احتجاجات حركة "لبيك رسول الله" بباكستان: مواجهات مع الأمن وإغلاق طرق

احتجاجات حركة "لبيك رسول الله" بباكستان: إغلاق الطرق الرئيسية ومواجهات مع الأمن

13 ابريل 2021
اعتقال زعيم حركة "لبيك يا رسول الله" (صابر مظهر/الأناضول)
+ الخط -

لليوم الثاني على التوالي، تستمر المظاهرات التي تنظمها حركة "لبيك يا رسول الله" الدينية في مختلف المدن الباكستانية، احتجاجا على اعتقال زعيم الحركة سعد حسن رضوي أمس في مدينة لاهور، مركز إقليم البنجاب.

وبينما أكدت الداخلية الباكستانية أنها "ستتعامل بيد من حديد مع الاحتجاجات ومع كل من ينتهك القانون"، تفيد مصادر أمنية بأن المواجهات بين المحتجين الغاضبين وبين قوات الأمن أدت إلى مقتل أحد عناصر الأمن وإصابة العديد من المحتجين وقوات الأمن، كما اعتقلت الشرطة أكثر من 100 ناشط في الحركة.

وبدأت الاحتجاجات العنيفة في كل من العاصمة إسلام أباد، ومدينة كراتشي العاصمة الاقتصادية، ومدينة راولبندي العسكرية المجاورة للعاصمة، ومدينة لاهور مركز إقليم البنجاب، ثم طاولت مدنا مختلفة، بعد أن أقدمت قوات الأمن على اعتقال زعيم الحركة سعد حسن رضوي، وهو نجل الزعيم الديني الراحل خادم حسين رضوي.

ولم تتحدث السلطات عن سبب اعتقال رضوي، ولكن يبدو أن التوقيف جرى على خلفية إعلان الحركة الاحتجاجات العامة في البلاد منذ الـ20 من الشهر الجاري، في حالة عدم تطبيق الحكومة الاتفاق الذي أبرمته الحركة معها في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي، وأنهت بموجبه الحركة الاعتصام في العاصمة إسلام أباد.

ونص الاتفاق على طرد الحكومة الباكستانية السفير الفرنسي بعد إصدار تشريع من البرلمان خلال شهرين أو ثلاثة منذ الاتفاق، كما نص على عدم إرسال باكستان سفيرها إلى فرنسا ومقاطعة المنتجات الفرنسية. 

ونظمت الحركة الاعتصام في العاصمة احتجاجا على دفاع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن نشر رسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد.

ولكن الحكومة لم تنفذ الاتفاق، ومن ثم أمهلتها الحركة حتى الـ20 من الشهر الجاري، وفي حالة عدم تطبيقه من المفترض أن تنظم احتجاجات واسعة، ما دفع الحكومة إلى اعتقال رضوي.

وشهدت العاصمة أقوى الاحتجاجات، حيث لجأت السلطات إلى نشر القوات الخاصة (رينجرز)، بعد أن أقدم المتظاهرون على إحراق العديد من سيارات الأمن. 

كما شهدت مدينة فيروز والا في إقليم البنجاب مواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن، أدت إلى مقتل أحد عناصر الأمن، علاوة على إصابة العديد من المتظاهرين والأمنين.

وقال وزير القانون في حكومة إقليم البنجاب راجه بشارت، في تصريح صحافي، إن الحكومة قد تقرر نشر قوات الجيش من أجل إحلال الأمن، في حالة استمرار الاحتجاجات.

كما صرح وزير الداخلية شيخ رشيد بأن الحكومة سوف تتعامل بيد من حديد مع كل من ينتهك القانون، موضحا أن "الحكومة لن تسمح لأي جهة بأن تختطف القانون". 

وجاءت تصريحات رشيد بعد اجتماع رفيع لمسؤولي الأمن، شارك فيه وزير الداخلية ووزير الشؤون الدينية نور الحق قادري ومسؤولون أمنيون، وناقش قضية احتجاجات حركة "لبيك يا رسول الله"، التي أدت إلى شلل الحياة العامة في بعض مناطق البلاد.

وقرر الاجتماع تعطيل شبكات الهواتف النقالة في بعض مناطق العاصمة إسلام أباد ومدينة راولبندي ومدن مهمة أخرى، حيث يغلق المتظاهرون الطرق الرئيسية، ما أدى إلى توقف عجلة الحياة وسير المواصلات.

وحركة "لبيك يا رسول الله" حركة سنية تنتمي عقائديا إلى طائفة برولوية صوفية، وأسست في عام 2015 كحركة اجتماعية إسلامية، لكنها خاضت السياسة لاحقا، وروّجت أنها تريد باكستان دولة إسلامية تحكم وفق الشريعة الإسلامية.

المساهمون