احتجاجات في 40 مدينة مغربية ويوم وطني تضامناً مع غزة والمقاومة

للأسبوع الـ82 على التوالي، شارك آلاف المغاربة عقب صلاة الجمعة، في وقفات أمام المساجد في أنحاء مختلفة من البلاد، تضامناً مع غزة وتنديداً بجرائم الإبادة الجماعية والتجويع التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، ورفضاً للتطبيع. فيما ينتظر أن تنظم وقفات مماثلة بعد صلاتي المغرب والعشاء، ووقفة مركزية أمام مقر البرلمان في العاصمة الرباط مساء الجمعة ويوم وطني احتجاجي بعد غد الأحد.

وشهدت مدن مغربية عدة من بينها مراكش وطنجة والدار البيضاء وتطوان والجديدة وأكادير وجرسيف وصفرو ووادي زم ومكناس وإنزكان وتازة وبركان وزايو والناظور وتارودانت والمحمدية والجديدة والمضيق وبوعرفة، وقفات عقب صلاة الجمعة رفع خلال المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ولافتات تندد بحرب الإبادة التي يقترفها جيش الاحتلال بحق الفلسطينيين في غزة. كما رددوا شعارات منددة بالمجازر التي تُرتكب بحق غزة، ومطالِبة بوقف الإبادة وسقوط التطبيع، وأخرى مؤيدة للمقاومة.

وعبّر المحتجون خلال الوقفات الاحتجاجية التي جاءت تلبية لدعوة من "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة" (غير حكومية) عن غضبهم تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مستهجنين صمت الأنظمة والشعوب العربية على تلك الإبادة، في الوقت الذي يستمر فيه دعم الولايات المتحدة لدولة الاحتلال عسكرياً واقتصادياً وسياسياً.

أخبار

التحديثات الحية

آلاف المغاربة يشاركون في مسيرة "الطنطنة بالأواني" تنديداً بتجويع غزة

وفي السياق، قال الكاتب العام للهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، محمد الرياحي الإدريسي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنه في إطار الفعاليات التضامنية المستمرة التي دشنها المغاربة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 دعت الهيئة إلى الخروج في فعاليات تضامنية في إطار جمعة طوفان الأقصى الـ82، وذلك لـ"التعبير عن استنكار الشعب المغربي بكل فئاته وأطيافه للمجازر المستمرة بحق المدنيين في غزة والضفة وكل المدن الفلسطينية، وللتنديد بسياسة التجويع الممنهج التي يمارسها الكيان الصهيوني المدعوم من قوى الاستكبار العالمي وعلى رأسها أميركا راعية الإرهاب التي لا تزال تمد الكيان المجرم بالسلاح والعتاد بشكل علني وسري".

الإدريسي اعتبر أنّ فعاليات اليوم هي كذلك "استفتاء ورفض شعبيان لكل تواصل وتنسيق مع الصهاينة الذين يمارسون أبشع صور القتل والدمار بحق إخوتنا وأهلنا في غزة وفي كل فلسطين، ولاتفاقية التطبيع المشؤومة مع الكيان المجرم قاتل الأطفال"، كما أنها "رسالة شجب واستنكار لتخاذل المنتظم الدولي ووقوفه عاجزاً وصامتاً أمام هول ما يقع من مجازر لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية".

وأكد أن "الشعب المغربي عبّر منذ بداية معركة طوفان الأقصى عن دعمه وإسناده للشعب الفلسطيني الذي لا يزال يقدم نموذجاً وصوراً مشرفة في الثبات والصمود أمام هذا العدو المجرم المدعوم من أميركا وقوى الاستكبار العالمي، ودروساً في الثبات والمقاومة"، لافتاً إلى أنّ 40 مدينة مغربية أعلنت خروجها في 55 تظاهرة في إطار جمعة طوفان الأقصى 82.

وتأتي هذه الفعاليات المؤيدة للفلسطينيين والمناهضة للتطبيع، في وقت ينتظر أن يشارك نشطاء مغاربة مساء الجمعة، في وقفة مركزية أمام مقر البرلمان في العاصمة الرباط، بدعوة من "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين" (غير حكومية) تحت شعار: "مع إيران المقاومة والانتصار... من أجل غزة ضد الإبادة والحصار". كما تأتي في وقت تستعد "الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع" (تضم أكثر من 19 تنظيماً سياسياً وحقوقياً ونقابياً) لتنظيم يوم وطني احتجاجي بعد غد الأحد تحت شعار "الحرية لفلسطين والنصر للمقاومة"، سيشهد مسيرات ووقفات شعبية في مختلف مدن البلاد.

وقالت الجبهة، في نداء لها، إنّ اليوم الاحتجاجي "يأتي تعبيراً عن الغضب الشعبي من جرائم الاحتلال الصهيوني والعدوان الأميركي، ولتأكيد الدعم الثابت للمقاومة الفلسطينية وصمود الشعب الفلسطيني، فضلاً عن تجديد الإدانة الشديدة لكل أشكال التطبيع والتواطؤ مع الكيان الصهيوني".

وأوضحت الجبهة أن احتجاجات الأحد، "تقررت في سياق التمادي الصهيوني الأميركي في العدوان على الشعوب المستضعفة، وآخر مظاهره الغاشمة استهداف قطاع غزة ومختلف مناطق فلسطين، إلى جانب العدوان المشترك على الجمهورية الإسلامية في إيران". واعتبرت أنّ العدوان "يكشف مجدداً طبيعة التحالف الصهيوني الأميركي الاستعماري وعداءه السافر لتحرر الشعوب وقضاياها العادلة"، مؤكدة انخراطها المبدئي في التعبير الشعبي الرافض للعدوان والداعم لمقاومة الشعوب وكل حقوقها العادلة والمشروعة.

يشار إلى أن الاحتجاجات المغربية ضد العدوان الإسرائيلي تجددت منذ 18 مارس/ آذار الماضي، وشهدت عشرات المدن فعاليات ميدانية تعبّر عن غضب شعبي واسع. ومنذ انطلاق عملية "طوفان الأقصى"، لم تتوقف تظاهر التضامن مع فلسطين، حيث باتت الوقفات والمسيرات شبه يومية في مختلف مناطق المغرب، يعلو فيها الصوت الشعبي دعماً للمقاومة ورفضاً للتطبيع.