استمع إلى الملخص
- في المغرب، تظاهر الآلاف ضد العدوان الإسرائيلي على غزة، حيث نظمت "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة" وقفات احتجاجية تحت شعار "غزة منا ونحن منها"، مطالبين بوقف جرائم الإبادة.
- تستعد مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين في المغرب لتنظيم يوم وطني احتجاجي ضد العدوان الصهيوني، داعية لإسقاط التطبيع وتجريمه.
شارك مئات الأردنيين في مسيرة انطلقت من أمام المسجد الحسيني وسط العاصمة عمّان، بعد صلاة ظهر اليوم الجمعة، بالتزامن مع الذكرى الـ57 لمعركة الكرامة، انتصاراً للشعب الفلسطيني في قطاع غزة المحاصر، ورفضاً للاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى خلال شهر رمضان. وفي المغرب، تظاهر الآلاف في مختلف أنحاء البلاد تنديداً باستئناف جيش الاحتلال عدوانه على غزة، ورفضاً لسياسة التجويع ومحاولات التهجير القسري لسكان القطاع.
وردد المشاركون في المسيرة التي دعا إليها الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن، وأحزاب وقوى سياسية أردنية، هتافاتٍ رافضةً جريمةَ الإبادة الجماعية المتواصلة في غزة، مطالبين الحكومات العربية والإسلامية بالتحرك العاجل لوقف الجريمة، وكسر الحصار المتواصل على أهل قطاع غزة، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية الضرورية والعاجلة.
وأكد المشاركون في المسيرة وحدة الدم بين الشعبين الأردني والفلسطيني ودعمهم صمود الغزيين في وجه حرب الإبادة التي تشنّها قوات الاحتلال بدعم ومشاركة أميركية، فيما شددوا على رفضهم كلّ مخططات التهجير التي يحلم الإسرائيليون والأميركيون بتنفيذها. وندد المتظاهرون بالدعم الأميركي الذي سمح للاحتلال الإسرائيلي بالانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار، والعودة لإراقة دماء أهل غزة، وقصفهم بالقنابل والصواريخ الأميركية التي رعت الجريمة منذ بدايتها.
ورثى المشاركون في المسيرة الشهداء الفلسطينيين بعد استئناف العدوان على غزة الأسبوع الحالي، خاصة الناطق باسم سرايا القدس أبو حمزة. ودعا المشاركون الحكومة الأردنية إلى الانسجام مع المواقف الشعبية الداعمة للمقاومة، مشددين على أهمية استمرار السماح بالفعاليات المناهضة للعدوان الإسرائيلي في المدن الأردنية، كما طالبوها بقطع العلاقات مع دولة الاحتلال، وإلغاء اتفاقية وادي عربة، مؤكدين أهمية اتخاذ الدول العربية مواقف أكبر من الاجتماعات، وبيانات الإدانة لجرائم دولة الاحتلال، باتخاذ مواقف عملية دعماً للشعب الفلسطيني.
وحث المشاركون السلطات الأردنية على الإفراج عن كافة المعتقلين على خلفية نشاطهم المرتبط بدعم غزة والمقاومة، والإفراج عن محمد الطويل الذي أصدرت محكمة أمن الدولة، الاثنين الماضي، حكماً بسجنه مدة أربع سنوات على خلفية اتهامه بنشر تسجيل لوصية الشهيدين عامر قواس وحسام أبو غزالة، منفذي عملية البحر الميت ضد جنود الاحتلال التي جرت في 18 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
المغرب
وفي المغرب، تظاهر آلاف المغاربة في مختلف أنحاء البلاد، اليوم الجمعة، تنديداً باستئناف جيش الاحتلال عدوانه على غزة، ورفضاً لسياسة التجويع ومحاولات التهجير القسري لسكان القطاع، واستنكاراً للدعم الأميركي المباشر لدولة الاحتلال. وشهدت مدن فاس، والحسيمة، ووجدة، وبركان، وتازة، والقصر الكبير، ومشروع بلقصيري، وجرادة، وسيدي قاسم، والفقيه بنصالح، ووادي زم، وزاكورة، وزايو، وأكليم، وتاوريرت، تنظيم وقفات احتجاجية أمام المساجد بعد صلاة الجمعة، دعت إليها "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة" (غير حكومية) تحت شعار: "غزة منا ونحن منها".
ورفع المشاركون في التظاهرات أعلام فلسطين ولافتات منددة بمجازر الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، وبالتواطؤ الغربي والخذلان العربي والتطبيع مع دولة الاحتلال، وأخرى مؤيدة للمقاومة الفلسطينية ولعملية "طوفان الأقصى". وحيا المشاركون في التظاهرات صمود المقاومة في فلسطين، ودعوا إلى وقف جرائم الإبادة في غزة وفتح المعابر، كما طالبوا من خلال الشعارات التي رددوها والكلمات التي تخللت الاحتجاجات بإسقاط التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وفي حديث مع "العربي الجديد"، قال الكاتب العام للهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة محمد الرياحي الإدريسي إن دعوة الهيئة للخروج اليوم في جمعة دعم معركة طوفان الأقصى، للأسبوع الـ68 على التوالي، تأتي في سياق الإسناد المستمر لغزة وكل فلسطين. وأوضح الإدريسي أنه "في سياق التجاوب مع نداء الهيئة، ستعرف العديد من المدن اليوم فعاليات تضامن وإسناد عقب صلاتي الجمعة والتراويح بكل من مدن فاس، ومكناس، وبني ملال، وأغادير، وورزازات، وزايو، وجرادة، وبركان، والناظور، والحسيمة، ووجدة، وجرسيف، وتازة، وتطوان، والقصر الكبير، وغيرها".
