اجتماع باريس يحذر من وقف إطلاق النار في أوكرانيا دون اتفاق سلام

18 فبراير 2025
إيمانويل ماكرون يستقبل كير ستارمر في باريس 17 فبراير 2025 (لودوفيك مارين/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أبدى الزعماء الأوروبيون في اجتماع باريس استعدادهم لتقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا، مع التحذير من وقف إطلاق النار دون اتفاق سلام، وذلك بعد استبعادهم من محادثات سلام بين الولايات المتحدة وروسيا.
- دعا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الولايات المتحدة لتقديم ضمان أمني لأوكرانيا، مشيراً إلى استعداده لنشر قوات حفظ سلام في حال التوصل إلى اتفاق سلام دائم، مؤكداً على أهمية تعزيز القدرات العسكرية الأوروبية.
- أحدثت دعوة ستارمر انقساماً بين الدول الأوروبية، حيث عارضت ألمانيا وإيطاليا الفكرة، بينما أبدت الدنمارك انفتاحها على مناقشتها، وسط قلق أوروبي من مبادرات الإدارة الأميركية.

قال مسؤول بالاتحاد الأوروبي إن الزعماء الأوروبيين الذين شاركوا في اجتماع باريس بشأن أوكرانيا، أمس الاثنين، أبدوا استعدادهم لتقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا، لكنهم حذروا من التوصل إلى وقف لإطلاق النار دون اتفاق سلام في الوقت نفسه. ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى عقد الاجتماع بعدما رتب نظيره الأميركي دونالد ترامب محادثات سلام ثنائية مع روسيا، مستبعداً الحلفاء الأوروبيين وأوكرانيا من المفاوضات التي من المقرر أن تبدأ في السعودية اليوم الثلاثاء.

وقال المسؤول الأوروبي في تلخيص لنتائج اجتماع باريس: "نحن مستعدون لتقديم ضمانات أمنية مع بحث الوسائل مع كل طرف اعتماداً على مستوى الدعم الأميركي"، وأكد المسؤول: "نحن نتفق مع الرئيس ترامب على نهج سلام من خلال القوة"، مضيفاً في الوقت نفسه: "نعتقد أنه من الخطير إبرام وقف لإطلاق النار دون اتفاق سلام في الوقت نفسه".

وقال ماكرون، أمس الاثنين، إنه تحدث إلى ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعد الاجتماع، وأضاف في منشور على منصة إكس: "سيستمر العمل بناء على مقترحات المفوضية الأوروبية، سواء في دعم أوكرانيا أو في تطوير دفاعنا والاستثمار فيه". وأُصيب المسؤولون الأوروبيون بالدهشة والذهول إزاء التحركات التي اتخذتها إدارة ترامب بشأن أوكرانيا وروسيا والدفاع الأوروبي في الآونة الأخيرة، وتتعين عليهم الآن مواجهة حقيقة مستقبل بحماية أميركية أقل. وأدى قرار الولايات المتحدة بالتصرف بمفردها مع روسيا إلى إدراك الدول الأوروبية أنها ستكون مضطرة إلى بذل المزيد من الجهود لضمان أمن أوكرانيا.

من جهته، دعا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، بعد الاجتماع، الولايات المتحدة إلى تقديم "ضمان أمني" لمنع روسيا من مهاجمة أوكرانيا مجدداً، وحذّر ستارمر من أن الحلفاء في جميع أنحاء القارة، بما في ذلك بريطانيا، سيتحملون "مسؤولية" أمنهم من خلال تعزيز الإنفاق الدفاعي والقدرات العسكرية، وفقاً لوكالة الأنباء البريطانية (بي إيه ميديا).

كما أشار ستارمر إلى استعداده لنشر قوة لحفظ السلام في أوكرانيا في حال التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب الروسية، إلا أنه أكد بعد لقاء نظرائه الأوروبيين أن الضمان الأمني الأميركي هو السبيل الوحيد لمنع موسكو من مهاجمة أوكرانيا مجدداً في المستقبل. وقال ستارمر: "يجب أن تلعب أوروبا دورها، وأنا مستعد للنظر في إرسال قوات بريطانية إلى الميدان إلى جانب الآخرين إذا تم التوصل إلى اتفاق سلام دائم"، وأضاف: "لكن لا بد من وجود ضمان أمني أميركي، لأن الضمان الأميركي هو الوسيلة الوحيدة لردع روسيا بشكل فعال عن مهاجمة أوكرانيا مجدداً".

انقسام في اجتماع باريس حيال قوة السلام

ولن يؤدي إرسال قوة حفظ سلام لزيادة خطر المواجهة المباشرة مع روسيا فحسب، وإنما أيضاً إلى استنزاف الجيوش الأوروبية، التي استُنفدت ترساناتها من خلال تزويد أوكرانيا بالإمدادات، بعد الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في 2022. وهناك أيضاً أسئلة صعبة بخصوص الطريقة التي ستتمكن بها بعض الدول الأوروبية، التي تعاني ماليتها العامة من ضغوط، من دفع ثمن مثل هذه الالتزامات العسكرية الموسعة.

وأحدثت دعوة ستارمر لنشر قوات حفظ سلام انقساماً بين المشاركين في اجتماع باريس، وقال المستشار الألماني، أولاف شولتز، إنه لا يمكن التوصل إلى اتفاق سلام دون موافقة أوكرانيا، لكنه أضاف أن الحديث عن مهمة حفظ سلام ألمانية في أوكرانيا "غير مناسب على الإطلاق" دون التوصل إلى اتفاق سلام. 

وفي إيطاليا، ذكرت مصادر في مكتب رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني أنها أيضاً تعارض الخطة المتعلقة بقوات حفظ السلام، ونقلت عنها هذه المصادر قولها: "كان من المفيد اليوم مناقشة الفرضيات المختلفة المطروحة على الطاولة. يبدو لي أن الفرضية التي تشير لنشر جنود أوروبيين في أوكرانيا هي الأكثر تعقيداً وربما الأقل فعالية، وأعبر عن شكوك إيطاليا بهذا الصدد". أما رئيسة وزراء الدنمارك مته فريدريكسن فعبرت عن انفتاحها على مناقشة نشر القوات، مشيرة إلى أنه يتعين على أوروبا تعزيز دعمها لأوكرانيا مع زيادة الإنفاق الدفاعي المحلي. وأضافت فريدريكسن لصحافيين: "روسيا تهدد أوروبا كلها الآن، وهذا شيء مؤسف".

وجاء اجتماع باريس، الذي شارك فيه نحو عشرة من قادة دول الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو)، لتحديد رد مشترك حول أمن أوروبا ومواجهة "تسريع" الإدارة الأميركية التحرك على صعيد ملف أوكرانيا في لحظة حساسة بالنسبة إلى العلاقات عبر الأطلسي، وسط قلق أوروبي من مبادرات ترامب الذي استأنف المحادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. كما جاء اجتماع باريس أيضاً غداة اختتام مؤتمر ميونخ للأمن في ألمانيا الذي ألقى فيه نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس خطاباً حاداً هاجم فيه الاتحاد الأوروبي، متهماً إياه بفرض قيود على حرية التعبير، مع تأكيده أن الأميركيين يدرسون إجراء مفاوضات بشأن أوكرانيا من دون الأوروبيين.

(رويترز، أسوشييتد برس، العربي الجديد)

المساهمون