اجتماع مغربي إسباني أوروبي لبحث مأساة مليلية

اجتماع مغربي إسباني أوروبي لبحث مأساة مليلية

07 يوليو 2022
تُعَدّ مكافحة الهجرة ملفاً أساسياً في التعاون بين المغرب وإسبانيا(Getty)
+ الخط -

يعقد يوم غد الجمعة، في العاصمة المغربية الرباط، اجتماع ثلاثي يضم مسؤولين من المغرب وإسبانيا والاتحاد الأوروبي، وذلك بالتزامن مع مرور أسبوعين على أحداث مليلية المأساوية التي خلفت مصرع 23 مهاجراً سرياً وإصابة 76 آخرين، فضلاً عن جرح 140عنصراً من الأمن المغربي، حسب آخر المعطيات الرسمية المتوافرة.

ويرتقب أن يثير كل من وزير الداخلية المغربي عبد الوافي لفتيت، ونظيره الإسباني فيرناندو غراندي مارلاسكا، ومفوضة الاتحاد الأوروبي للشؤون الداخلية إيلفا جوهانسون، خلال اجتماعهم، غداً الجمعة، قضايا الهجرة السرية وكيفية التعامل معها، وخاصة في ظل التحديات التي تطرحها في الوقت الحالي، إضافة إلى مناقشة مأساة مليلية والأسباب التي أدت إلى حدوثها.

وتُعَدّ مكافحة الهجرة غير النظامية ملفاً أساسياً في التعاون بين المغرب وإسبانيا، غير أن منظمات حقوقية تنتقد ما تعتبره "دور الدركي" الذي يؤديه المغرب لمصلحة الاتحاد الأوروبي.

وخلال الأيام الماضية، كان لافتاً حديث وسائل إعلام إسبانية ومغربية عن جنسية المهاجرين والمسارات التي اتبعوها للدخول إلى الأراضي المغربية، مشيرة إلى أن مهاجرين غيروا وجهتهم من مصر وتونس وليبيا إلى الحدود الجزائرية المغربية، وذلك بعد تلقيهم معلومات تفيد بوجود "طريق سالك"، وأن هناك "تساهلاً" جزائرياً غير مسبوق يسمح للمهاجرين بالعبور نحو المغرب، باعتباره أقرب نقطة للضفة الأخرى، بحسب صحف مغربية وإسبانية.

واستبق وزير الداخلية الإسباني زيارته للمغرب بالدعوة إلى ضرورة تقديم الدعم والمساندة للمغرب من أجل التصدي لهذه الظاهرة التي يعاني منها بدوره.

واعتبر وزير الإدماج والأمن الاجتماعي والهجرة الإسباني، خوسي لويس إسكريفا، أن المغرب يواجه "وضعاً معقداً للغاية" في مواجهة مافيات الهجرة غير الشرعية والتحكم في تدفقات الهجرة، داعياً إلى "فهم الوضع في المغرب"، الذي يواجه ضغطاً شديداً للهجرة، مؤكداً في المقابل أهمية "إظهار أكبر قدر من التعاطف والحساسية تجاه ظاهرة الهجرة وما تعنيه".

في المقابل، ارتفعت أصوات داخل المغرب وخارجه مطالبة بفتح تحقيق شفاف في تلك المأساة، كان آخرها دعوة الأمم المتحدة، الاثنين الماضي، إلى إجراء تحقيق مستقل في ما عاشه السياج الحدودي الفاصل بين محافظة الناظور (شمال شرقي المغرب) ومليلية المحتلة. فيما، أوفد المجلس الوطني لحقوق الإنسان في المغرب ( حكومي)، لجنة تابعة له في مهمة استطلاعية بمحافظة الناظور (شمال شرقي المغرب) ونواحيها، على إثر الأحداث المأساوية والعنيفة التي ترتبت عن محاولات عبور مئات المهاجرين السريين لبوابة العبور بين مدينتي الناظور ومليلية المحتلة.

وعرف السياج الحدودي الفاصل بين مدينة مليلية المحتلة ومحافظة الناظور منذ الساعات الأولى من صباح الجمعة 25 يونيو/ حزيران الماضي، محاولات اقتحام لنحو ألفي مهاجر، وصفتها وسائل إعلام إسبانية بـ"العنيفة والمنظمة"، مشيرة إلى أن المجموعة التي تمكنت من الاقتراب من السياج كانت محملة بحقائب ظهر مليئة بالحجارة والأسلحة البيضاء.

وتعتبر مليلية، وكذلك سبتة، نقطتي عبور معروفتين للمهاجرين السريين الذين يحاولون الوصول إلى الفردوس الأوروبي. وقبل أسابيع من الحدث المأساوي تجاوز عدد المهاجرين، الذين دخلوا سبتة ومليلية ثلاثة أمثال العدد، الذي دخل في الفترة ذاتها من 2021.

ومن أجل مواجهة تدفق المهاجرين السرّيين، شيّدت سلطات مدينتي سبتة ومليلية سياجين شائكين زودتهما بأجهزة لاستشعار الصوت والحركة على مسافة 12 كيلومتراً من مليلية و8 كيلومترات من سبتة. وموّل الاتحاد الأوروبي عبر وكالته لحماية الحدود الخارجية "فرونتكس" تشييد السياجين بكلفة 66 مليون يورو (72 مليون دولار).

المغرب: أحداث مليلية نتاج مخطط مدبر بشكل مدروس

وفي سياق متصل، قالت الحكومة المغربية، اليوم الخميس، إن عملية اقتحام المهاجرين للسياج الحدودي الفاصل بين محافظة الناظور ومليلية المحتلة، "كانت نتاج مخطط مدبر بشكل مدروس، وخارج عن الأساليب المألوفة لمحاولة عبور المهاجرين".

وأوضح الوزير المكلف العلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، خلال المؤتمر الصحافي الذي أعقب الاجتماع الأسبوعي للحكومة، أن "عملية اقتحام السياج الحديدي ما بين الناظور ومليلية يوم الجمعة 24 يونيو/حزيران الماضي، عرفت بشكل غير مسبوق انتهاج المهاجرين لأساليب تنطوي على عنف كبير تجاه أفراد القوات العمومية".

ولفت المسؤول المغربي إلى أن "المعطيات المتوافرة تشير إلى أن هذه العملية كانت نتاج مخطط مدبر بشكل مدروس، وخارج عن الأساليب المألوفة لمحاولة عبور المهاجرين، مضيفاً أن "الأبحاث والتحقيقات القضائية ما زالت سارية بخصوص هذه الأحداث، وتكريساً لاستقلالية السلطة القضائية، لا يمكن الخوض الآن في خلاصات ونتائج المساطر الجارية في هذا الشأن".

المساهمون