وتأتي هذه الفعاليات، وفق الإدريسي، في "ظل غضب شعبي لم يتوقف منذ ارتكاب الكيان الصهيوني مجزرة الغدر والخيانة، التي استهدفت سكان غزة أثناء تناول وجبة السحور، وخلفت أكثر من 400 شهيد من الأطفال والنساء، حيث عرف المغرب تظاهرات ومسيرات حاشدة خرجت في جل مدن المغرب، رافعة شعارات منددة بالعدوان وباستهداف المدنيين العزل".
واعتبر أن فعاليات اليوم التي رفعت شعار "غزة منا ونحن منها" رسالة إلى العالم كي يتحمل مسؤوليته في وقف المجازر، وإدخال المساعدات، وإعادة الإعمار، كما أنها "استنكار للصمت العربي الرسمي تجاه ما يقع من إبادة لم يسبق لها مثيل". وقال: "في الهيئة، ونحن نواصل الدعم والإسناد لغزة بما نستطيع إليه سبيلاً، ندعو الحكام العرب لتحمل مسؤولياتهم التاريخية إزاء المجازر والدماء التي تراق في غزة، ونقول لهم إن التاريخ لن يرحمكم، وإن الله سيسألكم عن الدعم والتنسيق اللذين ما زلتم تقدمونهما للقتلة والمجرمين، وعن الصمت والتخاذل اللذين تمارسونهما في حق الفلسطينيين". وأضاف: "إننا في الهيئة، إذ نجدد دعمنا اللامشروط للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة التي ما زالت صامدة، ندين الدعم الأميركي المباشر للكيان المحتل، وندين إرساله مزيداً من الأسلحة لقتل المدنيين وتدمير البنى التحتية، كما نشجب استمرار النظام المغربي في تطبيع العلاقات مع الصهاينة المجرمين قتلة الأطفال والنساء".
يوم وطني احتجاجي
وفيما ينتظر أن تنظم مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين (غير حكومية)، بعد صلاة التراويح، وقفة احتجاجية أمام مقر البرلمان تحت شعار "طوفان الأقصى.. المعركة متواصلة ضد العدوان وضد مؤامرات التصفية"، تستعد فعاليات سياسية ونقابية وحقوقية مغربية لتنظيم يوم وطني احتجاجي، بعد غد الأحد، تنديداً بالعدوان الصهيوني والأميركي، وتضامناً مع الشعب الفلسطيني والمقاومة اليمنية.
ودعت "الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع"، التي تضم 15 تنظيماً سياسياً ونقابياً وحقوقياً، كل القوى المغربية إلى تنظيم مسيرات ووقفات بمختلف المناطق المغربية، "ضد الإجرام الصهيوني وتواطؤ الأنظمة بالمنطقة، واستمرارها في التطبيع مع الكيان وعجز المنتظم الدولي". وناشدت الجبهة المغربية سائر فروعها ومكوناتها وعموم الشعب المغربي التعبئة المكثفة من أجل إنجاح هذا اليوم دعماً للقضية الفلسطينية ومن أجل إسقاط التطبيع وتجريمه مع دعوتها إلى اتخاذ المزيد من المبادرات النضالية وتنويع أشكالها.
ودانت الجبهة، في بيان لها، "إقدام الكيان المجرم على شن هجوم غادر على غزة في الساعات الأولى من يوم الثلاثاء 18 مارس/ آذار الحالي، خلّف مئات الشهداء وعدداً كبيراً من الجرحى، وذلك في خرق سافر للاتفاق الذي فرضته المقاومة والمتعلق بوقف إطلاق النار". كما دانت بأقوى العبارات هذا "الفصل الجديد من الإبادة الصهيونية ضد غزة الذي يهدف بشكل لا غبار عليه إلى تشريد وتهجير سكانها"، واستنكرت "العدوان الأميركي على اليمن، والاحتلال، وكل أشكال العربدة والتطهير العرقي في الضفة الغربية والقدس، والاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى والعدوان على شعوب المنطقة".
وقال المنسق الوطني للجبهة محمد الغفري، لـ"العربي الجديد"، إن اليوم الوطني الاحتجاجي رقم 21 يأتي بعد أيام من خروج فروع الجبهة في 13 مدينة مغربية احتجاجاً على المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال الثلاثاء الماضي عقب استئناف عدوانه على قطاع غزة. وأوضح الغفري أن "اليوم الوطني الاحتجاجي يروم بعث رسالة احتجاج على استمرار التطبيع المغربي الصهيوني، ورسالة تضامن مع الشعب الفلسطيني"، و"ضم صوتنا إلى صوت أحرار العالم لإدانة الاحتلال الصهيوني على كامل التراب الفلسطيني".