اجتماع عراقجي وحسين والصباغ بشأن سورية.. لا مخرجات واضحة
استمع إلى الملخص
- أكد الوزير الإيراني دعمه للنظام السوري، مشيراً إلى أن هجوم المعارضة هو مؤامرة أميركية صهيونية، بينما دعا الوزير العراقي إلى اجتماع في بغداد لمناقشة الأوضاع الخطيرة في سوريا.
- شدد الوزراء في بيان مشترك على خطورة الأحداث في سوريا وتأثيرها على أمن المنطقة، مع التأكيد على احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها، والدعوة إلى حشد الجهود للتوصل إلى حلول سلمية.
لم يعلن وزراء خارجية العراق والنظام السوري وإيران، اليوم الجمعة، خلال اجتماع ثلاثي بينهم في بغداد أعقبه مؤتمر صحافي مشترك، عن أي موقف واضح موحد إزاء ما تشهده سورية من أحداث، ففي وقت دعا وزير النظام السوري بسام الصباغ إلى دعم بلاده، وأن الهجوم الذي تشهده يمثل تهديداً للمنطقة ككل، أكد الوزير العراقي فؤاد حسين السعي إلى اجتماع عاجل للجامعة العربية، وتفعيل السبل الدبلوماسية للتهدئة، فيما كان الموقف الإيراني أشد، إذ جدد الوزير الإيراني عباس عراقجي تأكيد الدعم للنظام السوري.
وبحث الاجتماع الثلاثي الأوضاع في المنطقة، وذلك في ظل التطورات المتسارعة في سورية، لا سيما بعد تقدم فصائل المعارضة وسيطرتها على مدن رئيسية، آخرها مدينة حماة اليوم، وقبلها حلب الأسبوع الماضي. وفي الوقت الذي كان متوقعاً الإعلان عن قرارات عملية على الأرض من قبل بغداد وطهران على الأقل في ما يتعلق بدعم النظام السوري، انتهى الاجتماع دون إيضاح أي مقررات أو تفاهمات جرى التوصل إليها.
وقال وزير الخارجية العراقية فؤاد حسين، في المؤتمر الصحافي الثلاثي: "تم الاجتماع اليوم وبحثنا الأوضاع في سورية بصورة تفصيلية وتبعاته على الدول المجاورة ولا سيما العراق"، مؤكداً أن "أمن سورية متعلق بأمن المنطقة". وأضاف أن "الهجمات على سورية من قبل التنظيمات الإرهابية مدانة أينما كانت"، مشيراً إلى أن "العراق كان أيضاً من ضحايا الإرهاب ومحاربيه". وتابع أن "موقف العراق واضح وأمن العراق وسورية مرتبط"، مؤكداً "حماية أراضي العراق وحدوده، وإبعاده عن أي هجمات إرهابية، من خلال القوات المسلحة العراقية بجميع أصنافها".
وقال حسين: "قواتنا المسلحة على أهبة الاستعداد لحماية أرض الوطن"، موضحاً أن "بغداد ستبادر لعقد اجتماع لعدد من الدول في بغداد لمناقشة الأوضاع الخطيرة في سورية". وتابع: "سندعو إلى اجتماع عاجل للجامعة العربية على مستوى الوزراء، وسنفعّل كل السبل الدبلوماسية للوصول إلى التهدئة بالوضع السوري"، لافتاً إلى أنه "جرى التواصل مع وزراء خارجية تركيا والسعودية والإمارات ومصر والأردن، حيث سيجري العمل معاً للتنسيق بهذا الشأن". وأكد حسين دعم العراق "للشعب السوري من خلال إرسال المساعدات الإنسانية".
من جهته، قال وزير خارجية النظام السوري، بسام الصباغ، في المؤتمر: "أجرينا محادثات مهمة حول التطورات الأخيرة في سورية مع القيادات العراقية، وشرحت لكل من التقيت بهم التهديدات الأمنية والظروف الإنسانية"، مؤكداً أن "الهجوم الإرهابي تسبب بموجة نزوح كبيرة في سورية".
وشدد على أن "الجهات التي تقف وراء الهجوم الإرهابي تنتهك قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بمكافحة الإرهاب والاتفاقات الدولية"، لافتاً إلى أن "الهجوم الإرهابي لا يشكل تهديداً لسورية فحسب، بل لكل دول المنطقة، ويجب حشد الجهود العربية والإقليمية والدولية لدعم دولة سورية في التصدي للإرهاب ومكافحته وإدانة الهجمات التي نفذتها تحرير الشام".
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أكد في المؤتمر، أن الاجتماع الثلاثي الذي عُقد في العاصمة بغداد "حمل 3 رسائل أبرزها أن هجوم فصائل المعارضة السورية هو مؤامرة أميركية صهيونية". وقال: "اتخذنا قراراً باستمرار نشاطاتنا بشكل مشترك بما يخص سورية".
وأوضح أن الاجتماع الثلاثي لهذا اليوم فيه ثلاث رسائل، الأولى تأكيد الدعم لسورية حكومة وشعباً ضد الجماعات المسلحة الإرهابية، وثانيها أن التهديدات الإرهابية ليست ضد سورية فقط، بل لكل دول المنطقة، فهي تشمل تركيا والعراق والأردن، مضيفاً أن "النقطة الثالثة شددت على عدم التمييز في مكافحة الإرهاب بين بلد وآخر، ويجب أن نواجه الارهاب في سورية وبكل قوة". وتابع أن "من يريد تجاوز تدخل الكيان الصهيوني بهذا الوضع في سورية فهو مخطئ"، مضيفاً "أعلنا عن دعمنا لسورية وسنستمر بهذا الدعم بكل ثقلنا".
وذكر بيان مشترك (عراقي - إيراني - سوري) تلقته وكالة الأنباء العراقية (واع)، أنه "جرى في الاجتماع التطرق إلى التحديات التي تواجهها المنطقة بشكل عام والتطورات الأمنية الأخيرة في سورية، حيث تشارك الوزراء في وجهات النظر التي ركزت على خطورة الأحداث في سورية وحساسيتها لجميع الأطراف في المنطقة، واحتماليات توسع أبعادها التي ستمثل خطراً شديداً على الدول الثلاث وتهدد أمن شعوبها والمنطقة برمتها".
وأدان المشاركون، بحسب البيان، "الإرهاب بكافة أشكاله وصوره المصنفة من قبل مجلس الأمن"، وأكدوا "العمل الجماعي للتصدي له"، كما أدان الوزراء "الاعتداءات الصهيونية المستمرة على سورية، وكذلك على غزة ولبنان". وتابع البيان أنه جرى الاتفاق على "ضرورة استمرار التشاور والتنسيق بين الدول الثلاث لمتابعة هذه التطورات، والاستعداد لأي تطورات في الأيام القادمة"، حيث جرى التأكيد على" احترام سيادة سورية واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها".
وأكد الوزراء أن "تهديد أمن سورية يشكل خطراً عاماً على استقرار المنطقة برمتها، ولا خيار سوى التنسيق والتعاون والتشاور الدبلوماسي المستمر لإبعاد جميع مخاطر التصعيد في المنطقة"، كما جرى التأكيد على "ضرورة حشد جميع الجهود العربية والإقليمية والدولية من أجل التوصل إلى حلول سلمية للتحديات التي تواجه المنطقة عموماً وسورية على وجه الخصوص".