اجتماع لأطراف الاتفاق النووي بفيينا غداة انتخاب رئيسي رئيساً لإيران

اجتماع رسمي لأطراف الاتفاق النووي في فيينا غداة انتخاب رئيسي رئيساً لإيران

19 يونيو 2021
مساع حثيثة لإنقاذ الاتفاق النووي (الأناضول)
+ الخط -

تلتئم اللجنة المشتركة للاتفاق النووي مساء غد الأحد في العاصمة النمساوية فيينا، على مستوى المدراء السياسيين ونواب وزراء خارجية الدول الأعضاء بالاتفاق، إيران، وفرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، وروسيا والصين، ويترأس الاجتماع إنريكه مورا، مندوب الاتحاد الأوروبي في هذه المباحثات. 

وذكرت وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية أن المشاركين في الاجتماع سيناقشون أفق عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي وتنفيذه الكامل والمؤثر من قبل جميع الأطراف.  

وأكدت مصادر مواكبة لمفاوضات فيينا، لـ"العربي الجديد"، أن الاجتماع سيكون الأخير للجولة السادسة من مباحثات فيينا غير المباشرة بين طهران وواشنطن، "إن لم يحصل تطور يستدعي استمرار الجولة السادسة"، مشيرة إلى أن الجولة ستنتهي بعد الاجتماع وستعود الوفود إلى عواصمها.  

وأضافت المصادر، التي رفضت الكشف عن هويتها، أن الجولة السابعة ستنطلق مطلع يوليو/تموز المقبل، أي قبل نحو شهر من انتهاء ولاية الرئيس الإيراني الحالي حسن روحاني

وأوضحت أن الوفود ستعود بـ"آخر نتائج الجولة السادسة إلى عواصمها والحلول المقدمة لحل القضايا الخلافية المتبقية التي تستدعي اتخاذ القرار"، لافتة إلى أن "الخلافات تقلصت بشكل جيد خلال هذه الجولة"، فضلاً عن "حصول تفاهمات حول بعض الخلافات الفنية المرتبطة بتنفيذ إيران تعهداتها النووية وآثار خطواتها النووية خلال السنوات الأخيرة، لكنها لم تحل بالكامل". 

وأشارت إلى أن "إيران لا تزال تصر على مطلبها بأن يكون لديها وقت كاف للتحقق من رفع العقوبات الأميركية قبل أن تعود إلى تنفيذ تعهداتها النووية، لكن الجانب الأميركي لم يتجاوب بعد مع هذا المطلب والحلول المقدمة لهذا الخلاف الأساسي، خاصة من روسيا في هذا الخصوص." 

وبخصوص باقي القضايا الخلافية، قالت المصادر ذاتها إن الولايات المتحدة أبدت مرونة أكثر أخيرا لـ"تعليق" بعض العقوبات على كيانات وأشخاص إيرانيبن، "لكنها ما الت ترفض إنهاء هذا الملف وتصر على أنه غير مرتبط بالانسحاب من الاتفاق النووي"، بالإضافة إلى أن"الجانب الأميركي أصبح أكثر مرونة في التعاطي مع بعض الخلافات خلال الجولة السادسة، لكن ما زالت هناك قضايا مهمة بحاجة إلى المزيد من النقاش والوقت". 

في الأثناء، أبدى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، اليوم السبت، تفاؤلاً بالتوصل إلى اتفاق خلال مباحثات فيينا قبل انتهاء ولاية الحكومة الإيرانية الحالية يوم الثالث من أغسطس/آب المقبل. 

وأضاف ظريف على هامش منتدى أنطاليا الدبلوماسي أن "المفاوضات حول إحياء الاتفاق النووي مستمرة في فيينا، وهناك احتمال جيد للتوصل إلى الاتفاق قبل نهاية مسؤوليتنا. نحن، مطلع أغسطس، سنغادر السلطة ونسلمها للحكومة الجديدة، وأتصوّر أن هناك احتمالاً كبيراً جداً للتوصل إلى اتفاق قبل هذا التاريخ". 

كما أشار إلى أن "القضية المهمة المتبقة في فيينا هي طريقة التحقق من تنفيذ أميركا التزاماتها"، أي رفع العقوبات"، قائلا إن "طريقة تنفيذها تعهداتها تتحقق منها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لكن طريقة التحقق من تنفيذ أميركا التزاماتها غير واضحة بعد". وأضاف ظريف أن "النسخة المعدلة لمسودة الاتفاق أصبحت أكثر وضوحا والخلافات طور التراجع والحذف". 

 إرادة أميركية 

وتأتي تصريحات ظريف فيما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، اليوم السبت، عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الأسابيع المقبلة قبل تولي الرئيس الإيراني المنتخب إبراهيم رئيسي السلطة التنفيذية تشكل "نافذة فريدة للتوصل إلى اتفاق" خلال مباحثات فيينا.

وبحسب الصحيفة، فإن كبار مساعدي الرئيس الأميركي يرون أن "اللحظة ربما تكون قد حانت"، مع توقع التوصل إلى هذا الاتفاق قبل الثالث من أغسطس/ آب المقبل، عند انتقال السلطة من حكومة الرئيس حسن روحاني إلى إبراهيم رئيسي.  

كما أن موقع "أكسيوس" الأميركي، قال إن إدارة الرئيس جو بايدن ترغب بالتوصل إلى اتفاق نهائي مع إيران من أجل العودة إلى الاتفاق النووي، قبل تولي الرئيس الإيراني الجديد منصبه. 

وبحسب ما نقله الموقع عن مسؤول أميركي لم تُحدَّد هويته، فإن استمرار المحادثات إلى أوائل أغسطس/ آب المقبل سيكون "مقلقاً"، حيث من المقرّر أن تتم عملية الانتقال في إيران، مشيراً إلى أن عدم التوصل إلى اتفاق قبل تشكيل الحكومة الجديدة سيثير تساؤلات جدية حول مدى إمكانية تحقيقها. 

ويعتقد مسؤولون غربيّون أن من السهل التوصل إلى اتفاق مع الإدارة المنتهية ولايتها في إيران، مقارنة بالحكومة المقبلة، التي فاز بها المرشح المحافظ إبراهيم رئيسي في انتخابات أجريت أمس الجمعة.