اجتماع تركي إسرائيلي بأذربيجان لتفادي الضربات في سورية

10 ابريل 2025   |  آخر تحديث: 15:33 (توقيت القدس)
جنود إسرائيليون بمنطقة الحمادية في القنيطرة، 6 يناير 2025 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- عقدت تركيا وإسرائيل اجتماعًا في أذربيجان لبحث إنشاء آلية تفادي الصدام في سورية، بهدف منع الحوادث غير المرغوب فيها بين البلدين، وسط قلق إسرائيل من النفوذ التركي المتزايد في المنطقة.

- أصدرت إسرائيل بيانًا يشكر أذربيجان على استضافة المحادثات، حيث تم استعراض المصالح المشتركة والاتفاق على مواصلة الحوار للحفاظ على الاستقرار الأمني، مع تأكيد إسرائيل على نزع السلاح من الجنوب السوري وضمان حرية الحركة الجوية.

- أقامت إسرائيل قناة اتصال سرية مع روسيا لتجنب الصدامات العسكرية في سورية، وقلّصت حجم المعلومات المنقولة مع بداية الحرب في أكتوبر 2023، معارضةً بشدة إنشاء قواعد عسكرية تركية في سورية.

أعلنت وزارة الدفاع التركية، اليوم الخميس، عقد أول اجتماع فني بين تركيا وإسرائيل في أذربيجان أمس الأربعاء بخصوص إنشاء آلية تفادي الصدام "لمنع حصول حوادث غير مرغوب بها في سورية"، وذلك بعد أن أثار النفوذ التركي في سورية قلق إسرائيل التي كثفت من ضرباتها الجوية منذ إسقاط نظم الأسد.

ونقلت وكالة رويترز عن مصادر وزارية تركية، قولها إن المحادثات تمثل بداية جهود لإنشاء قناة اتصال لتجنب أي صدامات أو سوء فهم محتمل لعمليات البلدين في المنطقة. وقال أحد المصادر إنّ "الجهود ستستمر لوضع هذه الآلية"، دون تقديم مزيد من التفاصيل بشأن نطاق المحادثات أو جدولها الزمني.

وأصدر ديوان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بياناً قال فيه إنه "بتوجيه من رئيس الوزراء، التقت أمس بعثة سياسية - أمنية برئاسة رئيس مجلس الأمن القومي، تساحي هنغبي، وبمشاركة كبار المسؤولين من وزارة الأمن والأجهزة الأمنية، مع وفد تركي موازٍ". وأضاف البيان: "تشكر إسرائيل أذربيجان والرئيس إلهام علييف على استضافة هذه المحادثات الهامة. خلال المحادثات، استعرض كل طرف مصالحه في المنطقة، وتم الاتفاق على مواصلة مسار الحوار من أجل الحفاظ على الاستقرار الأمني".

وكان وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، قد أعلن الأربعاء أن بلاده تجري محادثات على المستوى الفني مع إسرائيل لخفض التوترات بشأن سورية. وقال فيدان لقناة "سي أن أن تورك" التلفزيونية: "الآن، بينما نقوم بعمليات معينة في سورية، يتعين أن يكون هناك آلية تفادي صدام في مرحلة معينة مع إسرائيل التي تحلّق طائراتها في تلك المنطقة، تماماً كما نفعل مع الأميركيين والروس". وأضاف: "طبعاً، إنه أمر طبيعي أن يكون هناك اتصالات على المستوى الفني لتأسيس ذلك". لكن فيدان استبعد أن يكون هناك تطبيع للعلاقات مع إسرائيل.

من جهتها، أكدت وسائل إعلام عبرية اليوم الخميس نقلاً عن مسؤول سياسي إسرائيلي لم تسمّه، عقد لقاء بين ممثلين عن إسرائيل وتركيا في أذربيجان أمس، مشيراً إلى أن "إسرائيل أوضحت بشكل لا لبس فيه، أن أي تغيير في نشر القوات الأجنبية في سورية، وخصوصاً إنشاء قواعد تركية في منطقة تدمر، يمثل خطاً أحمر، وسيُعتبر كسراً للقواعد". وأكدت إسرائيل سابقاً، وفقاً لذات المسؤول، أن منع هذا التهديد، من مسؤولية الحكومة في دمشق، وأن أي عمل يهدد إسرائيل سيعرّض حكم أحمد الشرع للخطر.

وكانت صحيفة معاريف قد نقلت عبر موقعها الإلكتروني الليلة الماضية، تأكيد مسؤولين إسرائيليين لم تسمّهم، أن الاتصالات مع الأتراك بشأن مستقبل سورية تجري من قبل المستويات المهنية. ويضيف الإسرائيليون أن جميع العمليات العسكرية التي ينفّذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في سورية، تحظى بدعم كامل من رئيس الولايات المتحدة الأميركية، دونالد ترامب.

وأوضحت إسرائيل للجانب التركي أنها تطالب بتحقيق شرطين في سورية، هما نزع السلاح بالكامل من الجنوب السوري وعدم وجود قوات عسكرية هناك، وضمان حرية الحركة الجوية فوق سورية ولبنان. وتقول إسرائيل إن الأتراك من جانبهم ينظرون إلى سورية على أنها محميّة لهم، وإن الحكومة التركية لديها نيات لتوسيع النفوذ التركي.

وترفض إسرائيل، وفق صحيفة معاريف، الإفصاح عن نطاق الاتصالات ومحتواها بين البلدين. ويُذكر في السياق أن السفارة الإسرائيلية في تركيا مغلقة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، على خلفية حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة ومطالبة تركيا إسرائيل بوقف الإبادة.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد قال أول من أمس الثلاثاء، إن تركيا تريد إنشاء قواعد عسكرية في سورية، وإنه يرفض إقامتها بزعم أنها تُشكل خطراً على إسرائيل. وذكر نتنياهو في فيديو نشره قبل مغادرته واشنطن أن إسرائيل تعارض إنشاء قواعد عسكرية تركية في سورية، مهدداً بالعمل ضدها.

على مدار العقد الماضي، أقامت إسرائيل قناة اتصال سرية وهادئة مع روسيا، بهدف منع الصدامات والمواجهات العسكرية بين البلدين في سورية، خصوصاً خلال السنوات التي كان فيها سلاح الجو الروسي نشطاً على نحو مكثّف في الأجواء السورية، وحتى سقوط نظام الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وفي إطار هذه القناة السرية، وفق ما أشار إليه موقع القناة 12 العبرية، كانت إسرائيل تبلغ روسيا مسبقاً بعدد من العمليات العسكرية والهجمات ضد الجماعات الإيرانية والمتحالفة مع إيران. ولفتت القناة إلى تقرير نشرته وكالة "بلومبيرغ"، أفاد بأن إسرائيل قلّصت كثيراً منذ بداية الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023 حجم المعلومات التي تنقلها إلى الروس عبر هذه القناة السرية.

المساهمون