اجتماع عمّان بشأن السويداء: تشكيل مجموعة ثلاثية لتثبيت وقف النار

12 اغسطس 2025   |  آخر تحديث: 20:36 (توقيت القدس)
الصفدي والشيباني وبرّاك، عمّان 12 أغسطس 2025 (الخارجية الأردنية/إكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- استضافت عمّان اجتماعاً ثلاثياً بين الأردن وسوريا والولايات المتحدة لبحث الأوضاع في سوريا، مع التركيز على محافظة السويداء، وتم الاتفاق على تشكيل مجموعة عمل لدعم وقف إطلاق النار.
- رحبت الأطراف بخطوات الحكومة السورية نحو المصالحات المجتمعية ومحاسبة مرتكبي الجرائم، وأكدت على أهمية حماية حقوق أبناء السويداء في إعادة بناء سوريا.
- شدد المبعوث الأميركي على التزام الحكومة السورية بمحاسبة المتورطين في الجرائم وأهمية المساعدات الإنسانية، مع التأكيد على دور الأردن في دعم استقرار سوريا.

بحث الاجتماع سبل إعادة بناء سورية على أسس تضمن أمنها واستقرارها

اتفقت الأطراف الثلاثة على عقد اجتماع آخر في الأسابيع المقبلة

ترحيب أردني أميركي بتعامل الحكومة السورية مع أحداث السويداء

استضافت العاصمة الأردنية عمّان، اليوم الثلاثاء، اجتماعاً أردنياً سوريّاً أميركيّاً مشتركاً، لبحث الأوضاع في سورية وسبل دعم عملية إعادة بنائها على الأسس التي تضمن أمنها واستقرارها وسيادتها ووحدتها وعدم التدخل بشؤونها وتلبي طموحات شعبها وتحفظ حقوق كل السوريين.

واتفق الأطراف الثلاثة على عقد اجتماع آخر في الأسابيع المقبلة، لاستكمال المداولات التي جرت اليوم، إضافة إلى الاستجابة لطلب الحكومة السورية بتشكيل مجموعة عمل ثلاثية تستهدف إسنادها في جهودها لتثبيت وقف إطلاق النار في محافظة السويداء وإنهاء الأزمة فيها، في ظل ترحيب أردني أميركي بخطوات الحكومة السورية المتمثلة بالشروع بمسار المصالحات المجتمعية وتعزيز السلم الأهلي، وإجراء التحقيقات الكاملة ومحاسبة كافة مرتكبي الجرائم والانتهاكات في محافظة السويداء.

وقالت وزارة الخارجية الأردنية، في بيان، إن الاجتماع الذي شارك فيه نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، ووزير الخارجية والمغتربين السوري أسعد الشيباني، وسفير الولايات المتحدة الأميركية لدى الجمهورية التركية والمبعوث الأميركي الخاص لسورية توماس برّاك، ومُمثّلون عن المؤسسات المعنية في الدول الثلاث؛ جاء استكمالاً للمباحثات التي كانت قد استضافتها عمّان بتاريخ 19 يوليو/تموز الماضي لبحث تثبيت وقف إطلاق النار في محافظة السويداء في جنوب سورية وحل الأزمة هناك.

وبحسب البيان، فقد أكّد المُجتمِعون أن محافظة السويداء بكل مجتمعاتها المحلية جزء أصيل من الجمهورية العربية السورية، محمية ومحفوظة حقوق أبنائها في مسيرة إعادة بناء سورية الجديدة نحو مستقبل منجز آمن لكل مواطني الدولة السورية، وبما يضمن تمثيلهم وإشراكهم في بناء مستقبل بلادهم. ووفق البيان، رحّب الأردن والولايات المتحدة بخطوات الحكومة السورية بما فيها إجراء التحقيقات الكاملة ومحاسبة كافة مرتكبي الجرائم والانتهاكات في محافظة السويداء، إضافة لاستعدادها للتعاون مع هيئات الأمم المتحدة المعنية وإشراكها بمسار التحقيق بالجرائم والانتهاكات التي ارتُكِبت، وزيادة دخول المساعدات الإنسانية لجميع المناطق في السويداء وتعزيز تدفقها، بما يشمل التعاون مع وكالات الأمم المتحدة المعنية، وتكثيف عمل المؤسسات الخدمية لاستعادة الخدمات التي تعطّلت جراء الأحداث في السويداء، وبدء عمليات إعادة تأهيل المناطق التي تضرّرت من الأحداث التي شهدتها المحافظة.

كما جرى الترحيب بإسهامات المجتمع الدولي المستهدفة تلك الجهود، وإسناد الحكومة السورية في جهود عودة النازحين لمناطقهم، والشروع بمسار المصالحات المجتمعية، وتعزيز السلم الأهلي، وبإسناد ودعم المملكة الأردنية الهاشمية والولايات المتحدة الأميركية بهذا الصدد. وجدّد الصفدي وبرّاك وقوف المملكة والولايات المتحدة وتضامنهما الكامل مع سورية وأمنها واستقرارها وسيادتها ووحدة أراضيها وسلامة مواطنيها، داعيين المجتمع الدولي إلى الوقوف مع سورية في جهودها لإعادة البناء.

