اجتماع لبحث الاستجابة الطارئة في السويداء ودرعا

13 اغسطس 2025   |  آخر تحديث: 23:45 (توقيت القدس)
جانب من الاجتماع التنسيقي لبحث سبل الاستجابة الطارئة، 13 أغسطس 2025 (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- ركز الاجتماع التنسيقي بوزارة الطوارئ السورية على تعزيز التنسيق لضمان وصول المساعدات الإنسانية لمحافظتي السويداء ودرعا، حيث يعاني السكان من أوضاع إنسانية صعبة ونقص في مراكز الإيواء.
- ناقش الاجتماع التحديات الصحية في السويداء، بما في ذلك صعوبة تأمين أدوية الأمراض المزمنة، ومعاناة درعا من نقص الإغاثة، مع دعوات لتفاعل أكبر من المنظمات الدولية.
- أشيد بجهود الهلال الأحمر ومنظمات المجتمع المدني، مع التأكيد على ضرورة زيادة الاستجابة الدولية، حيث وصلت قافلة مساعدات جديدة إلى السويداء بدعم من منظمات دولية ومحلية.

عُقد في مبنى وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث السورية، يوم الأربعاء، اجتماع تنسيقي لبحث سبل الاستجابة الطارئة في محافظتي السويداء ودرعا، جنوبي البلاد، ضمن الجهود المشتركة لتعزيز التنسيق الميداني، وضمان وصول المساعدات والخدمات الإنسانية إلى جميع المتضررين.

وأكد المشاركون أنّ الوضع الإنساني في السويداء ودرعا وريف دمشق "مأساوي"، موضحين أن محافظة السويداء تضم أكثر من 440 ألف شخص، بينهم 170 ألف نازح، فيما يتوزع في درعا أكثر من 31 ألف نازح على 69 مركز إيواء، وسط غياب مراكز في 16 قرية. أما في ريف دمشق، فيقيم 360 نازحاً في 23 مركزاً بمنطقة السيدة زينب، إضافة إلى نازحين بشكل فردي في عدد من البلدات.

وزير الطوارئ والكوارث، رائد الصالح، شدّد خلال الاجتماع على الحاجة إلى "عمل أكبر في الفترة المقبلة"، موضحاً أنّ لجنة حكومية شُكلت منذ اليوم الأول لأزمة الجنوب، وأن التنسيق جارٍ مع وزارة الداخلية لضمان أمن وسلامة القوافل الإنسانية.

من جانبه، أشار وزير الصحة، مصعب العلي، إلى أن العمل على تطوير الوضع الصحي في السويداء بدأ قبل الأزمة، لكن هناك "مشكلة في تأمين أدوية الأمراض المزمنة، مثل السرطان والسكري وأدوية غسيل الكلى". وأضاف: "نحن بحاجة إلى دخول فرقنا الطبية إلى السويداء لتقديم الخدمات الصحية، ولا يوجد أي حصار، لكن محاولات الدخول لم يُسمح بها".

محافظ درعا، أنور الزعبي، وصف المحافظة بأنها "منكوبة ومدمرة منذ أيام النظام البائد"، مبيناً أن 69 مركز إيواء تستقبل ستة آلاف عائلة مهجرة من السويداء، وسط "ضجر" النازحين من ضعف الاهتمام بالإغاثة والسلل الغذائية. وأشار إلى مشكلة اقتراب موعد افتتاح المدارس في ظل تخصيص عدد منها مراكز إيواء، لافتاً إلى وجود حالات مرضية مثل سوء الامتصاص، والحاجة إلى غسيل الكلى، وداعياً إلى "تفاعل أكبر من المنظمات الدولية".

دعوات للسلم الأهلي وتنسيق الجهود

وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل، هند قبوات، ثمّنت جهود مختلف الجهات، وخاصة الهلال الأحمر العربي السوري، مؤكدة أنّ "منظمات المجتمع المدني كانت جسوراً لخلق الاستجابة". ودعت إلى التفكير في "السلم الأهلي بعيداً عن الانتقام"، قائلة: "نريد دولة قوية ونأمل ألا تستمر الأزمة طويلاً".

أما محافظ ريف دمشق، عامر الشيخ، فأكد أن الأزمة أثرت بالمحافظة التي شهدت "دماراً واسعاً بسبب النظام البائد"، مشيراً إلى أن المنظمات الدولية "لم تأخذ دورها بشكل كافٍ". وطالب بتشكيل فرق عمل حقيقية لتحقيق الاستجابة وتأمين الخدمات، مثمناً جهود المجتمع المحلي.

أوضاع السويداء والحلول المقترحة

محافظ السويداء، مصطفى البكور، أشاد بدور اللجان المحلية والهلال الأحمر، مشدداً على ضرورة البحث عن حلول لأزمة الجنوب، ولا سيما في ظل "كارثة الإيواء ونقص الكهرباء والمياه". وكشف عن خطط لترميم عدد من القرى لإعادة المهجرين، مع العمل على إعادة تأهيل 16 قرية في الريف الشرقي لتخفيف الضغط عن مراكز الإيواء، وتأمين الخدمات في الريف الغربي الذي يعاني من نقص المياه والكهرباء.

مطالب بزيادة الاستجابة الدولية

نائب وزير الخارجية لشؤون المنظمات الدولية، سعد بارود، أشار إلى "نقص في المعلومات" حول الوضع، مطالباً بأن تكون للوفود الدولية التي زارت الجنوب "نتائج ملموسة على الأرض"، وداعياً المنظمات الدولية إلى زيادة حجم الاستجابة الإنسانية.

وشهدت السويداء، يوم الأربعاء، وصول قافلة مساعدات جديدة عبر الممر الإنساني من بلدة بصرى الشام في ريف درعا، ضمن الاستجابة الإنسانية للسكان. ووفق ما أوضحه عمر المالكي، مدير وحدة التواصل والإعلام في الهلال الأحمر السوري، لـ"العربي الجديد"، فقد احتوت القافلة على 7 أجهزة لغسيل الكلى مع مستلزمات تشغيلها، ستوزع على ثلاثة مستشفيات في السويداء، ضمن دفعة مساعدات إنسانية جديدة بدعم من متبرع محلي، لتأمين احتياجات المرضى المزمنين والتخفيف من معاناتهم. كما تضمنت المساعدات 250 طناً من الطحين، وسلالاً غذائية، ووقوداً، و10 آلاف عبوة مياه، بدعم من برنامج الأغذية العالمي، والصليب الأحمر اللبناني، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، إضافة إلى متبرع محلي.

ويأتي الاجتماع بعد يوم واحد من خروج 98 عائلة، بشكل فردي، من محافظة السويداء عبر معبر بصرى الشام الإنساني، أي ما مجموعه 391 شخصاً، بينهم نساء وأطفال، حيث قدّمت فرق الدفاع المدني السوري المساعدة للعائلات، وساهمت في تأمين انتقالهم إلى الوجهات التي اختاروها بأمان. وفي المقابل، دخل عبر المعبر ذاته 32 عائلة تضم 128 شخصاً عادوا إلى محافظة السويداء.