اجتماع الفصائل الفلسطينية في الجزائر.. تفاؤل كبير بإنهاء الانقسام

اجتماع الفصائل الفلسطينية في الجزائر.. تفاؤل كبير بإنهاء الانقسام

12 أكتوبر 2022
فضلت السلطات الجزائرية إبقاء الاجتماع مغلقاً حفاظاً على الجدية (مجدي فتحي/ Getty)
+ الخط -

أبدت قيادات فلسطينية مشاركة في اجتماع الفصائل في الجزائر لإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية تفاؤلا كبيرا بتحقيق تقدم كبير على صعيد إنجاز الواجبات الأساسية والتفاهمات الضرورية لتوحيد الموقف الفلسطيني، فيما فضلت السلطات الجزائرية إبقاء الاجتماع مغلقًا منعًا لتسريب المعلومات وحفاظا على جدية التفاهمات حول الوثيقة الجزائرية.

وأكد القيادي في "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" محمد الحمامي، الذي يشارك في الاجتماع، لـ"العربي الجديد"، أن اللقاء تسوده أجواء إيجابية، مشيرًا إلى تحقيق تقدم كبير خلال اجتماع الثلاثاء بما يخص بنودًا من وثيقة المقترح الجزائري، مع وجود مؤشرات هامة إلى إمكانية نجاح المحطة الجزائرية.

وبحسب ما قال الحمامي، فإن التوافقات تركزت على ضرورة إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية والشراكة السياسية وتفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية كإطار جامع وموحد، مشيرا إلى أن "الرعاية الجزائرية وفرت كافة الظروف لتحقيق النجاح، وتميزت بأنها لم تفرق بين الفصائل في كل شيء، وهذا ما يعزز الثقة بالجزائر".

 من جهته، أكد عضو وفد "جبهة النضال الشعبي" جمال خليل أبو أحمد، الذي يشارك في الاجتماع، لـ"العربي الجديد"، أن "أجواء الاجتماع إيجابية بصورة تدعو إلى التفاؤل"، مبينًا أن النقاشات كانت بناءة ومفيدة، وأضاف "نعتقد أن هناك إيجابية كبيرة، وهذا يعزز الحوافز نحو تحقيق الأهداف الرئيسة من اجتماع الجزائر".

أما المسؤول الإعلامي عن "حركة فتح" في الجزائر يامن قديح، فأكد لـ"العربي الجديد"، أن "اللقاء كان شاقا لكن الأجواء طيبة والنقاشات صريحة (...) يمكن القول إننا على طريق إنهاء الانقسام".

وشدد قديح نقلًا عن وفد الحركة المشارك في الاجتماع على "وجود رغبة كبيرة لدى وفد (فتح) وكل الفصائل بعدم خذلان الجزائر في مساعيها الجادة ودبلوماسيتها الهادئة".

 واختارت الرئاسة الجزائرية الاجتماع في المكان نفسه (قصر الأمم)، والقاعة التي أعلن فيها الرئيس الراحل ياسر عرفات قيام الدولة الفلسطينية في نوفمبر/ تشرين الثاني 1988.

وجرى الاجتماع بشكل مغلق، وبعيدا عن وسائل الإعلام، بما فيها وسائل الإعلام الرسمية، وذلك بهدف إبعاد القيادات الفلسطينية عن أي ضغوط إعلامية وسياسية، كما أبقيت بنود الورقة الجزائرية غير معلنة، فيما طُلب من الوفود المشاركة عدم الكشف عنها لوسائل الإعلام حتى انتهاء الاجتماع.

 وبدأ اجتماع الفصائل الفلسطينية أمس الثلاثاء في الجزائر، برعاية مباشرة من الرئيس عبد المجيد تبون، وبمشاركة 14 فصيلا، وذلك في إطار مبادرة لتحقيق المصالحة والوحدة الوطنية الفلسطينية، قبل انعقاد القمة العربية المقررة في مطلع شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

وتشارك حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بوفد يقوده رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية، وضم كلا من: خليل الحية، وماهر صلاح، وحسام بدران، فيما يقود وفد حركة "فتح" القيادي عزام الأحمد برفقة أعضاء اللجنة المركزية للحركة محمد المدني، وأحمد حلس، ودلال سلامة.

ويمثل "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" عضو المكتب السياسي رمزي رباح، إضافة إلى عضوي المكتب السياسي صالح ناصر وخالدات حسين، وممثل الجبهة في الجزائر محمد الحمامي، فيما يقود وفد "جبهة النضال الشعبي" وزير التنمية الاجتماعية وأمينها العام أحمد مجدلاني، كما يقود سليم البرديمي وفد "الجبهة العربية الفلسطينية".

وتسعى الجزائر إلى دفع الفصائل الفلسطينية للتوافق على ورقة مقترحة تشكل وثيقة أساسية تطرح في القمة العربية المقبلة في الجزائر وتكون قاعدة تؤطر الدعم العربي، خاصة في ما يتعلق بالتمسك بالحقوق الفلسطينية التاريخية وسبل تقديم الدعم العربي.

وكان وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة قد أكد أن الجزائر قامت بتحضير دقيق لاجتماع الفصائل الفلسطينية، كاشفًا عن تنسيق استباقي جزائري مع عدد من الدول العربية التي انخرطت سابقا في الجهد الرامي إلى دعم المصالحة الفلسطينية بشأن اجتماع الجزائر، مؤكدًا وجود دعم فلسطيني وعربي للورقة الجزائرية التي ستناقش في الاجتماع.