براك: دمشق تعهّدت بمحاسبة مرتكبي فظائع السويداء

من جانبه، أكد المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية التزام الحكومة السورية بمحاسبة جميع المتورطين في الجرائم والانتهاكات التي شهدتها محافظة السويداء، وتعهدها باستخدام كل مواردها لضمان عدم إفلات أي شخص من العدالة، بما في ذلك التحقيق في أحداث "العنف المروع" داخل مستشفى السويداء الوطني. وفي سلسلة منشورات عبر منصة "إكس"، مساء الثلاثاء، أوضح برّاك أن هذا التعهّد جاء عقب محادثات عمّان. وقال إن دمشق ستتعاون بشكل كامل مع الأمم المتحدة للتحقيق في الجرائم، مشدداً على أن "تحقيق العدالة وإنهاء الإفلات من العقاب أمران بالغا الأهمية لتحقيق سلام دائم".

وأشار المبعوث الأميركي إلى أن سورية لا تزال ملتزمة بـ"عملية موحّدة تحترم وتحمي جميع فئاتها وتعزز مستقبلاً مشتركاً للشعب السوري"، رغم وجود "قوى متدخلة تسعى إلى زعزعة الاستقرار وتهجير المجتمعات". كما شدد برّاك على أهمية المساعدات الإنسانية، واصفًا الرعاية الإنسانية والإدماج الاجتماعي بأنهما "علاج لمواجهة قوى الانقسام"، معلنًا التزام بلاده بزيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى جنوب غرب سورية لدعم المتضررين.

من جانبها، أكدت السفارة الأميركية في سورية، أن الولايات المتحدة والمملكة الأردنية رحّبتا بما أعلنت عنه الحكومة السورية من خطوات، شملت المضي في تحقيقات شاملة لمحاسبة المتورطين في الجرائم والانتهاكات التي شهدتها السويداء، مع إبداء استعداد للتعاون مع هيئات الأمم المتحدة وإشراكها في مسار التحقيق.

وقال الباحث في مركز جسور للدراسات وائل علوان، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ اجتماع اليوم جاء "بمبادرة من الأردن، الذي يستشعر أهمية أن يكون هناك توافق قريب لوقف إطلاق النار وإنهاء أي اشتباك أو أي استفزاز متبادل ما بين تل أبيب ودمشق"، وأشار إلى أن "الشريك الثالث في هذا الاجتماع، وهو الجانب الأميركي، الذي يستطيع الضغط على تل أبيب وحكومة نتنياهو على نحوٍ أكبر".

وأضاف علوان أنّ "الموضوع الرئيسي في نقاش اليوم هو ما حصل في السويداء وتصحيح المشكلة التي ضاعفها التدخل الإسرائيلي وعقّدها"، مؤكداً أنه "لا توجد نيّة لتدويل الأزمة في السويداء"، وشدد علوان على ضرورة حل المشكلة القائمة بين إسرائيل والحكومة السورية "بسبب التوتر وانعدام الثقة بالمطلق"، معتبراً أن "تسوية هذه المشكلة من وجهة نظر إقليمية ودولية تعدُّ باباً رئيسياً لضمان استقرار سورية والسلم الأهلي فيها، إذ إنّ التدخل الإسرائيلي يؤدي إلى تفاقم المشكلات والأزمات، وربما استحداث جزء منها".

وكان رئيس الوزراء الأردني جعفر حسان قد قال، في 22 يوليو الماضي، إن الأردن "أدى دوراً دبلوماسياً فاعلاً" للمساهمة في احتواء أزمة السويداء السورية، مشدداً على أن "المملكة تقف إلى جانب الشعب السوري في سعيه لتحقيق الاستقرار والازدهار". وقال الصفدي، في مايو/أيار الفائت، إن سورية "تمر بمرحلة تاريخية، والأردن سيكون لها السند والداعم حتى تصل إلى بناء سورية الحرة السيدة المستقرة الآمنة لكل مواطنيها، والتي يشكل استقرارها ركيزة لاستقرار المنطقة برمتها"، وأضاف أن "ما يهدد أمن سورية واستقرارها يهدد أمن الأردن واستقراره، ونسعى إلى تعزيز التعاون في مواجهة التحديات المشتركة".

دخل اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء، برعاية إقليمية ودولية، حيّز التنفيذ في 21 يوليو الماضي، بعد اشتباكات دامية بدأت في الـ13 من يوليو بين مجموعات محلية درزية في السويداء وعشائر البدو، تدخلت قوات أمنية لفضها، لكنها سرعان ما اشتدت وتحولت قوات وزارتي الداخلية والدفاع إلى طرف رئيسي فيها بمواجهة الفصائل المحلية الدرزية. ورغم صمود اتفاق وقف النار، تعرض لخروقات عدة وجرى العمل على احتوائها.

المساهمون