احتجاجات القوى الخاسرة بالانتخابات لا تلقى تفاعلاً في الشارع العراقي

احتجاجات القوى الخاسرة بالانتخابات لا تلقى تفاعلاً في الشارع العراقي

23 أكتوبر 2021
تستمرّ اعتصامات القوى الخاسرة في الانتخابات العراقية 2021 (مرتضى السوداني/الأناضول)
+ الخط -

على الرغم من مرور عدة أيام على احتجاجات واعتصامات "القوى الخاسرة" في الانتخابات العراقية أمام المنطقة الخضراء المحصنة، وسط بغداد، وبعض مدن وسط وجنوب البلاد، وتوجيه خطابات وهتافات ضد مفوضية الانتخابات التي تعمل على النظر في الشكاوى والطعون المقدمة من قبل مرشحي الأحزاب، إلا أن هذه الاحتجاجات لم تحظَ بأي اهتمام من قبل ناشطي ومتظاهري "تشرين" الذين يساندون عادة أي نوع من أنواع الاحتجاجات السلمية.

ويحتشد محتجون يتبعون لقوى وفصائل مسلّحة مقربة من إيران كانت قد خسرت الانتخابات التشريعية، قرب بوابات المنطقة الخضراء. وبحسب مصادر محلية أفادت "العربي الجديد"، فإن خيم المعتصمين تركزت عند بوابة المنطقة الخضراء من جهة حيّ الجادرية، الذي يضمّ مقرات أغلب المليشيات العراقية، موضحة أن المعتصمين بدأوا يطالبون بإعادة العد والفرز يدوياً، فيما يتهمون بعثة الأمم المتحدة في العراق بأنها متعاونة مع حكومة مصطفى الكاظمي ومفوضية الانتخابات على "سرقة" أصوات الكيانات السياسية الشيعية.

وعادة ما كانت تتحول أي احتجاجات في العراق إلى حدث بارز في البلاد، ولا سيما على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن اعتصامات القوى الخاسرة تحولت إلى حدث صراع حزبي من وجهة نظر العراقيين، رغم محاولات منظمي هذه الاحتجاجات منحها طابعاً شعبياً، خصوصاً بعد انتشار مقاطع مصورة تُظهر أن غالبية المتظاهرين هم من عناصر "الحشد الشعبي".

وأظهرت لقطات بثتها محطة تلفزيون "رووداو" المحلية، عبر مراسلها الذي تجول بين خيم الاعتصام في بغداد، أن "معظم المعتصمين قدموا بأوامر عسكرية من قبل قادة في "الحشد الشعبي"، وأنهم لا يعلمون ما حدث في الانتخابات، على الرغم من أنهم يرفعون لافتات تهاجم مفوضية الانتخابات، فيما أشار متحدثون إلى أنهم "يتوافدون إلى ساحة الاعتصام بشكل الواجبات العسكرية، إذ إنّ هناك فريقين يعتصمان، أحدهما صباحاً، والآخر في المساء".

ويرفض ناشطو ومتظاهرو الاحتجاجات التي شهدتها البلاد في أكتوبر/ تشرين الأول 2019، أن يكونوا جزءاً من الاعتصامات الحالية، أو داعمين لها، لكونها "مدفوعة سياسياً"، بحسب الناشط من محافظة النجف علي الحجيمي، الذي قال لـ"العربي الجديد"، إن "المتظاهرين حالياً ضد نتائج الانتخابات معظمهم لا علاقة لهم بالانتخابات، بل إنهم عناصر من الحشد الشعبي يجري استغلالهم سياسياً".

وأكمل الحجيمي أن "معظم نشطاء تشرين لا يشتركون في مثل هذه المعارك الخاسرة، ولو كانت التظاهرات الحالية تطالب بالكشف عن قتلة المتظاهرين أو إجراء إصلاحات يستحقها المواطن العراقي، لكان الشارع العراقي العفوي أول المساندين لها"، متهماً "الحشد الشعبي" بأنه "يستغل منتسبيه في معارك سياسية، وهذا الأمر يخالف الدستور العراقي الذي يشترط أن تكون قوى الأمن بعيدة عن الصراعات السياسية".

من جهته، قال الناشط من بغداد وعضو "الحزب الشيوعي العراقي" أيهم رشاد، إن "الفصائل المسلحة والقوى تعرضت لخسارة بسبب علاقتها بإيران بالدرجة الأولى، التي أخذت شكل التابع، وهو ما يرفضه الشارع العراقي، وخاصة جنوبي البلاد، عدا عن فشلهم في تقديم شيء لجمهورهم"، مبيناً لـ"العربي الجديد" أن "تظاهرات القوى الخاسرة لا تُعدّ إلا كونها أداة ضاغطة في سبيل تحقيق مكاسب سياسية، وأن العراقيين يسخرون منها لأنها لا تمتّ إلى أي صلة بالاحتجاجات العراقية الهادفة إلى الإصلاح".

وتعرضت معظم القوى السياسية التابعة للفصائل المسلحة في العراق لخسارة كبيرة في نتائج الانتخابات، وسبّبت هذه الخسارة تجمع أنصار القوى الخاسرة في الشوارع التي قطعوا عدداً منها، ما سبّب اختناقات مرورية كبيرة وسط العاصمة بغداد، ولم تخف قيادات القوى الخاسرة دعهما للتظاهرات الرافضة لنتائج الانتخابات، معتبرة أن ذلك "يُعدّ حقاً دستورياً".

وقال المتحدث باسم تحالف "الفتح"، الذي يمثل الجناح السياسي لـ"الحشد الشعبي" أحمد الأسدي، إن المتظاهرين خرجوا للتعبير عن رأيهم الرافض لنتائج الانتخابات، واصفاً، في مقابلة متلفزة، فعالياتهم أمام المنطقة الخضراء بأنها "اعتصامات سلمية". وأضاف الأسدي: "التظاهرات الحالية أفضل من الاحتجاجات الشعبية الواسعة التي اندلعت عام 2019"، مشيراً إلى أنه "لا يجوز المقارنة بين التظاهرات الحالية السلمية واحتجاجات تشرين"، كما قال.