احتجاجات تطالب نتنياهو بوقف تخريب اتفاق غزة وسط تقديرات بإمكانية حل الأزمة
استمع إلى الملخص
- تصريحات نتنياهو حول العودة للقتال وشروطه للمرحلة الثانية قد دفعت حماس لوقف الصفقة، حيث تسعى الحركة لزيادة الضغط لإدخال المساعدات الإنسانية وتعزيز موقفها التفاوضي.
- نتنياهو يعقد اجتماعاً لمناقشة حل الأزمة مع حماس، مع تغييرات في فريق المفاوضات، لكن قد يسعى لانهيار المرحلة الثانية بسبب الفجوة بين مواقف الطرفين.
تشير تقديرات إسرائيلية إلى أن الأزمة مع حركة حماس قابلة للحل
قد يبحث الكابينت في جلسة اليوم الآليات الممكنة للضغط على "حماس"
نتنياهو لا يرغب في متابعة الصفقة بالشروط الحالية
تشير تقديرات إسرائيلية قبيل انعقاد المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت)، المقرر اليوم الثلاثاء، إلى أن الأزمة مع حركة حماس قابلة للحل، وذلك عقب إعلان كتائب القسام، أمس الاثنين، تأجيل الدفعة السادسة من صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين بسبب الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي دخل اليوم يومه الـ24، لتذكر في رسالة لاحقة، أنه إذا التزم الاحتلال بتعهداته، يمكن أن يستمر الإفراج عن المحتجزين كما هو مخطط له.
وقدّر مسؤولون إسرائيليون في اليومين الأخيرين أن "حماس" ترغب في إتمام الصفقة الإنسانية، لكنهم حذّروا من أنها قد تعطّل الدفعات الثلاث المتبقية للضغط على الاحتلال، خاصة إذا قدّرت أن نتنياهو لن يدفع بالمرحلة الثانية من الصفقة، ولن يسعى إلى وقف كامل لإطلاق النار. ونقلت القناة 12 العبرية، الليلة الماضية، تقديرات إسرائيلية بأن الأزمة مع "حماس" قد تكون مقلقة، لكنها لا تزال قابلة للحل. ويرى مسؤولون إسرائيليون لم تسمّهم القناة أن هناك بضعة أيام حتى موعد الدفعة المقبلة، "والآن هو الوقت المناسب للوسطاء لممارسة الضغط والعثور على حل".
ونقلت القناة عن مصدر كبير مطّلع على المفاوضات لم تسمّه قوله "من يريد إفشال صفقة يفعل ذلك في اللحظة الأخيرة، لا يبدأ الأزمة يوم الاثنين ويعطي وقتاً كافياً لحلها". وبحسب المصدر، فإن "الأزمة تنبع من دافعين رئيسيين: رغبة قيادة حماس داخل القطاع في إظهار إنجازات للسكان، وخاصة محاولة الضغط على الوسطاء والولايات المتحدة في ما يتعلق بمستقبل المرحلة الثانية من الصفقة".
من جهتها، أشارت صحيفة يديعوت أحرونوت إلى تقديرات مسؤولين إسرائيليين آخرين لم تسمّهم أن خطوة "حماس" هي رد فعل محتمل على سلسلة من التصريحات التي أدلى بها نتنياهو بشأن العودة إلى القتال، وعلى الشروط التي وضعها الاحتلال للمرحلة الثانية، والتي تشمل نفي "حماس" وتفكيك جناحها العسكري. كما أن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وفقاً للتقديرات الإسرائيلية، يمكن أن تكون قد دفعت الحركة إلى وقف الصفقة. ومع ذلك، فإن التقديرات الإسرائيلية ترى أن السبب الرئيسي للخطوة هو محاولة "حماس" زيادة الضغط بشأن إدخال المساعدات الإنسانية والوصول إلى مرحلة أقوى في المفاوضات.
وتظاهر مؤيدون لصفقة غزة في تل أبيب، الليلة الماضية، مطالبين حكومة الاحتلال ورئيسها بنيامين نتنياهو بعدم إحباطها، ومحذّرين من تدهور الحالة الصحية للمحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، فيما تظاهر اليوم عدد من عائلات المحتجزين، وناشطون، ومتضامنون، وأغلقوا شارع رقم 1 المؤدي إلى القدس المحتلة، قبل انعقاد جلسة الكابينت، مطالبين نتنياهو "بالكف عن تخريب الاتفاق، وإرسال وفد إلى الدوحة بتفويض كامل للتفاوض على المرحلة الثانية، التي ستؤدي إلى إطلاق سراح جميع المختطفين (المحتجزين) المتبقين دفعة واحدة".
وعقد نتنياهو تقييماً للوضع عقب إعلان "حماس"، وأمر بتقديم اجتماع الكابينت اليوم إلى الساعة الحادية عشرة بتوقيت القدس المحتلة. وكان من المقرر أن يكون تقييم الوضع تحضيراً لاجتماع الكابينت اليوم، وأن يناقش أعضاءه الموقف الاسرائيلي من مفاوضات المرحلة الثانية. ومع ذلك، من المتوقع أن يناقش الاجتماع الآن إمكانية حل الأزمة مع حركة حماس قبل نهاية الأسبوع. ووفقاً لصحيفة هآرتس العبرية، قد ينظر الكابينت في الآليات الممكنة للضغط على "حماس"، وفي الوقت نفسه تحديد الخطوط العريضة التي ستسمح لفريق المفاوضات الإسرائيلي بمناقشة المرحلة الثانية من صفقة غزة.
وبحسب التقديرات، قد يعرض نتنياهو على الوزراء التغييرات التي يقودها في تركيبة فريق المفاوضات، بما في ذلك تعيين الوزير رون ديرمر ليكون الشخصية القيادية التي تدير المفاوضات والاتصالات مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يعرض نتنياهو على أعضاء الكابينت المبادئ الرئيسية للتفاهمات التي توصّل إليها مع ترامب خلال زيارته إلى واشنطن الأسبوع الماضي، وخطة تهجير سكان غزة التي اقترحها الأخير.
وأشارت الصحيفة إلى تقدير مصادر إسرائيلية أن نتنياهو لا يرغب في متابعة الصفقة بالشروط الحالية، ويعتزم بدلاً من ذلك التسبب في انهيار المرحلة الثانية منها. ووفقاً لمصدر لم تسمّه الصحيفة، "من المشكوك فيه ما إذا كان من الممكن سد الفجوة بين موقف حماس والخطوط الحمر الإسرائيلية".