفته بـ"التصعيد الهستيري والخطير" الذي يقوض جهود التهدئة ويرفض الحلول السلمية، وفقاً لما ذكره وزير الإعلام معمر الإرياني عبر حسابه على "تويتر". 

وطالب المسؤول اليمني المجتمع الدولي والأمم المتحدة بـ"إدانة هذا التصعيد وتنفيذ ضغوط حقيقية على مليشيا الحوثي لضمان انصياعها لجهود التهدئة ودعم الحكومة في معركة استعادة الدولة، وتثبيت الأمن والاستقرار ومكافحة الأنشطة الإرهابية التي تهدد الأمن والسلم الإقليمي والدولي". 

من جهته، أكد رئيس الحكومة اليمنية معين عبدالملك، مساء اليوم الإثنين، أن الحكومة تقف بكل إمكانياتها مع الجيش ورجال القبائل في "المعركة الوطنية المصيرية حتى استكمال استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي ومشروعه العنصري المدعوم إيرانياً"، وفقاً لوكالة "سبأ" الحكومية.  

وقال عبد الملك، خلال اتصالات هاتفية أجراها مع وزير الدفاع محمد المقدشي، ورئيس الأركان صغير بن عزيز، إن "تصاعد الجرائم الحوثية واستهدافها المتكرر للنازحين والمدنيين في مأرب والحديدة وغيرها، ومواصلة الهجمات ضد الأعيان المدنية في المملكة العربية السعودية لن تمر دون عقاب أو محاسبة مهما كلف ذلك من ثمن"، مشيراً إلى أن الحكومة "لا يمكنها القبول ببقاء الشعب اليمني رهينة لجرائم وانتهاكات هذه المليشيات الإرهابية"، بحسب ما قال.

وأضاف "حالة الغرور ووهم القوة التي تحاول مليشيا الحوثي تضليل أتباعها بها لن تدوم طويلاً، وستتحطم على صخرة الرفض الشعبي الواسع للمشروع الانقلابي الكهنوتي الذي يحاول العودة باليمن إلى عهود العزلة والتخلف، وتحويل موطن العروبة إلى ساحة لتنفيذ مشاريع إيران الطائفية التدميرية".
 

المساهمون